تحلم بإنشاء مركز متكامل لتعليم الرسم والفن للأطفال -
حاورتها. مروة حسن -
بدأ شغفها بالفن التشكيلي منذ نعومة أظافرها وتدرج معها إلى أن نجحت في أن تصبح مع الوقت واحدة من الفنانات العمانيات البارزات في الفن التشكيلي بالسلطنة وذلك من خلال لمستها وطريقتها الخاصة في التعبير عن فنها.
إنها الفنانة التشكيلية دليلة الحارثية والتي حاولنا من خلال (مرايا) أن نتعرف على أهم أعمالها في الفترة الأخيرة وطموحاتها وأبرز مشاركاتها للفترة القادمة وذلك من خلال هذا اللقاء.
كيف كانت بداياتك كفنانة تشكيلية؟
- لقد بدأت علاقتي بالفن التشكيلي منذ أن كنت طفلة صغيرة وأصبح ينمو معي طيلة سنين عمري إلى أن أصبح جزءا لا يتجزأ من حياتي والملاذ الذي ألجأ إليه في جميع حالاتي، حتى أن الفرشاة لا تفارقني أبدا.
ما هي أبرز الأنشطة الفنية التي شاركتِ بها مؤخرا؟
- مؤخرا بدأت بعمل مجموعة حلقات صيفية لتعليم الأطفال الصغار وقد أسميتها بمركز الفنان الصغير، وقد بدأت أولى هذه الحلقات هذا العام في شهر يونيو الفائت، وكان محتوى الحلقة يتناول تعليم فن الأوراق الملونة أو المعروف بالفن الأوريجامي، وهو فن ياباني قديم بدأ من آلاف السنين، وهو عبارة عن تشكيل الورق بأشكال فنية بدون استخدام المقص فقط بالأيدي، وقمت بتنظيم حلقات أيضا تتناول أعمال التدوير والفنون اليدوية وتشكيل الزهور ومبادئ الرسم وتغليف الهدايا وكيفية الرسم بالأرقام والحروف، حيث إني أحاول أن أنوع في طرق الرسم لأساعد الأطفال على الإبداع والخيال قدر الإمكان، وقد استهدفت في هذه الحلقات تعليم الأطفال بدءا من عمر خمس سنوات وإلى 15 عاما.
ولقد حاولت من خلال هذه الحلقات أن أساعد الأطفال على تنمية مهارتهم الفكرية والخيالية والحركية خصوصا أنهم يعيشون في عصر أصبحت المهارات فيه مقتصرة على استخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة مثل الحواسيب والأجهزة اللوحية والهواتف.
إقبال جيد
هل كان الإقبال جيدا من قبل الأسر على تعليم أبنائها هذه الفنون؟
- نعم بفضل الله كان الإقبال أكثر من جيد حتى أنني تفاجأت بهذا العدد، حتى أن كل مجموعة لم تكن تقل عن 45 طفلا، وهناك بعض الأطفال مستمرون معي على مدار العام وذلك لتنمية موهبتهم الفنية.
والحقيقة أن الأسر أبلغتني بسعادتها بوجود مثل هذا النوع من الحلقات خاصة بالصيف لأنه يساعد أبناءها على قضاء وقت الإجازة في استغلال ميولهم الفنية في شيء إيجابي والانتفاع بوقت الإجازة بأشياء مفيدة ومثمرة، كما أن أولياء الأمور أبلغوني برغبتهم بعمل حلقات لهم، لذا أفكر أن أقوم بعمل يوم مفتوح لأولياء الأمور مع أبنائهم، وهذا اليوم الهدف منه إيجاد نوع من الود والبهجة والانسجام بين الطفل وأسرته حيث يتعلمون ويشتركون في عمل واحد ويكون فرصة لتوطيد العلاقة بين الأبوين وأطفالها وذلك بعيدا عن ضغوطات الحياة والروتين اليومي بها.
وماذا عن آخر أنشطتك الفنية الخاصة بدليلة الحارثية الفنانة التشكيلية؟
- ملتقى رسم الطائرات الحربية يعتبر من أواخر الأنشطة المميزة بالنسبة لي في الفترة الماضية، حيث كنت ضمن المجموعات التي شاركت بالرسم على إحدى الطائرات الحربية، ولقد سعدت بالاشتراك في هذا العمل وأعتبره إنجازا كبيرا بالنسبة لي وأعتز به كثيرا، وذلك لأن السلطنة تعتبر الدولة الأولى في الشرق الأوسط التي بدأت فكرة الرسم على الطائرات، وأعتبر نفسي محظوظة لكوني كنت من المجموعات التي شاركت في الرسم على هذه الطائرات، ولقد كانت مبادرة مميزة ولاقت ردود أفعال إيجابية وصدى جيدا في العالم العربي، ونجحنا نحن الفنانين العمانيين في تحويل الطائرات الحربية القديمة إلى تحف فنية مميزة، فكان شيئا ملفتا، وكانت هذه التجربة بالنسبة لي بمثابة تحد، وبالفعل كانت تجربة شيقة، وأعتقد أنها نقطة تحول بالنسبة لي.
وبالنسبة لمشاركاتي في المعارض الفنية أعكف هذه الأيام على تحضير لوحاتي التي سأشارك بها في المعرض السنوي بالجمعية العمانية للفنون التشكيلية، وأيضا من خلال الجمعية سافرت ضمن مجموعة فنانين تشكيليين إلى برلين بألمانيا وذلك لزيارة المتاحف هناك والتعرف على أهم الوجهات السياحية هناك، وأيضا قابلنا مجموعة من الفنانين الألمان وبعض الفنانين الآخرين من دول الاتحاد الأوروبي، ومثل هذه الزيارات والمقابلات مع الفنانين الآخرين تنمي من قدرات الفنان وتوجد نوعا من التبادل الثقافي بيننا كفنانين.
وهل تسعين للاشتراك في المسابقات والمعرض الدولية بشكل عام؟
نعم أحاول دوما أن أكون موجودة في كل أنشطة الجمعية العمانية للفنون التشكيلية، وذلك سواء مسابقات أو مشاركات محلية أو دولية، وأنا بشكل عام أحاول دوما أن أكون موجودة في الساحة الفنية وأحضر معارض زملائي وزميلاتي من الفنانين.
عشق الألوان
كيف تصفين علاقتك بالألوان؟
- الألوان هي نقطة ضعفي التي لا أقاومها أبدا، كما أني أحب اكتشاف الألوان الجديدة حيث أقوم بمزج الألوان لاستخراج لون جديد، وبشكل عام فإن الفرشاة والألوان هما أداتي اللتان لا يفارقاني أبدأ وأشعر بالسعادة معهما.
ما هي أقرب مدرسة فنية لكِ؟
- لقد بدأت بالمدرسة الواقعية وأصبحت مع الوقت والتعلم أكتشف المدرسة الفنية المختلفة، إلى أن وجدت نفسي بالمدرسة السريالية، ولعل ذلك لأني أعشق الخيال، والفن السريالي فن يعتمد على الحس الخيالي للفنان.
في رأيك إلى أي مدى حدث تطور للفن التشكيلي بالسلطنة؟
- أعتقد بما لا يدع مجالا للشك أن الفن التشكيلي تطور بشكل ملحوظ، فمنذ عشرين عاما لم يكن الفن التشكيلي عليه إقبال أو معروف بالشكل الحالي، فأنا عضوة في الجمعية العمانية للفنون التشكيلية منذ عام 1994وفي ذلك الوقت كان القليل للغاية من يعرف أن هناك فنانين عمانيين يقومون بالرسم والتعبير بالفن التشكيلي، ولكن مع مرور الوقت والأيام أصبح شيئا فشيئا يعرف هذا النوع من الفن بالسلطنة، وهذه الأيام تشهد الجمعية تطورا ملحوظا، وأصبحنا نشارك بأعمالنا داخل السلطنة وخارجها وهذه الفرص ساعدتنا كثيرا على زيادة موهبتنا، وتعلمنا العديد من الأمور خلال التبادل الثقافي الذي يحدث في مثل هذه المشاركات والتي بالطبع تؤثر إيجابا على فننا وأسلوب تعبيرنا عنه.
إلى من تتوجهين بالشكر على دعمك كفنانة؟
- بالطبع أسرتي هم أول من أتوجه لهم بالشكر فهم دعموني منذ أن كنت طفلة صغيرة وشجعوني على تنمية موهبتي، ثم زوجي الذي يشجعني ويدعمني بشدة وأعتقد أنه الرصيد الأكبر في نجاحي كفنانة.
وأخيرا أشكر جمعية الفنون التشكيلية لأنها احتوتني منذ أن انضممت إليها حيث كنت صغيرة عمري 12 سنة وكبرت معهم وتطورت فنيا معهم وتربطني بها علاقة جميلة أتمنى أن لا تنقطع.
المعرض الشخصي
* ما هي أهم طموحاتك التي تسعين لتحقيقها الفترة القادمة؟
- في الواقع أنا أسعى أن يشهد العام القادم ظهور أول معرض شخصي لي ولقد تأخرت هذه الخطوة لأني أريد أن أقدم شيئا مميزا ومختلفا لذا أتروى في هذه الخطوة وأسعى لأن يكون موضوع المعرض الشخصي قصة لها طابع خاص وأتمنى أن ترى النور في أقرب وقت.
كما أحلم بإنشاء مركز متكامل في تعليم الرسم والفن التشكيلي خصوصا للأطفال وهذا الحلم هو السبب في عمل الحلقات الفنية التي قمت بها مؤخرا ولعل النجاح الذي حققته هذه الحلقات هو ما يجعلني أسعى وأحلم بإنشاء هذا المركز وأتمنى أن تشهد الأيام والسنين القادمة تحقيق هذا الحلم.