التعليم كان وسيظل الطريق إلى المستقبل

بالتزامن مع العديد من الفعاليات التنموية، التي تمتد إلى العديد من المجالات الاقتصادية والاجتماعية والخدمية، بما فيها تطوير قطاع النقل، وعلى نحو يشمل شبكات الطرق، والوسائل والاستراتيجية والقوانين المتصلة به أيضا، بدأت أمس فعاليات ندوة « التعليم في سلطنة عمان: الطريق الى المستقبل « التي ينظمها مجلس التعليم ، تحت رعاية صاحب السمو السيد أسعد بن طارق آل سعيد ممثل جلالة السلطان، ولعل ما يميز هذه الندوة، ليس فقط موضوعها بالغ الاهمية، ولكن ايضا ان كل المشاركين فيها هم خبراء ومتخصصون ومسؤولون عمانيون، على دراية وإحاطة كبيرة بقطاع التعليم، والتحديات التي يواجهها، والآمال المعلقة عليه فيما يتصل بإعداد الكوادر الوطنية، وعلى نحو يتفاعل ويلبي احتياجات التنمية وتطوير المجتمع، في الحاضر والمستقبل ايضا.وفي الوقت الذي جعل فيه حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه – التعليم بمثابة بوابة مسيرة النهضة والتنمية المستدامة، منذ انطلاقها، وهو ما ادى إلى حدوث طفرة غير مسبوقة في العملية التعليمية، وعلى نحو يستوعب الآن كل من هم في سن التعليم تقريبا، مع اكتمال وتكامل مؤسسات التعليم في كل مراحله، وفي مجالاته المختلفة، فإن جلالته حرص دوما على التأكيد على اهمية وضرورة التفاعل العميق والواسع ايضا، بين التعليم واحتياجات التنمية في مراحلها المختلفة من ناحية، وتطوير التعليم بكل عناصره، باعتباره الركيزة الأساسية للتنمية البشرية المستدامة من ناحية ثانية، وهو ما تعمل عليه العديد من المؤسسات والهيئات، ومنها مجلس التعليم، ومجلس البحث العلمي، ووزارة التربية والتعليم، ووزارة التعليم العالي، وجامعة السلطان قابوس، والجهات المعنية الأخرى.

وفي الوقت الذي تشكل فيه ندوة « التعليم في سلطنة عمان: الطريق الى المستقبل «، بحكم موضوعها والمشاركين فيها، ثمرة لمسيرة التعليم العمانية، التي بدأت تحت ظل الشجر، وتمتلك الآن آفاقا واسعة لبناء، والاسهام في تحقيق مستقبل باهر للوطن والمواطن، فإن المحاور الخمسة الاساسية التي تتناولها الندوة، تتسم بالكثير من الاهمية، ليس فقط لانها تنطلق من خبرات عميقة بمنظومة التعليم في السلطنة، وما يحتاجه المجتمع ومرحلة التنمية التي يمر بها من هذه المنظومة، ولكن ايضا لان التعليم هو بالفعل الطريق الى المستقبل، الذي نتمناه ونتطلع اليه، سواء لابنائنا، او للوطن ككل..ومن ثم فإنه من المهم والضروري، الى حد بعيد، ان تحظى هذه الندوة بأكبر قدر من الاهتمام والمتابعة، على كل المستويات، في قطاع التعليم، وعلى مستوى الحكومة واولياء الأمور والاعلام، ومختلف قطاعات المجتمع، لان التعليم ببساطة يتصل بحياتنا جميعا، كأفراد وكمجتمع، وكحاضر ومستقبل ايضا. يضاف الى ذلك ان الندوة تناقش الاستراتيجية الوطنية للتعليم في السلطنة حتى عام 2040، وهي مسألة بالغة الاهمية، وتقتضي الحوار والتفاعل المجتمعي، والاحاطة الكاملة بواقع التعليم الآن وبالآمال التي نتطلع اليها، والمسارات التي تسير فيها جهود التنمية الوطنية ومتطلباتها خلال العقود القادمة.