نيويورك – «د.ب.أ»: شهدت صناعة وتجارة الماريجوانا في الولايات المتحدة نموا ملحوظا في الآونة الأخيرة، ونظرا لهذا النشاط المتزايد بصورة مستمرة، بدأت الكثير من الولايات الأمريكية تتخذ إجراءات بشأن تقنين بيع هذا المنتج، ولكن لأغراض طبية.
ويجتذب هذا السوق الكثير من المستثمرين، لدرجة أن البعض أخذ يقارن بين انتشاره وتوسعه وحمى الذهب التي عرفتها الولايات المتحدة في منتصف القرن التاسع عشر.
يؤكد مطرب الراب الشهير سنوب دوج أنه دخن الماريجوانا في البيت الأبيض نفسه.
وبصرف النظر عنما إذا كان هذا حقيقيا أما لا، فالحقيقة أن دعوة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لمطرب معروف عنه تدخين الماريجوانا لحضور حفل في البيت الأبيض، يعكس مدى قبول المجتمع، وفي أعلى درجاته لتعاطي هذا المخدر.
ويعرف عن سنوب دوج أنه مدخن للحشيش فضلا عن أن شهرته الحقيقية ترجع إلى مشاركته في تسجيل أسطوانة تحمل عنوان «Cronic» للدكتور دري، وهي كلمة تعني في اللغة الدارجة المخدر الجيد في السوق.
وحقق كلا المطربين نجاحا وشهرة كبيرتين، ولا يزال سنوب دوج يدخن الماريجوانا في كل المناسبات تقريبا، كما دخل في استثمارات قانونية لا علاقة لها بمجال الفن، فهو شريك مهم في شركة جرينكو ساينس كاليفورنيا (Grenco Science California) ذات الأعمال المزدهرة في مجال تصنيع وتسويق السيجارة الألكترونية المخصصة لتدخين الحشيش والمعرفة باسم «Extractor».ويشهد هذا المجال نموا كبيرا في الولايات المتحدة، علاوة على أنه أصبح يجتذب الكثير من المستثمرين والمتهمين بتطوير هذه التكنولوجيا الشاذة، بالإضافة إلى علماء وخبراء يفترض بهم أن يحذروا الناس من عواقب استهلاك هذه الأشياء الضارة.
ويرجع سر ازدهار أعمال هذه القطاعات في المقام الأول إلى التشريعات التي سمحت بتقنين استهلاك هذه المواد في الولايات المتحدة.
جدير بالذكر، أنه في الوقت الراهن أقرت 23 ولاية تشريعات تجيز استهلاك هذه المواد المخدرة للأغراض الطبية فقط، إلا أن هذا الوضع فتح الباب أمام نمو سوق ضخم واعد تقدر استثماراته بالملايين، ولديه القدرة على النمو والصمود برغم المخاطر.
ويوضح ديفيد يانج المحلل الاقتصادي بشركة (IBISWorld) أن «التوقعات تشير إلى ارتفاع حجم المبيعات هذا العام بمعدل يصل إلى 1ر63% مما يعني أرباحا تقدر بنحو مليارين وستمائة مليون دولار، كما توجد توقعات جيدة بوصول حجم السوق إلى عشرة ملايين دولار بحلول عام 2018».وإزاء هذه التوقعات الإيجابية، ليس من المستغرب أن تظهر مثل هذه الشركات الصغيرة التي تسعى للحصول على نصيب لها من الكعكة التي تمخض عنها تقنين استهلاك الماريجوانا والقنب الهندي (الحشيش).إلا أنه لكي يتحقق ذلك، يتعين على هذه الشركات اللجوء لبعض الابتكار.
فعلى سبيل المثال تخصصت شركة (FunkSac) من دينفر في تصنيع نوع من العبوات البلاستيكية يصعب فتحها على الأطفال الأحداث، الذين يخشى أن تصل إلى إيديهم مثل هذه المواد الخطرة، بالإضافة إلى أكياس بلاستيكية لا تسمح بتسرب الرائحة أو الدخان.
يوجه المستثمرون ملايين الدولارات لتمويل أنشطة هذه الشركات ويضعون لها حملات دعائية ضخمة تقوم بها وكالات تسويق متخصصة، كما يتعاقدون مع بعض وسائل الإعلام التي تنشر عن أنشطتها مقالات مدفوعة الأجر إلى جانب مواد إعلانية أخرى. مطلع العام الجاري، أطلقت شركة «Poseidon Asset Manegement» في سان فرانسيسكو أول صندوق تحوط وهو صندوق استثمار يستخدم سياسات وأدوات استثمارية متطورة لجني عوائد تفوق متوسط عائد السوق تم تخصيصه لتصنيع الماريجوانا، في الوقت نفسه بدأ عمل صندوق « High Times Growth Fund» برأسمال قدره 300 مليون دولار من أجل تحفيز العمل في قطاع تصنيع الماريجوانا.
يدعم الشركة مالك إحدى المجلات التي تروج لزراعة الماريجوانا، والذي يؤكد بدوره أنه يحظى بدعم الكثير من الخبراء القانونيين والماليين.
ولا يخفى على أحد أن المستفيد الأكبر من نمو هذه الأنشطة، بصرف النظر عن مشروعيتها، هي الخزانة العامة الأمريكية، فبفضل نمو مبيعات الماريجوانا بصورة قانونية، نجحت ولاية كولورادو في جمع ضرائب إضافية تقدر بنحو 20 مليون دولار خلال النصف الأول من العام الجاري.
وتفرض الحكومة ضريبة تصل إلى 5ر2% على مبيعات التبغ العادي، وترتفع هذه الضريبة لتصل إلى 12.5% في حالة بيع الماريجوانا والقنب الهندي.