أسبانيا – محمد المشيخي والمرداس العبري –
شهدت شواطئ المحيط الاطلسي بمدينة أكورونيا بمملكة أسبانيا فعاليات تسليم جائزة السلطان قابوس للإبحار الشراعي في نسختها الرابعة تزامنا مع انعقاد فعاليات المؤتمر السنوي للجمعية الدولية للتدريب على الإبحار الشراعي خلال الفترة من الرابع عشر إلى الخامس عشر من الشهر الجاري حيث استطاعت الجمعية البرتغالية للتدريب على الإبحار الشراعي (ابورفيلا) أن تفوز بالجائزة لهذا العام نظير تاريخها الحافل بالإنجازات في مجال التدريب على الإبحار الشراعي.
وقد رعى حفل التسليم سعادة السفيرة كفاية بنت خميس الرئيسية سفيرة السلطنة لدى مملكة أسبانيا بحضور العميد الركن بحري يعقوب بن يوسف الكمشكي كبير ضباط الأركان بالبحرية السلطانية العمانية، ومشاركة عدد من منتسبي البحرية السلطانية العمانية ومسؤولين من مدينة أكورونيا، بالإضافة إلى الرئيس الفخري لجمعية الإبحار الشراعي الدولية، وأعضاء مجلس أمناء الجمعية ورؤساء اتحادات الإبحار الشراعي من مختلف دول العالم، وقادة السفن الشراعية وجمع من المهتمين بالتدريب على الإبحار الشراعي.
وقد تنافس على جائزة السلطان قابوس للإبحار الشراعي في نسختها الرابعة لهذا العام عدد من المنظمات البحرية الحكومية والخاصة، بالإضافة إلى عدد من المهتمين بالإبحار الشراعي العالمي، حيث تم اختيار الفائز بالجائزة خلال المؤتمر السنوي للجمعية الدولية للتدريب على الإبحار الشراعي والذي تم فيه مناقشة مختلف المستجدات في مجال التدريب على الإبحار الشراعي على مستوى دول العالم واستعراض الدروس المستفادة من المنافسات التي تنظمها الجمعية.
تعزيز التدريب
وقد تم تدشين جائزة السلطان قابوس للإبحار الشراعي للمرة الأولى في مدينة ستافنجر بمملكة النرويج عام 2011م بأوامر سامية من لدن جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة ـ حفظه الله ورعاه ـ باستحداث جائزة السلطان قابوس الشراعي، وهي من أفضل وأحدث الجوائز التي تمنح في مجال الإبحار الشراعي، وتمثل تعزيزا كبيرا للتدريب على الإبحار الشراعي على مستوى العالم حيث تمنح لأفضل المؤسسات أو الأفراد أو السفن التي تقدم خدماتها في التدريب على الإبحار الشراعي، كما أنها تقدم دعما ماليا لحوالي مائة شاب وشابة من ذوي الاعاقة في مختلف أنحاء العالم للتدريب على الإبحار الشراعي، وكانت السفينة النرويجية كريستيان راديتش قد فازت بالنسخة الأولى لهذه الجائزة في عام 2011 بمدينة طولون بجمهورية فرنسا، وفي عام 2012 م استطاعت السفينة الشراعية الألمانية ألكسندر فون همبولد في أن تفوز بهذه الجائزة في نسختها الثانية بمدينة ريجا عاصمة جمهورية لاتفيا، وفازت بالجائزة في نسختها الثالثة الجمعية الفنلندية للتدريب على الإبحار الشراعي في مدينة البورج بمملكة الدنمارك عام 2013م، هذا ويشرف على جائزة السلطان قابوس للإبحار الشراعي وزارة الدفاع ممثلة في البحرية السلطانية العمانية بالتعاون مع الجمعية الدولية للتدريب على الإبحار الشراعي.
تطوير الإبحار الشراعي
ويتزامن هذا الحدث سنويا مع انعقاد المؤتمر السنوي للجمعية الدولية للتدريب على الإبحار الشراعي والذي يهدف الى مناقشة سبل تطوير الابحار الشراعي. حيث عقدت عدد من الورش والمحاضرات في هذا المؤتمر تناولت عددا من الموضوعات حول استخدامات أجهزة الملاحة الحديثة، وإجراءات السلامة للمتدربين في الموانئ وسباقات الابحار الشراعي، وحماية البيئة البحرية، وإشراك الشركات في تقديم الدعم والرعاية والضيافة للإبحار الشراعي، والدروس المستفادة من سباقات السفن الشراعية الطويلة، والأرصاد الجوية وكيفية التفاعل مع سوء الاحوال الجوية في البحار، وتقنيات ادارة المواقف وكيفية قيادة الطاقم البحري للسفن، وتصميم وبناء السفن الشراعية الجديدة ذات الحجم الكبير، وتسويق الاحداث والفعاليات البحرية لإشراك الجماهير فيها، والدروس المستفادة من الحوادث البحرية السابقة، والوعي الثقافي على متن سفن التدريب الشراعي، وأهمية برامج التطوع الفعال وقيمه المضافة، وتعنى الجمعية الدولية للإبحار الشراعي بمساعدة الشباب وذوي الاحتياجات الخاصة للتدرب على الإبحار الشراعي، وهي جمعية خيرية مقرها المملكة المتحدة.
وحول أهمية جائزة السلطان قابوس للإبحار الشراعي قالت سعادة السفيرة كفاية بنت خميس الرئيسية: لي الشرف والفخر بأن أرعى حفل تسليم جائزة السلطان قابوس للإبحار الشراعي والتي فازت بها الجمعية البرتغالية للإبحار الشراعي، ومما لاشك فيه أن هذه الجائزة تأتي نتيجة لاهتمام جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم بالموروث البحري العماني العريق، حيث قدم جلالته كل الدعم من أجل الحفاظ على هذا التاريخ البحري الحافل بالأمجاد والبطولات.