مشاعر جياشة

د. أحمد بن محسن الغساني –

عميد كلية الدراسات المصرفية والمالية –


لقد كانت لحظات استماعي إلى النطق السامي جياشة بالمشاعر تجاه الأب القائد الذي أثبت أنه سيبقى مضرب المثل في حبه لشعبه، وحب شعبه له. إن خطاب النطق السامي الذي أتى مختصراً في كلماته وعباراته كان عميقا في معانيه ورسائله التي حملها في طياته. رأيت آثار تلك المعاني في أعين من كانوا حولي وهم يتفاعلون مع تلك الكلمات وكأن كل منهم هو المخاطب. بل هذه هي الحقيقة: كل منا هو المخاطب.

إن الحب الكبير الذي يكنه جلالة السلطان قابوس لشعبه ووطنه نراه مترجماً في مشاعر وأحاسيس من يعيشون على تراب هذا الوطن الغالي. رأيت من ردود الفعل العفوية من طلاب وموظفي كلية الدراسات المصرفية والمالية ما يعجز لساني عن وصفها من مشاعر، وتعجز كلماتي عن سبر مكنونها من أحاسيس. إنها المشاعر الصادقة التي يُحسها كل منا تجاه هذا النموذج الفريد من القيادات البشرية. نموذجٌ استطاع أن يغرس حبَّه لشعبه في حِسِّ ووجدان أبناء عمان. لقد غرس السلطان قابوس حباً… ومن يغرس الحب لن يجني إلا حباً.. صادقاً.. نقياً.. من افراد وجماعات، اكتسوا اليوم ثياب الفرح والبهجة وتبادلوا التهاني، في تظاهرة شعبية قلَّ أن يوجد لها مثيل.

أقول اليوم.. أن ما اكتسبناه خلال عمر النهضة المباركة ليس تنمية في النسيج الاقتصادي والتعليمي والسياسي فقط، لكن ما اكتسبناه ـ بالإضافة إلى ذلك ـ هو أهم بكثير من تلك الانجازات مجتمعة. إن ما اكتسبناه أتى من جرعات من المحبة استقيناها خلال عقود من الزمان من سلطاننا المفدى. فالحنان المتدفق من قلب هذا السلطان العظيم ينساب منا أنهاراً من المحبة تجاه قائد ملهم؛ إتخذ من الحزم والرحمة متلازمتين في نموذج فريد يجمع بين الانطلاق بقوة نحو النمو والتطوير ويغرس في نفس الوقت أسمى معاني النبل والرحمة والحنان. ليس أمام العالم اليوم إلا أن يقف أمام قطاف هذا الغرس من الحنان والمحبة ليرى ثمرته حبا منقطع النظير؛ من شعب شغوف بحب قائده، وقائد شعاره حبه لوطنه وشعبه.

بهذه المناسبة التي تغمرنا سعادة وفرحة وبهجة وانتشاء، أرفع أكف الدعاء إلى الله عز وجل أن يحفظ لنا سلطاننا: قائداً عظيماً، وسلطاناً ملهماً، وأباً حانياً. وأن يعيده إلينا سليماً معافى، فنحن في انتظار عودة جلالته عاجلا غير آجل بإذن الله تعالى.