أبوظبي – «أ.ف.ب»: أعلن متحف اللوفر أبوظبي أمس انه سيعرض عند افتتاحه 300 عمل فني معار من متاحف فرنسا بينها لوحة لامرأة مجهولة تحمل توقيع ليوناردو دافينشي، إضافة الى أعمال لمونيه ومانيه وفان غوغ واندي وارهول، الى جانب أعمال المجموعة الدائمة التي يقتنيها المتحف الإماراتي. وسيعير 13 متحفا في فرنسا الأعمال الثلاثمائة في إطار اتفاقية إعارة بين حكومتي فرنسا وإمارة أبوظبي تستمر عشر سنوات.
وبرنامج الإعارة هو ضمن اتفاقية بمليار يورو تم التوقيع عليها في 2007 بين فرنسا وأبوظبي لإطلاق اسم اللوفر على المتحف في أبوظبي لمدة ثلاثين سنة، وهي تشمل أيضا مساعدة وكالة متاحف فرنسا أبوظبي على تشكيل مجموعتها الدائمة للمتحف.
ومن المفترض أن يفتتح متحف اللوفر أبوظبي الذي صممه المعماري الفرنسي الشهير جان نوفيل ويتم بناؤه على جزيرة السعديات قبالة شواطئ أبوظبي، في نهاية 2015.
وكشفت إدارة متحف اللوفر الأحد عن ابرز الأعمال التي تتضمنها مجموعة الأعمال المعارة الثلاثمئة، واشهرها لوحة لليوناردو دافينشي هي رسم لامرأة مجهولة، وتعرف اللوحة باسم «لا بيل فيرونيير»، وهي من مجموعة متحف اللوفر الباريسي.
وتمثل هذه اللوحة حقبة النهضة الأوروبية وستعرض الى جانب لوحة العذراء لبيليني، وهي لوحة من الحقبة نفسها اشترتها أبوظبي لتكون ضمن المجموعة الدائمة للمتحف.
ومن الأعمال المعارة أيضا، لوحة رسم ذاتي لفينسينت فان غوغ ولوحة «غار سان لازار» للانطباعي كلود مونيه، و«عازف المزمار» لادوارد مانيه. وهذه الأعمال الثلاثة من مجموعة متحف اورسي الباريسي.
وبين الأعمال المعارة الأحدث، لوحة «طبيعة جامدة» لهنري ماتيس، وعمل لاندي وارهول بعنوان «الكرسي الكهربائي»، وكلا العملين من متحف الفن الحديث في مركز بومبيدو بباريس.
وضمن المجموعة المعارة تمثال لفرانسيسكو بريماتيتشيو يظهر ابولون عاريا بشكل كامل.
وتضاف الى هذه الأعمال، أعمال أخرى من حضارات مختلفة، من الصين ومملكة بينين الإفريقية ومصر الفرعونية (تمثال لرمسيس الثاني من مجموعة اللوفر) وبلاد ما بين النهرين والامبراطورية الرومانية.
وقالت حصة الظاهري من هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة التي تشرف على مشروع اللوفر أبوظبي «إن الأعمال المعارة تكمل أعمال المجموعة الدائمة وتشكل معا قصة كونية وإنسانية يرويها المتحف».
وبحسب الظاهري، فإن الأعمال ستعرض في شكل لم يسبق أن عرضت فيه في السابق في فرنسا، إذ ستعرض بشكل ثنائي يظهر التلاقي والحوار بين الحضارات في مناطق جغرافية مختلفة وفي حقبات تاريخية مختلفة، فتمثال رمسيس يتجاور مع تمثال أمير سومري ليظهر الارتباط بين الحضارتين من خلال الفن.
واعتبرت الظاهري في حديثها مع وكالة فرانس برس أن «المتحف يقدم رؤية جديدة تسمح لنا بأن نرى هوية كونية مشتركة بيننا جميعا، كما انه في الوقت نفسه يعكس حقيقة دولة الإمارات اليوم، وهي بلد تعيش فيه الشعوب معا».
وسبق أن كشف اللوفر أبوظبي الماضي عن نواة مجموعته الدائمة التي تقدم على أنها مجموعة «كونية»، والتي استحوذ عليها بتمويل من الإمارة الغنية بالنفط وتضم أعمالا توثق الإبداع البشري منذ ما قبل التاريخ الى الزمن المعاصر.
فمن الفن الفرعوني الى بيكاسو، ومن المنمنمات الإسلامية الى صفاء خطوط الفنان الهولندي الحداثي موندريان، يؤكد المتحف من خلال المجموعة الدائمة على طابعه «الكوني» العابر للثقافات والأزمنة، فيما بعض أعماله لم يشاهد من قبل.
وتتضمن المجموعة الدائمة، قطعا تعود لمختلف الثقافات والأديان بما في ذلك نسخة توراة من اليمن وتمثال للمسيح من بافاريا والآلهة شيفا الهندوسية، كما تتضمن المجموعة المعارة والدائمة أعمالا تظهر اشخصا عراة.
وفي هذا السياق، قال جان فرانسو شارنييه من وكالة متاحف فرنسا لوكالة فرانس برس انه «لم يكن هناك أي نوع من الرقابة، لا في المجموعة المعارة، ولا في المجموعة الدائمة» التي تشتريها أبوظبي بمساعدة فنية من وكالة متاحف فرنسا.
وبحسب شارنييه، فانه «لا يوجد أي متحف في العالم يقدم مثل اللوفر أبوظبي الحوار بين الحضارات».
ومن المتوقع أن تكون السنة الأولى من افتتاح المتحف غنية جدا بالأعمال الفنية المعارة والدائمة، ويفترض أن يتم سحب الأعمال المعارة شيئا فشيئا من المتحف لتحل مكانها المجموعة الدائمة، بحسب مصدر فرنسي.
ويجسد المتحف رغبة أبوظبي في التحول الى عاصمة ثقافية مستفيدة من العائدات النفطية الضخمة، ويتجلى ذلك أيضا بالمهرجانات التي تستضيفها الإمارة، والإنتاجات الأدبية والفكرية ودعم المشروعات الشابة المحلية والعربية في هذا الإطار.
ومبنى متحف اللوفر أبوظبي بحد ذاته يعد من ابرز المشروعات العمرانية في العالم، وتظلله قبة عملاقة تتيح لنور الشمس الدخول الى المتحف من خلال فتحات متشابكة استوحاها المعماري جان نوفيل من سعف النخيل.
والمتحف هو ضمن الحي الثقافي الجديد على جزيرة السعديات، وهو حي يضم أيضا فرعا لمتحف غوغنهايم النيويوركي صممه الأمريكي فرانك غيري يفترض أن يفتتح في 2017، ومتحفا وطنيا يحمل اسم الشيخ زايد بن سلطان وهو من تصميم البريطاني نورمان فوستر.