الإسلام أسرع الديانات انتشارا في شتى بقاع الأرض – ياور: عمان الأكثر أمانا وجمالا.. وأناسها رائعون

أجرى اللقاء/ سالم بن حمدان الحسيني –

يعرفنا الداعية بادئ ذي بدئ عن بطاقته الشخصية فيقول: اسمي ميرزا ياور بيك ولدت في نيودلهي عمري 60 سنة وترعرعت في المدارس التقليدية في الهند ثم دخلت في المدارس الحديثة ودرست تخصص العلوم السياسية بكالوريوس العلوم السياسية تخصص الأدب الأوردي والتاريخ كما عملت في جنوب امريكا اللاتينية وفي غانا وفي امريكا الجنوبية ثم حصلت على ماجستير إدارة الأعمال من الجامعة الأولى في جمهورية الهند في هذا المجال في حيدر اباد.

وعن بداية اهتمامه بالجانب الدعوي قال: عندما كنت اقطن في امريكا وبالتحديد في عام 1997 استمعت إلى محاضرة لأحد المشايخ يتحدث عن اهمية الدعوة وفي هذه اللحظة انتبهت الى اهمية موضوع الدعوة وسابقا كنت اظن ان المسلم عليه ان يعيش حياته كمسلم عادي وانتهى الأمر مؤديا ما عليه من الالتزامات الدينية ولكني لم اضع موضوع الدعوة في الحسبان الا ان تلك المحاضرة أيقظت في نفسي جذوة الاهتمام بهذا الجانب المهم في حياة المسلم حيث يقول الحق سبحانه: (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ). فلذلك آليت على نفسي أن أبحر في هذا المجال سائلا الله العلي القدير أن يوفقني إلى ما فيه خير الاسلام والمسلمين.


دين السلام


الاسلام دين السلام وما نراه في واقع الحال في ديار الاسلام نقيض ذلك تماما.. كيف يؤول الداعية سبب ذلك؟

اجاب ميرزا قائلا: ان السبب الأساسي في هذه المشكلة هو سوء الفهم لتعاليم الدين الحنيف، فالإسلام هو دين السلام وهناك الكثير ممن يمثلون الاسلام في عصرنا الحالي يستخدمون الاسلام لخدمة أهوائهم الشخصية.

وأضاف: إن أكثر الشباب المسلم غير ملم بتعاليم الدين فإذا تحدث أحدهم عن الاسلام بطريقة معينة لا يستطيع ان يفرق هل هذا من الاسلام أو من غير الاسلام وهذا بحد ذاته مشكلة فعدم تحصين الشباب المسلم بالفهم الصحيح للإسلام يجعلهم عرضة لكثير من الاتجاهات والاهواء الشخصية.


انتشار الإسلام


كيف يرى الداعية تنامي الإسلام في العالم عموما.. وفي شبه القارة الهندية خصوصا؟

اجاب قائلا: هذا شيء عجيب يحدث الآن في هذا العصر حيث إن هذه هي حكمة ربانية من الله سبحانه وتعالى أن تكون الامور كما هي عليه الحال الآن فبالرغم من العداء الشديد للإسلام من الدول الاخرى لكن الاسلام يتنامى وينتشر الاسلام في كل مكان وبحمد الله تتوسع رقعة الاسلام في كل مكان، كما ان الاسلام هو أسرع الديانات انتشارا في عصرنا الحالي.. وضرب مثلا بموضوع اتهام الغرب للاسلام بأنه عدو المرأة، وذلك لجهلهم بالدين وايضا لما يكنونه من العداء الشديد للإسلام.. فادعاؤهم بأن الاسلام يعامل المرأة معاملة قاسية هذه دعوى باطلة ولكنه برغم من محاولته تلك إلا أن معظم الذين يعتنقون الاسلام خاصة من الغرب النساء الغربيات وهذا متناقض تماما عما يقولونه عن الاسلام.


جودة التعليم


ما أبرز العوائق التي تقف أمام تقدم الدول العربية والإسلامية للحاق بالركب العالمي في نظرك؟

يرجع هذا الامر لسببين اساسيين، السبب الأول: – وأنا لا أعمم ذلك ولكن هذا هو الواقع – هو قلة الاهتمام بالجانب البحثي وضعف جودة التعليم في الدول العربية فإذا قارنا ما بين الدول الغربية والدول العربية الإسلامية في موضوع القراءة والثقافة العامة كذلك نجد أن المواطن الامريكي يقرأ بمعدل 11 كتابا في السنة بينما المواطن البريطاني يقرأ بمعدل تسعة كتب في السنة، اما المواطن العربي فيقرأ نصف صفحة في السنة من الكتب وهذا في نظري مؤشر خطير وهذا يعني عدم الاهتمام بالمجال الثقافي والقراءة والاطلاع.

واوضح قائلا: بالنسبة لموضوع جودة التعليم، اذا نظرنا في التقييم العالمي لأكثر الجامعات نجاحا في العالم لا نجد من بينها جامعة عربية او إسلامية واحدة واذا نظرت الى أشهر مائة جامعة نجاحا في العالم في مجال البحوث وجودة التعليم لن تجد في هذه القائمة حتى جامعة واحدة من الدول العربية او الاسلامية.


أخلاقيات العمل


وأضاف: أما السبب الثاني في نظري في تفاقم مشكلة الدول العربية وعدم مواكبتها للعالم المتقدم فهو اخلاقيات العمل حيث إن الناس في هذه البقعة من الأرض لا يحبون العمل ولكن ليس اطلاق ذلك على عاهله ولكن في الأغلب الأعم أن الناس في الدول العربية والاسلامية لا يقدسون العمل.

بين موقفين


يسرد الداعية في ذلك نكتة تقول إن هناك مشكلة طرحت على مواطن ياباني قيل له: ان هذه المشكلة لم يستطع أحد أن يحلها فكان رده: اذا لم يستطع احد ان يحلها فأنا سوف أحلها، وعندما عرضت المسألة نفسها على مواطن عربي كان جوابه: اذا لم يستطيع احد أن يحلها فكيف استطيع أنا أن أحلها، وهنا التمايز بين الموقفين حيث إن الياباني يحاول جاهدا وعنده التصميم والاستعداد الكامل لحل تلك المشكلة على النقيض من المواطن العربي الذي تنازل من بداية الامر معتقدا ان تلك المشكلة اذا لم يستطع احد حلَّها دخله اليأس مباشرة من عدم مقدرته على حلها.

واشار الى أن في هذا الجزء من العالم الناس لا تحب ان تعمل تريد الاسترخاء والأمور تأتي بسهولة وتجلب ايادي عاملة تفعل كل شيء واليوم الذي تقرر فيه هذه الأيدي العاملة أن ترحل عن هذا المكان فلن تستطيع تلك الدول أن تكمل المشوار ستشل الحركة في هذه البلاد تماما.


طموح المسلم


ما هو السبيل الموصل إلى تحقيق طموحات وآمال الشعوب الاسلامية في ترك الخلافات السياسية والمذهبية فيما بينهم والتفرغ للتطور والتقدم والنماء؟

أجاب قائلا: ما أود التحدث عنه هنا هو موضوع العفو وهو موضوع مهم جدا في نظري فقد اشار القرآن الكريم الى ذلك في قوله سبحانه: (فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ) وقوله: (فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ).. موضحا ان هذه الصفة دعا اليها الاسلام بشدة وما نراه اليوم بين المسلمين بعضهم ببعض ينافي تلك الصفة تماما، بالرغم من تأكيد القرآن الكريم عليها وحث المسلمين على العفو ليس بينهم وبين بعضهم فقط بل بينهم وبين غيرهم من غير المسلمين.

وأوضح انه حينما يتقيد المسلمون بأوامر الله فينبذون العنف ولا يعيرون اهتماما بالاختلافات بينهم لا شك انهم سوف يتفرغون للتطور والنماء لأن ذلك هو مصدر سعادتهم وتقدمهم الحضاري والطريق الموصل الى استرجاع مجدهم وعزهم، وبهذا تدور حركة التطور والنماء.

وأضاف: يجب أن نتقبل الاختلافات فيما بيننا فالاختلافات التي بين المسلمين والتي ادت بينهم إلى مشاحنات هي ليست خلافات جوهرية، مضيفا: أن الوحي قد نزل على النبي محمد صلى الله عليه وسلم وقد انتهت النبوة وتبقى اختلافاتنا في فهم هذا الوحي فليس من المعقول أن يعتبر احدنا أنه هو على الحق وأن الآخرين على باطل ففهم الناس لموضوع الوحي هو الذي يأتي بالاختلاف.

وأضاف: ليس من حق أي شخص أن يعتقد انه على حق والآخر على باطل الا في مسألة الشرك بالله ولكن فليقل اذا كنت على حق فالحمد لله وإذا كنت على باطل فليغفر الله سبحانه وتعالى لي. وأشار الى انه يجب علينا كمسلمين أن نترك تلك الخلافات جانبا فتلك اختلافات في الفهم بين المدارس الفقهية ولكن ما يجب أن يوحدنا هو التصدي لبعض المشاكل وضرب المثل بمشكلة المخدرات ومشكلة التعليم ومشكلة تربية الابناء واذا توحدنا في تنمية جهودنا في حل هذه المشاكل فالتطور والازدهار والتنمية سوف تتحقق بإذن الله.


انطباع


أما عن انطباعه عن السلطنة وكيف رأى الشعب العماني؟ فيقول: في البداية أدعو الله سبحانه وتعالى أن يحفظ عمان وأهلها وسلطانها المفدى موضحا ان عمان هي البقعة الاكثر أمنا وأمانا في هذا المحيط واكثر أريحية وأكثر جمالا والناس هنا بطبيعة الحال رائعون جدا فالشعب العماني شعب طيب وخلوق ومتواضع.

وأضاف: انا لا استطيع ان اضيف عن الشعب العماني اكثر مما قاله الرسول الكريم عليه افضل الصلاة وأزكى التسليم في اهل عمان، حيث ورد في صحيح مسلم عندما أتى أحد الصحابة الى الرسول صلى الله عليه وسلم وكان قد بعثه ليدعو قومه وقد ضربوه فقال له الرسول الكريم: (لو أهل عمان أتيت ما سبوك ولا ضربوك)، مضيفا ان الذي جعل العمانيين ذوي اخلاق عالية هو تواضعهم الجم حيث قابلت اثناء زيارتي كثيرا من اهل عمان منهم العلماء ومنهم من اصحاب المناصب الرفيعة ومنهم اناس عاديون وكلهم يتصفون بصفة التواضع فلا تجد بينهم من يعامل غيره باحتقار او يتكبر على الآخر وهذا بفضل الله سبحانه وتعالى وهذا من كرامات هذا الوطن الذي دعا له الرسول الكريم بخير.

الجدير بالذكر ان الداعية الإسلامي ميرزا ياور بيج قد ألقى عدة محاضرات أثناء زيارته للسلطنة تركزت حول العنف الذي نراه اليوم من قبل الناس وقد أسهب في هذا الجانب بشكل واضح.. مشيرا الى أنه يجب الاقتداء بالنبي الكريم والاهتداء بسير الصحابة رضوان الله عليهم الذين كانوا الممثلين الحقيقيين لتعاليم الاسلام والمطبقين لجميع أحكامه.

يعرفنا الداعية بادئ ذي بدئ عن بطاقته الشخصية فيقول: اسمي ميرزا ياور بيك ولدت في نيودلهي عمري 60 سنة وترعرعت في المدارس التقليدية في الهند ثم دخلت في المدارس الحديثة ودرست تخصص العلوم السياسية بكالوريوس العلوم السياسية تخصص الأدب الأوردي والتاريخ كما عملت في جنوب امريكا اللاتينية وفي غانا وفي امريكا الجنوبية ثم حصلت على ماجستير إدارة الأعمال من الجامعة الأولى في جمهورية الهند في هذا المجال في حيدر اباد.

وعن بداية اهتمامه بالجانب الدعوي قال: عندما كنت اقطن في امريكا وبالتحديد في عام 1997 استمعت إلى محاضرة لأحد المشايخ يتحدث عن اهمية الدعوة وفي هذه اللحظة انتبهت الى اهمية موضوع الدعوة وسابقا كنت اظن ان المسلم عليه ان يعيش حياته كمسلم عادي وانتهى الأمر مؤديا ما عليه من الالتزامات الدينية ولكني لم اضع موضوع الدعوة في الحسبان الا ان تلك المحاضرة أيقظت في نفسي جذوة الاهتمام بهذا الجانب المهم في حياة المسلم حيث يقول الحق سبحانه: (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ). فلذلك آليت على نفسي أن أبحر في هذا المجال سائلا الله العلي القدير أن يوفقني إلى ما فيه خير الاسلام والمسلمين.


دين السلام


الاسلام دين السلام وما نراه في واقع الحال في ديار الاسلام نقيض ذلك تماما.. كيف يؤول الداعية سبب ذلك؟

اجاب ميرزا قائلا: ان السبب الأساسي في هذه المشكلة هو سوء الفهم لتعاليم الدين الحنيف، فالإسلام هو دين السلام وهناك الكثير ممن يمثلون الاسلام في عصرنا الحالي يستخدمون الاسلام لخدمة أهوائهم الشخصية.

وأضاف: إن أكثر الشباب المسلم غير ملم بتعاليم الدين فإذا تحدث أحدهم عن الاسلام بطريقة معينة لا يستطيع ان يفرق هل هذا من الاسلام أو من غير الاسلام وهذا بحد ذاته مشكلة فعدم تحصين الشباب المسلم بالفهم الصحيح للإسلام يجعلهم عرضة لكثير من الاتجاهات والاهواء الشخصية.


انتشار الإسلام


كيف يرى الداعية تنامي الإسلام في العالم عموما.. وفي شبه القارة الهندية خصوصا؟

اجاب قائلا: هذا شيء عجيب يحدث الآن في هذا العصر حيث إن هذه هي حكمة ربانية من الله سبحانه وتعالى أن تكون الامور كما هي عليه الحال الآن فبالرغم من العداء الشديد للإسلام من الدول الاخرى لكن الاسلام يتنامى وينتشر الاسلام في كل مكان وبحمد الله تتوسع رقعة الاسلام في كل مكان، كما ان الاسلام هو أسرع الديانات انتشارا في عصرنا الحالي.. وضرب مثلا بموضوع اتهام الغرب للاسلام بأنه عدو المرأة، وذلك لجهلهم بالدين وايضا لما يكنونه من العداء الشديد للإسلام.. فادعاؤهم بأن الاسلام يعامل المرأة معاملة قاسية هذه دعوى باطلة ولكنه برغم من محاولته تلك إلا أن معظم الذين يعتنقون الاسلام خاصة من الغرب النساء الغربيات وهذا متناقض تماما عما يقولونه عن الاسلام.


جودة التعليم


ما أبرز العوائق التي تقف أمام تقدم الدول العربية والإسلامية للحاق بالركب العالمي في نظرك؟

يرجع هذا الامر لسببين اساسيين، السبب الأول: – وأنا لا أعمم ذلك ولكن هذا هو الواقع – هو قلة الاهتمام بالجانب البحثي وضعف جودة التعليم في الدول العربية فإذا قارنا ما بين الدول الغربية والدول العربية الإسلامية في موضوع القراءة والثقافة العامة كذلك نجد أن المواطن الامريكي يقرأ بمعدل 11 كتابا في السنة بينما المواطن البريطاني يقرأ بمعدل تسعة كتب في السنة، اما المواطن العربي فيقرأ نصف صفحة في السنة من الكتب وهذا في نظري مؤشر خطير وهذا يعني عدم الاهتمام بالمجال الثقافي والقراءة والاطلاع.

واوضح قائلا: بالنسبة لموضوع جودة التعليم، اذا نظرنا في التقييم العالمي لأكثر الجامعات نجاحا في العالم لا نجد من بينها جامعة عربية او إسلامية واحدة واذا نظرت الى أشهر مائة جامعة نجاحا في العالم في مجال البحوث وجودة التعليم لن تجد في هذه القائمة حتى جامعة واحدة من الدول العربية او الاسلامية.


أخلاقيات العمل


وأضاف: أما السبب الثاني في نظري في تفاقم مشكلة الدول العربية وعدم مواكبتها للعالم المتقدم فهو اخلاقيات العمل حيث إن الناس في هذه البقعة من الأرض لا يحبون العمل ولكن ليس اطلاق ذلك على عاهله ولكن في الأغلب الأعم أن الناس في الدول العربية والاسلامية لا يقدسون العمل.

بين موقفين


يسرد الداعية في ذلك نكتة تقول إن هناك مشكلة طرحت على مواطن ياباني قيل له: ان هذه المشكلة لم يستطع أحد أن يحلها فكان رده: اذا لم يستطع احد ان يحلها فأنا سوف أحلها، وعندما عرضت المسألة نفسها على مواطن عربي كان جوابه: اذا لم يستطيع احد أن يحلها فكيف استطيع أنا أن أحلها، وهنا التمايز بين الموقفين حيث إن الياباني يحاول جاهدا وعنده التصميم والاستعداد الكامل لحل تلك المشكلة على النقيض من المواطن العربي الذي تنازل من بداية الامر معتقدا ان تلك المشكلة اذا لم يستطع احد حلَّها دخله اليأس مباشرة من عدم مقدرته على حلها.

واشار الى أن في هذا الجزء من العالم الناس لا تحب ان تعمل تريد الاسترخاء والأمور تأتي بسهولة وتجلب ايادي عاملة تفعل كل شيء واليوم الذي تقرر فيه هذه الأيدي العاملة أن ترحل عن هذا المكان فلن تستطيع تلك الدول أن تكمل المشوار ستشل الحركة في هذه البلاد تماما.


طموح المسلم


ما هو السبيل الموصل إلى تحقيق طموحات وآمال الشعوب الاسلامية في ترك الخلافات السياسية والمذهبية فيما بينهم والتفرغ للتطور والتقدم والنماء؟

أجاب قائلا: ما أود التحدث عنه هنا هو موضوع العفو وهو موضوع مهم جدا في نظري فقد اشار القرآن الكريم الى ذلك في قوله سبحانه: (فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ) وقوله: (فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ).. موضحا ان هذه الصفة دعا اليها الاسلام بشدة وما نراه اليوم بين المسلمين بعضهم ببعض ينافي تلك الصفة تماما، بالرغم من تأكيد القرآن الكريم عليها وحث المسلمين على العفو ليس بينهم وبين بعضهم فقط بل بينهم وبين غيرهم من غير المسلمين.

وأوضح انه حينما يتقيد المسلمون بأوامر الله فينبذون العنف ولا يعيرون اهتماما بالاختلافات بينهم لا شك انهم سوف يتفرغون للتطور والنماء لأن ذلك هو مصدر سعادتهم وتقدمهم الحضاري والطريق الموصل الى استرجاع مجدهم وعزهم، وبهذا تدور حركة التطور والنماء.

وأضاف: يجب أن نتقبل الاختلافات فيما بيننا فالاختلافات التي بين المسلمين والتي ادت بينهم إلى مشاحنات هي ليست خلافات جوهرية، مضيفا: أن الوحي قد نزل على النبي محمد صلى الله عليه وسلم وقد انتهت النبوة وتبقى اختلافاتنا في فهم هذا الوحي فليس من المعقول أن يعتبر احدنا أنه هو على الحق وأن الآخرين على باطل ففهم الناس لموضوع الوحي هو الذي يأتي بالاختلاف.

وأضاف: ليس من حق أي شخص أن يعتقد انه على حق والآخر على باطل الا في مسألة الشرك بالله ولكن فليقل اذا كنت على حق فالحمد لله وإذا كنت على باطل فليغفر الله سبحانه وتعالى لي. وأشار الى انه يجب علينا كمسلمين أن نترك تلك الخلافات جانبا فتلك اختلافات في الفهم بين المدارس الفقهية ولكن ما يجب أن يوحدنا هو التصدي لبعض المشاكل وضرب المثل بمشكلة المخدرات ومشكلة التعليم ومشكلة تربية الابناء واذا توحدنا في تنمية جهودنا في حل هذه المشاكل فالتطور والازدهار والتنمية سوف تتحقق بإذن الله.


انطباع


أما عن انطباعه عن السلطنة وكيف رأى الشعب العماني؟ فيقول: في البداية أدعو الله سبحانه وتعالى أن يحفظ عمان وأهلها وسلطانها المفدى موضحا ان عمان هي البقعة الاكثر أمنا وأمانا في هذا المحيط واكثر أريحية وأكثر جمالا والناس هنا بطبيعة الحال رائعون جدا فالشعب العماني شعب طيب وخلوق ومتواضع.

وأضاف: انا لا استطيع ان اضيف عن الشعب العماني اكثر مما قاله الرسول الكريم عليه افضل الصلاة وأزكى التسليم في اهل عمان، حيث ورد في صحيح مسلم عندما أتى أحد الصحابة الى الرسول صلى الله عليه وسلم وكان قد بعثه ليدعو قومه وقد ضربوه فقال له الرسول الكريم: (لو أهل عمان أتيت ما سبوك ولا ضربوك)، مضيفا ان الذي جعل العمانيين ذوي اخلاق عالية هو تواضعهم الجم حيث قابلت اثناء زيارتي كثيرا من اهل عمان منهم العلماء ومنهم من اصحاب المناصب الرفيعة ومنهم اناس عاديون وكلهم يتصفون بصفة التواضع فلا تجد بينهم من يعامل غيره باحتقار او يتكبر على الآخر وهذا بفضل الله سبحانه وتعالى وهذا من كرامات هذا الوطن الذي دعا له الرسول الكريم بخير.

الجدير بالذكر ان الداعية الإسلامي ميرزا ياور بيج قد ألقى عدة محاضرات أثناء زيارته للسلطنة تركزت حول العنف الذي نراه اليوم من قبل الناس وقد أسهب في هذا الجانب بشكل واضح.. مشيرا الى أنه يجب الاقتداء بالنبي الكريم والاهتداء بسير الصحابة رضوان الله عليهم الذين كانوا الممثلين الحقيقيين لتعاليم الاسلام والمطبقين لجميع أحكامه.