أوراق: دعوة لحماية التاريخ

علي بن خلفان الحبسي -

mudhabi@gmail.com -

نظرا لما تحظى به السلطنة من خصوبة في الكنوز التاريخية والأثرية المتمثلة في القلاع والحصون والأبراج والحارات القديمة والمدافن، وغيرها من المواقع المختلفة التي تعتبر سمة مميزة لهذا التاريخ العريق الموغل الضارب في أعماق التاريخ، لا بد أن يصاحب ذلك اهتمام يجسد الاهتمام والرعاية والعناية بهذه المواقع، حتى لا تندثر وتدفن معها مئات من دفاتر التاريخ لهذه المواقع التي بالفعل تشد اليوم وغدا السياح القادمين إلى السلطنة من مختلف أنحاء العالم، بل وتنال هذه المواقع لأهميتها وتكوينها وهندستها المعمارية حتى إعجاب المواطن العماني نفسه لمدى قدرة الآباء والأجداد على إنجاز مثل هذه المشاريع العملاقة تاريخيا وحضاريا ،والتي تبقى اليوم شامخة تسرد معها تاريخا حافلا بالمنجزات.

وجهود وزارة التراث والثقافة واضحة بكل تأكيد وملموسة من خلال سعيها الدؤوب نحو ترميم هذه المواقع لإعادة الحياة إليها من جديد، وللبقاء على هذه المكنونات التاريخية شامخة وهي ماضية في جهودها في هذا المضمار من خلال الكم الذي شهدته هذه المواقع الأثرية من ترميم في مختلف ولايات السلطنة وإعادة لهذه المواقع بريقها من جديد ليكتب لها بأن يعود روح التاريخ إليها من جديد.

ولعل المتأمل لهذه المواقع فإنه رغم جهود وزارة التراث والثقافة في هذا المجال إلا أن العديد من هذه المواقع أبوابها مغلقة في وجه السياح سواء من داخل السلطنة وخارجها، سوى بعض المعالم الشهيرة في السلطنة، ولم يبق للسائح إلا التطواف حولها فقط وهذا بالطبع لا يكفي، لذا يجب على الوزارة تكملة جهودها على أن تكون هذه المواقع مفتوحة للسياح لأنها بذلك ستضيف رافدا آخر للقطاع السياحي وسيفتح ذلك العديد من الأوجه الاقتصادية بالولايات التي توجد بها هذه المواقع بالسلطنة، كما أنه يجب على الوزارة أن تهتم أيضا بالحارات التاريخية القديمة لأنها لا تقل أهمية عن باقي المواقع التراثية، فهي جزء لا يتجزأ منها واحتضنت الإنسان أساس هذه الحضارة وبانيها قبل أن تحتضن مفردات التاريخ، لذلك يجب أن يكون لها نصيب وافر من هذه الرعاية وأن تكون هي الأخرى أيضا مفتوحة أمام السياحة، والوضع داخل هذه الحارات حاليا يدعو للتساؤل، حيث تنهار هذه الحارات يوما بعد آخر مما يهدد هويتها بالنهاية إذا لم تكن هناك جهود لاحتواء تساقطها واندثارها والعمل على أن تبقى جدرانها تنبض بالحياة.