بايو (فرنسا) – «أ.ف.ب»: من سراييفو الى دمشق، وما بينهما غروزني الشيشانية، تعرض في فرنسا اعمال للمصور الصحفي البلجيكي لوران فان دير الذي وثق اعنف النزاعات في العالم في العقدين الماضيين، والذي يصف ما يجري في سوريا بانه مجزرة لم يشهد مثلها.
ويقام هذا المعرض على هامش منح جوائز بايو للمراسلين الحربيين في دورتها الحادية والعشرين، والتي اعلنت نتائجها امس الأول.وقال جان فرانسوا ليروي مدير مؤسسة «فيزا» التي منحت المصور البلجيكي جائزتها في العام 2013 ان لوران فان دير البالغ من العمر خمسين عاما «مصور كبير جدا، غطى كل النزاعات الكبرى من يوغسلافيا والعراق الى الشيشان وافغانستان..انه شخص عظيم ذكي وحساس».
واضاف ليروي «يجمع فان دير سكوت في شخصيته الالتزام ةالصدق والرغبة في البحث، وعمله في سوريا خير مثال على ذلك»، مشيرا الى الصور التي التقطها لضحايا الهجوم الكيماوي الذي شنه نظام الرئيس السوري بشار الاسد الضيف الماضي على منطقة تعد من معاقل المعارضة المسلحة في ريف دمشق.
وقد شكلت هذه الصور سبقا صحفيا كبيرا لصحيفة لوموند الفرنسية سرعان ما تناقلها عنها عدد كبير من وسائل الاعلام في العالم.
وبدأ فان دير ستوك مهنته في التصوير الصحفي مدفوعا برغبة في ترك قريته البلجيكية التي تصيبها الامطار باستمرار باضرار بالغة، وانطلق باحثا عن المخاطر في العالم، وتعرض للاصابة ثلاث مرات، في كرواتيا ورام الله والفلوجة في العراق.
وما زال هذا الاب لتوأم في التاسعة عشرة من العمر يشعر انه مراهق يشتاط غضبا لرؤية «اطفال يقضي عليهم الجوع في افريقيا» في خبر تتناقله وسائل الاعلام ويليه في دقائق قليلة خبر عن «بطولة فورمولا وان تنفق فيها مليارات الدولارات».
وهذه المشاعر الثائرة هي التي تغذي اندفاعه في عمله الصحفي، ويمكن ملاحظتها في معرضه بعنوان «200 الف سوري» الذي يقام حاليا في كاتدرائية بايو والذي جرى تمديده حتى الثاني من نوفمبر اثر الاقبال الكثيف عليه.
ويقول «سقط 200 الف قتيل في سوريا في السنوات الماضية..200 الف انسان..على مدى عشرين سنة امضيتها في مهتني لم اشهد مجزرة مثل هذه».
ويضيف «هناك نوع من المسؤولية اشعر به على عاتقي، فحين ذهبت لتوثيق ادلة عن استخدام دمشق اسلحة كيميائية قلت في نفسي «ان لم افعل انا ذلك فمن سيفعله؟».
ولم يسكت هذا المصور الصحفي عن اي انتهاكات شهد عليها، ففي العام 2003 وثق «الجرائم العبثية» للامريكيين على طريق بغداد.
وهو يقوم بعمله المحفوف بالمخاطر بعد التثبت من ان طريقه آمن.
ويقول «تطلب الامر اشهرا من العمل حتى اكون قادرا على الوصول الى محيط دمشق والخروج منها دون ان اتعرض للخطف..البقاء على قيد الحياة في هذه المهنة يتطلب اجراءات امنية على كافة المستويات».
ويقول زميله جان بيار بيرين «كان عمله في سوريا استثنائيا، لقد اختار ان يعمل باحثا في عمق الاشياء».
ورغم كل ما يقال عنه من امور ايجابية، يشدد هذا المصور على انه ليس سوى مجرد حلقة صغيرة في «سوق» الاخبار في العالم، الذي من شأنه ان يغير توجهات الرأي العام زمنا ثم آراء صناع القرار.