غرف العائلات في بعض المطاعم تفتقد إلى الخصوصية

ضيقة ومُهملة ومكشوفة.. -

تحقيق: نايف بن علي المعمري -

كثير من العائلات تتفاجأ حيال الحالة التي عليها غرفة العائلة في بعض المطاعم، خاصة بعد تكبد عناء البحث عن غرفة عائلية تَليق بها وتتسع لها؛ لتناول وجبة الإفطار أو الغداء أو العشاء، لاسيما إذا كانت الخدمة المقدمة من العاملين في المطعم ليست في المستوى المطلوب أو أن الزبون غير راض عنها.


ومن خلال واقع تجربتنا وزياراتنا إلى عدد من الولايات وجدنا الكثير من تلك المطاعم لا تُبالي بغرفة العائلة، بل إن بعضها لا يعطيها حتى اهتماما ولا بالا، فتجد أن الكثير من مرتادي المطاعم يعانون من المساحة الضيقة للغرف المخصصة للعائلات التي لا تتسع وخصوصا للعائلات الكبيرة، وبعضها الآخر مهملة وسيئة التنظيم.


غرفة مكشوفة

إن غرف العائلات لبعض تلك المطاعم، نجدها مكشوفة، ويمكن لأي أحد من العائلات الأخرى التي وفدت إلى المكان نفسه أن يقع نظره على العائلة الأخرى الموجودة في نفس المكان، حيث لا يوجد حائل بين العائلات، فعلى ما يبدو أن تلك المطاعم أهملت العادة العربية المتأصلة التي جُبلت عليها العائلات في هذا البلد العزيز من ضرورة عدم التكشف على حرمات الآخرين. فهذه الحالة من المساحات الضيقة والإهمال والجلسات العائلية المكشوفة فيها قد تسبب حرجا عائليا لمرتادي تلك المطاعم.


سكن للعاملين

إن المصطحب لعائلته لقضاء حوائجها أو التنفيس عنها إلى بلدة أو ولاية ما بعيدة عن منطقة سكناه، قد ينخدع باللوحة الكبيرة أو المنظر العام البهيج الكاذب لمطعم من المطاعم المنتشرة في ربوع تلك الديار، وما يلبث إلا أن يتفاجأ بأن غرفة العائلة ما هي إلا سوى مخزن ومرتع لأدوات مطبخية وأجهزة تبريد، وبراميل قمامة.

وقد فوجئت شخصيا وعائلتي في زيارة لإحدى المدن وبالتحديد مدينة صلالة، بوجود مثال مشابه للحالة التي ذكرناها بعد اكتشافي شخصيا وجود أدوات تنظيف أسنان ومناشف في دورة المياه، وبعد الحاحي في سؤال العاملين تبين لي من خلال اعترافهم أنها كانت تستخدم كمأوى وسكن للعاملين في غير وقت الخريف.

فهل الأسباب تكمن في قلة أعداد المرتادين لتلك المطاعم من العائلات، ما جعل أصحابها يهملونها؟ أم ضعف الرقابة والاشتراطات التي يجب أن تتوافر فيها؟ من أجل ذلك، دعونا نستطلع وجهات النظر لعدد من المتزوجين من خلال حديثهم لمرايا حول الموضوع.


تنوع الأسباب

في البداية يرى بدر بن سعيد بن محمد الغافري أن هناك عدة أسباب وراء صرف بعض المطاعم النظر عن غرف العائلات فيها، إذ يقول: ربما يعزى السبب في ذلك إلى إحدى الأسباب التالية؛ أولا: ضعف الرقابة اللازمة من قبل الجهات المعنية، وهو أبرز الأسباب، ثانيا: غياب الاهتمام من قبل مالك المطعم، حيث كل ما يعنيه هو قبض العائد المادي بين الحين والآخر دون أن يشرف على حالة غرفة العائلة، ثالثا: لا ننسى تنوع جنسيات الأيدي العاملة الوافدة داخل المطعم الواحد، إذ تنوع الجنسيات يتسبب في غالب الأحيان وبطريقة غير مباشرة في اهمال نظافة المطعم بسبب الاتكالية فكيف بغرفة العائلات.


حلول مقترحة

ويرى بدر الغافري أن الحل يكمن في دور الحكومة وخاصة وزارة البلديات الإقليمية وهيئة حماية المستهلك في تكثيف جهود الإشراف على المطاعم لا سيما الغرف الخاصة بالعائلات، وأن تتبع تلك الجهات سياسة الترهيب والترغيب، فعلى سبيل المثال يمكن أن تعمل على توزيع شهادات تقدير للمطاعم المنضبطة والمتقيدة بإجراءات النظافة ومعايير الأمن والسلامة، في حين تفرض غرامات مالية على المُهملين والمُخالفين.


غياب القانون

ويرى أحمد بن إسماعيل بن سليمان الهنائي أن سبب واحد فقط وراء إهمال بعض المطاعم لتهيئة غرف العائلات التهيئة المناسبة، وهو عدم وجود قوانين واشتراطات أكثر حدة من قبل الجهات المعنية على أصحاب تلك المطاعم، فتجد بعضها ضيقة وتارة أخرى مهملة في مطاعم أخرى، وغيرها مكشوفة لا يرتجى منها ستر العائلة والمحافظة على خصوصياتها. ناهيك أن السلالم المؤدية إلى غرفة العائلة في بعض المطاعم لا تتوفر فيها احتياطات الأمن والسلامة وتكون خطيرة جدا على الأطفال وكبار السن.

ويضيف أحمد الهنائي متفقا مع بدر الغافري قائلا: الذي أقترحه أن على الجهات المعنية سن قوانين صارمة تمكن المواطنين والوافدين على حد سواء من مرتادي المطاعم بشكل عام وغرف العوائل بشكل خاص من التمتع بكافة الخدمات التي من المفترض على المطاعم توفيرها من ضمان الخصوصية لكل عائلة في غرفة خاصة مُهيأة بشكل مناسب متسعة وليست ضيقة.

كما يجب أن يتم تعريف أصحاب المطاعم بأن اهتمام العائلات في الدرجة اﻷولى هو البحث عن المطاعم التي تضمن لها الخصوصية التامة من حيث نظافة الغرفة واتساعها والمغاسل وكذلك الممرات وسائر المرافق.


وجود ضعف

أما خالد بن فاضل بن محمد المسعودي فيقول مؤكدا: اذا كانت هناك ضوابط وشروط وضعتها الجهات المعنية بذلك على اصحاب المطاعم حول طريقة انشاء غرف العائلات كالمساحة وتوفير اجهزة التكييف والاهتمام بتنظيفها، ووجود أبواب أو ستائر على مداخلها ونظافة مكان الجلوس، بمعنى وجود أدلة متوفرة لدى هذه الجهات تتضمن اشتراطات غرف العائلات في المطاعم، فأننا نرى بأن هناك فعلا وجود قصور من المعنيين وضعف في مراقبة المطاعم على التزامها بشروط وضوابط غرف العائلات في المطاعم من عدم توفرها وفقا لأدلة تلك الاشتراطات.


ومن خلال واقع تجربة خالد المسعودي وزيارته لعدد من المطاعم يضيف خالد المسعودي مستطردا: حيث إننا ومن خلال ذهابنا لبعض المطاعم رأينا هناك اختلافا في مساحات غرف العائلات، فبعضها مساحتها صغيرة جدا، فيما بعضها متوسطة، وهنا يتبادر في اذهاننا سؤال، وهو هل الجهات المعنية اعطت الصلاحية لمالك المطعم بما يراه في مساحة غرفة العائلة من حيث صغر مساحتها وكبرها، أو أن هنالك مساحة محددة يلتزم فيها مالك المطعم بحيث وضعت كشرط لذلك؟!


أجهزة تبريد سيئة

ويضيف خالد المسعودي قائلا: كما أن بعض غرف العائلات في بعض المطاعم أجهزة تكييفها سيئة جدا ولا تبرد؛ وذلك لقدمها وعدم اهتمام اصحاب هذه المطاعم بتغييرها او اصلاحها، وكأن حال لسانهم يقول بأن الأهم هو وجود أجهزة تكييف وليس المهم بأن يكون بها تبريد مناسب او ضعيف؛ وذلك لضعف الرقابة على ذلك وايضا نرى وجود جهاز تكييف واحد لغرفتين فهل يعقل ذلك ايضا.


مقترحات

ويقترح خالد المسعودي عدة اقتراحات والتي على ما يبدو جاءت متفقة مع زملائه، وهي أن الجهات المعنية سواء أكانت وزارة البلديات الإقليمية أو غيرها، فيجب ان تجعل ضوابط لغرف العائلات من خلال تحديد مساحة الغرف بحيث تكون واسعة، وان يكون لكل غرفة جهاز تكييف خاص بها، وان يكون تبريدها مناسب، كما يجب على الجهات المعنية المتابعة الدورية لغرف العائلات في المطاعم والـتأكد من موافقتها للاشتراطات حيث إنها أفضل الحلول وكذلك الـتأكد من مدى نظافتها وصلاحية اجهزة التبريد فيها وذلك سعيا من أجل راحة المرتادين.


الاشتراطات

وختاما لما استطلعناه من وجهات نظر اتجاه بعض غرف العائلات في المطاعم فإننا نتفق مع جميع المقترحات في ضرورة قيام المعنيون وخصوصا في وزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه بالعمل على مراجعة اشتراطات غرف العائلات في المطاعم إن كان هناك ثمة أدلة لها، وتحديد أوجه القصور في تلك الاشتراطات، وتطويرها بما يتلاءم ويتناسب مع ما تتوقعه العائلة المرتادة للمطاعم من اتساع في غرف العائلات، ونظافتها، وتوفر أجهزة التبريد فيها، وجميع مرافقها ومستلزماتها بشكل أفضل مما هي عليه، إلى جانب فرض غرامات مالية للمخالفين للاشتراطات ومهملي جوانب الأمن والسلامة فيها.