شريفة بنت علي التوبية –
“عزومة عمانية” خبر عابر في جريدة دعاني للتفكير في شؤون المطبخ وما يتبعه من أمور ثقافية أخرى، على اعتبار أن المطبخ أيضاً ثقافة وليس مجرد طعام وكفى، وكما يقال العين تأكل قبل الفم. شدني الخبر ربما أكثر من غيري لكوني امرأة قد تعنيني هذه الموضوعات وذات العلاقة أكثر من غيرها، فالمطبخ قبل أن يكون هماً نسائياً هو ثقافة مجتمع، فما يميز كثير من المجتمعات أكثر من غيرها الأكلات التقليدية التي تشتهر بها وعرفت بها، ويعتبر الطبخ ثقافة كغيرها من الثقافات، وربما من الثقافات المؤثرة جداً في حياة الشعوب، فلكل مجتمع نكهته الخاصة في طعامه وأطباقه، وأن تشابهت الأطباق حالياً ودخل المطبخ في دوامة العولمة، فتعددت المطابخ إلى درجة التشابه، وأصبحت هناك أكلات تتخذ صفة العالمية، ومن الممكن أن تتناولها بأي مكان ذهبت إليه، ومثل ذلك الأكلات السريعة التي أصبحت تناسب إيقاع العصر السريع سواء كانت أطباق الدجاج أو البيتزا، وبعض المطابخ تجد عليها إقبال أكثر من غيرها كالمطبخ الإيطالي والهندي والزنجباري والمطبخ العربي، وربما تجد تشابهاً كبيراً بين المطبخ الهندي والمطبخ الخليجي بشكل خاص في إعداد أطباق الأرز كالبرياني وغيره، وأنواع أخرى من الطعام المشترك أو حتى نوع البهارات المستخدمة في الطعام بنكهة (الكاري)، كذلك ونظرًا لقوة اليابان الاقتصادية ووجودها في السوق العالمي كقوة اقتصادية استطاعت أيضاً فرض طعامها كطبق السوشي، الذي يحبه الكثيرون والذي لم استسغ مذاقه الغريب، ومع هذا التنوع الثقافي، أين المطبخ العماني، أين الأكلات العمانية التقليدية؟ بكل أسف المطاعم التقليدية تكاد تعد على أصابع اليد، نفتقد كثيراً للأكلات العمانية حتى لنخشى أن بعض الأكلات ستختفي يوماً لعدم رغبة الفتيات في إعدادها أو حتى تناولها، كم أتمنى أن تضاف في قائمة الطعام بالمطاعم الموجودة بعماننا الحبيبة أطباق خاصة بالأكلات التقليدية ويتم توظيف عمانيين لإعدادها، كم أتمنى ألا يختفي الخبز العماني يوماً لقلة من يجيدون إعداده، فأطباق مثل الهريس والفته والعرسية والقبولي والرخال جميل أن تكون موجودة حتى نستطيع أن نعرّف السائح بمطبخنا العماني، فالخبز العماني الذي يباع الآن في المخابز لا يشبه الخبز العماني الحقيقي سوى في الشكل، في النهاية مهما تعددت الثقافات ومهما أغرتنا الأشكال والمذاقات يظل مذاق الأكل المعد بالمطبخ العماني وبأيد عمانية غير.