تخفيف حكم الحبس على 23 ناشطا ومقتل شرطي في هجوم بالإسكندرية

شكري: مصر تسعى إلى التضامن والتوافق بين الدول العربية –

القاهرة – (د ب أ): أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري أن مصر تؤكد دوما أنها ليست طرفا يسعى إلى الخلاف مع الآخرين، وإنما تسعى الى التضامن والتوافق والوئام بين الدول العربية لتحقيق مصلحة مشتركة.

وقال شكري في مؤتمر صحفي في حصاد العام: إن العلاقات العربية – العربية هي علاقات خاصة تفوق المصالح التي تربط مصر ودول أخرى وهي تشمل العلاقات بين الشعوب والتقدير المتبادل، أيضا الحفاظ على الأمن القومي العربي ليكون جبهة صلبة تواجه التحديات.

وحول العلاقات بين مصر وقطر والسعي لتحسين العلاقات مع تركيا الآن، قال شكري: إن «العلاقات المصرية – القطرية تشهد تطورا ومصر تتعامل مع قطر على أنها دولة عربية تختلف عن علاقة مصر بتركيا»، مؤكدا على أن هناك رغبة في لم الشمل العربي وإنهاء حالة التوتر التي شهدتها الفترة الماضية من خلال بناء جسور من التواصل بين القاهرة والدوحة تتسق مع رغبة البلدين.

وأعرب وزير الخارجية عن أمله في تكون التوجهات القطرية متسقة مع سعيها لدعم مصر من خلال العمل العربي المشترك لتحقيق الأهداف العربية والأمن القومي العربي.

وحول الموقف من تركيا قال سامح شكري: إن مصر لم تبادر بأي موقف سلبى تجاه تركيا ولكن هناك رسائل متناقضة تصدر عن مسؤولين أتراك لدرجة أننا لا نعرف من يعبّر عن الموقف التركي، وهذه أصبحت حلقة ولا يجب أن نضيع جهدنا للرد على إساءات أصبحت مستهجنة على المدى العالمي وظهر ذلك بفقد تركيا لعضوية مجلس الأمن ووجود عدم ثقة دولية تجاه تركيا.

وشدد الوزير شكري على أن مصر تنتظر لحين وجود رسالة واضحة تؤدى إلى عودة علاقات وثيقة بين البلدين خاصة أن الشعب المصري لديه مشاعر طيبة مع الشعب التركي وكذلك الشعب التركي لديه نفس المشاعر تجاه المصريين.

وأكد على أن السياسة التركية حاليا تقوم على فكر أيديولوجي تهدف لتحقيق مصلحة على حساب المنطقة وبدون شك هي سياسة ليست إيجابية ولا تسهم في التقارب بين مصر وتركيا وحينما تبتعد هذه السياسة عن التدخل في شؤون مصر نكون دائماً مستعدين للتفاعل الإيجابي معهم.

ورداً على سؤال حول التقارب السعودي الإيراني – الأمريكي وإذا كانت لمصر خطوة تجاه إيران قال شكري: إن هذا الأمر من التعقيد أن نصوره بهذه البساطة ولا أعلم إذا كان هناك بوادر تقارب سعودي – إيراني.

وأضاف: على حد علمي هناك بعض المؤشرات لم تكتمل والمفاوضات الجارية ليست مع أمريكا فقط وإنما بين إيران والدول الست ما زالت لم تصل الى نتيجة ونأمل أن تصل الى نتيجة تؤكد على عدم توجه إيران نحو حيازة سلاح نووي وهو الذي سيقلب التوازن الاستراتيجي في المنطقة ويؤدي الى مخاطر ضخمة لانتشار الأسلحة النووية.

وأشار إلى أنه إذا ما تم التوصل الى حل سياسي للأزمة فهو مكسب للمنطقة واستقرارها لأن إيران دولة كبيرة تحظى بإمكانيات ودولة لها وجودها وتأثيرها في محيطها الإقليمي وعلينا أن نتعامل معها في إطار من المصلحة المتبادلة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية مع الأخذ في الاعتبار أن الكيان العربي كتلة واحدة والأمن القومي العربي كتلة واحدة وأمن الخليج هو جزء من الأمن القومي المصري والعكس صحيح.

وحول ارتباك العلاقات المصرية – الأمريكية من ناحية ومع الاتحاد الأوروبي بسبب الملف الحقوقي المصري قال شكري: إن هناك اهتماما من الدول الأوروبية بالملف الحقوقي ولكن ليس من المقبول أن يدعى أحد أنه أكثر حرصاً على مصلحة الشعب المصري من الشعب المصري نفسه ومن يضعون ثقتهم في من يمثلهم.

وبشأن سد النهضة الإثيوبي ومخاطره، أكد شكري أن هناك إدراكا مصريا كاملا لما يمثله السد من مخاطر وما هي المراحل المختلفة لبنائه وكيف يتم إدارة المفاوضات على المستوى الفني والسياسي وتوقيتات إدارة الملف.

وقال شكري: إنه إذا تجاوز الموضوع فكرة المفاوضات سيصبح من العبث الاستمرار فيها من الأساس لافتا إلى أن المرحلة التي نحن بها الآن هي مرحلة بناء الثقة وتحديد مبادئ وإقرار مبدأ عدم الإضرار بأي طرف من الطرفيين والعمل على الشق الآخر وهو التنمية سواء كان من خلال السد والعلاقات المصرية – الإثيوبية والاستثمارات والاستفادة مما يتم من فرص تنموية في إثيوبيا.

وبشأن العلاقات مع أمريكا قال شكري: إن الحوار الاستراتيجي المصري – الأمريكي جرى تأجيله لتعارض موعده مع ارتباطات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، لافتا الى انه تلقى اتصالا من كيري أشار خلاله الى انه سيوافي القاهرة بموعدين بديلين لعقد الحوار الاستراتيجي.

وأكد شكري وجود تطلع من الجانبين لاستمرار تواصل وثيق بين القاهرة وواشنطن لأن هناك احتياجا للدولتين أن تجلسا على هذا المستوى (الحوار استراتيجي) لصياغة المستقبل ولا أتصور أن أيا من الطرفين لديه الرغبة في إهمال علاقته بالطرف الآخر.

وحول مشاركة مؤسسات دولية في متابعة الانتخابات البرلمانية قال سامح شكري: إن متابعة الانتخابات هو أمر يرجع للجنة العليا للانتخابات، مؤكدا أنه فور صدور قرار بهذا الشأن من اللجنة ستتم إحاطة كافة الدول به لتقرر الأسلوب الذي سوف تفعله للمشاركة والمتابعة وهذا مرهون بقرار اللجنة.

على صعيد آخر قالت مصادر قضائية: إن محكمة مصرية خففت أمس حكما على 23 ناشطا من الحبس ثلاث سنوات مع الشغل وغرامة عشرة آلاف جنيه إلى الحبس سنتين مع الشغل لإدانتهم بتهم تتصل بمظاهرة شاركوا فيها دون موافقة وزارة الداخلية.

وقال مصدر: إن محكمة جنح مستأنف مصر الجديدة إحدى محاكم الجنح بالقاهرة حكمت أيضا بوضع المحكوم عليهم تحت مراقبة الشرطة لمدة سنتين بعد تنفيذ العقوبة بدلا من ثلاث سنوات تضمنها الحكم السابق.

ومن بين المحكوم عليهم سبع نساء إحداهن سناء سيف شقيقة الناشط البارز علاء عبدالفتاح المحبوس على ذمة إعادة إجراءات محاكمته بتهم تتصل أيضا بمظاهرة نظمت دون موافقة.

وعبدالفتاح أحد النشطاء البارزين قبل وخلال الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك عام 2011.

وقال شهود عيان: إن المحكوم عليهم رددوا هتافات مناوئة للرئيس عبدالفتاح السيسي خلال نقلهم من مقر محاكمتهم في شمال شرق القاهرة إلى السجن.

على الصعيد الأمني أعلنت مصادر أمنية مصرية أمس مقتل شرطي وإصابة ثلاثة آخرين بينهم ضابط في هجوم مسلح بالطريق الدولي في الإسكندرية على بعد 225كم شمال غرب القاهرة.

وقالت المصادر: إن شرطيا قتل وأصيب ثلاثة آخرون بينهم ضابط من قوة شرطة قسم ثان المنتزه بالإسكندرية أثناء مطاردتهم سيارة يستقلها مسلحون بالطريق الدولي بالإسكندرية.

وأضافت المصادر: إن قوات أمنية انتقلت إلى مكان الهجوم وتقوم بعملية تمشيط وبحث عن منفذيه.