صدر حديثا ديوان شعري جديد للشاعرة العراقية مي مظفر بعنوان «غياب»، يقع في 96 صفحة من القطع المتوسط. وكتبت الشاعرة والناقدة مظفر في مقدمة ديوانها الجديد: سألتني الشاعرة بشرى البستاني عن اسم ديواني الجديد، فقلت «غياب»، وهي تتساءل عن سبب اختيار هذا العنوان المتشائم، قلت: منذ سنوات ونحن نعيش حالات من الزوال: الوطن أولا، وما تبعه من فقدان الإرث الحضاري، ثم الأمن والبيت والأهل والأصدقاء، أخيرا وليس آخرا فقدان الذاكرة العامة والخاصة. كان ذلك قبل أن يحل الغياب الأكبر: رحيل رافع الناصري.
وتضيف: كتبت قصائد هذا الديوان ما بين 2009-2014. ولدى اكتمال جزء كبير منه، عرضت القصائد على رافع، قارئي الأول والأهم، فلامست مشاعره أول ما لامست، بنبرة صوتها الخافتة، وتماهت مع ما يعتمل في وجدانه من مرارة الفقدان، تحمس لها، واختار ثلاثة نصوص، علقها، مكتوبة بخط الثلث، على لوحة برامجه القادمة، تمهيدا لإنتاج محفظة Portfolio من ست صور محفورة ومطبوعة بعنوان «غياب»، وكتب إلى جانبها بخط يده تفاصيل العمل محددا نوعية الورق والتقنية، كان ذلك في مطلع 2013، ولم يتسن له تحقيق المشروع.
من أجواء الديوان نقرأ:
«أحياء بغداد انطوت
لم يبق غير حديقة مهجورة
وصحيفتين بلا حروف في نهار كلما
انتحرت عقارب وقته
أبقت على وهم الرجوع».