غارات جوية للمرة الأولى على مصراته

وزير خارجية ليبيا: الاشتباكات تصعيد خطير –

طرابلس- القاهرة – (وكالات): شنت مقاتلات الجيش الليبي أمس لأول مرة منذ بداية النزاع غارات على مدينة مصراته التي ينحدر منها معظم مقاتلي مليشيات «فجر ليبيا» الإسلامية، بعد ساعات من إغارة هذه الميليشيات على مرفأ السدرة النفطي حيث تشتعل النار في 7 خزانات للنفط.وتبنت رئاسة الأركان العامة للجيش الليبي هذه الغارات، بحسب المتحدث الرسمي باسمها العقيد أحمد المسماري، الذي قال: إن هذه الغارات جاءت بعد محاولة ميليشيات فجر ليبيا الإرهابية الإغارة على مرفأ السدرة النفطي في منطقة الهلال النفطي.

وقال مسؤول محلي في مصراته الواقعة على بعد 200 كم شرق ليبيا غارات جوية استهدفت أمس ثلاثة مواقع حيوية في مدينة مصراته لأول مرة في تاريخ الصراع الليبي بعد سقوط معمر القذافي» أواخر 2011، مؤكدا أن هذه الغارات «أخطأت أهدافها ولم توقع خسائر مادية أو بشرية.

وقال شهود عيان في المدينة: إن «هدير الطائرات، التي حلّقت على ارتفاع شاهق، سمع في المدينة قبل أن تطلق صواريخها باتجاه الكلية الجوية الملاصقة لمطار المدينة الدولي، إضافة إلى الميناء البحري، ومصنع الحديد والصلب.

وأوضح المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه أن «صواريخ المضادات الأرضية الكثيفة أطلقت باتجاه السماء وتعاملت مع الهجوم ما منع الطائرات المغيرة من الاقتراب وإطلاق عبواتها بدقة على الأهداف التي هاجمتها.

وكانت غرفة عمليات الجيش الليبي في منطقة «الهلال النفطي» شرق ليبيا هددت مليشيات فجر ليبيا باستهداف مواقع في مدينة مصراته منبع هذه المليشيات، ما لم تعد إلى مدينتها في غرب ليبيا توقف هجماتها.

وأوضح المسماري أن «مليشيات فجر ليبيا أغارت صباح أمس على مرفأ السدرة النفطي بمقاتلة ميج 23 استخدمتها للمرة الأولى أمس.

وأشار إلى أن هذه الطائرة التي استولت عليها هذه المليشيات من تركة نظام معمر القذافي العسكرية انطلقت لتنفيذ غارتها على السدرة من مطار الكلية الجوية في مصراته وهو ما جعلنا نستهدفه إضافة إلى مواقع أخرى تتمركز فيها هذه المليشيات.

وقال: إنهم حولوا طائرات تدريب إلى مهام قتالية وصانوا مقاتلات معطوبة من تركة النظام السابق»، مهددا بتنفيذ غارات أخرى للجيش على أهداف في مدينة مصراته ما لم تكف عن هجماتها».

ولفت إلى أن «غارة مليشيات فجر ليبيا أخطأت أهدافها في السدرة نتيجة للدخان الكثيف من خزانات النفطية التي تسببوا في احتراقها منذ هجومهم على المرفأ الخميس الماضي»، معلنا أن «عدد الخزانات المحترقة بلغ حتى الآن سبعة خزانات».

وامتدت النيران المشتعلة منذ الخميس إلى 7 خزانات نفطية أمس في مرفأ السدرة، أكبر مرافئ النفط الليبية في منطقة «الهلال النفطي»، في حريق ضخم دفع الحكومة الليبية المعترف بها دوليا الى طلب مساعدة خارجية للسيطرة عليه.

من جانبه قال وزير خارجية الحكومة الليبية المعترف بها دوليا محمد الدايري: إن الجماعات المتشددة تصعّد هجماتها في بلاده، بما في ذلك انطلاقتهم الجديدة للسيطرة على موارد النفط، داعيا الى تضافر الجهود الدولية لوقف تدفق الأموال والأسلحة إليهم. واندلع القتال حول مرفأ السدرة النفطي، أكبر ميناء للنفط في ليبيا، وهو خاضع لسيطرة ميليشيات مناهضة للإسلاميين متحالفين حاليا مع الحكومة المعترف بها دوليا في طبرق. وجاء ذلك عقب إعلان الحكومة المنافسة في طرابلس في منتصف ديسمبر الحالي بتحرير مرفأ السدرة.

وأدت الاشتباكات إلى إغلاق المرفأ واشتعال النيران في بعض خزانات الوقود هناك. ومتحدثا من القاهرة، وصف الدايري الاشتباكات بالتصعيد الخطير.

وقال: إن القوات الموالية لحكومته تأمل في درء الهجوم الذي تشارك فيه جماعات إرهابية.

إلى ذلك أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري، أنه ليس هناك خطر عام ينذر بإعادة المصريين من ليبيا وإقامة جسر جوي لهم في الوقت الحالي، محذرا المصريين الموجودين في ليبيا من خطورة الأوضاع والبعد عن مواقع القتال والصراع العسكري.

ودعا شكري، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الليبي محمد الدايري أمس بمقر وزارة الخارجية، المصريين الموجودين في ليبيا بتوخي الحذر ومراعاة ما يحدث الآن على الأراضي الليبية وحماية أمنهم الشخصي في ظل التوتر القائم، مشيرا إلى أن هناك تنسيقا مع المسؤولين في ليبيا لتوفير أقصى درجات الأمن في ظل الظروف الحالية.

وقال وزير الخارجية: إن الوضع في ليبيا استئناثي ومليء بالمخاطر، والأعمال الإرهابية تستهدف الجميع وليس أشخاصا بعينهم وهي أعمال مدانة جميعا وغير مقبولة.

وأضاف وزير الخارجية قائلا: «تناولنا جهود الأمم المتحدة بإيجاد حوار يؤكد الشرعية القائمة في ليبيا وعمل إطار سياسي والتخلي عن الخيار العسكري من قبل العناصر المتشددة ونبذ العنف والعمل على تكريس التوجه نحو الشرعية ونعمل على دعم الحكومة الليبية والوفاء بما تم الاتفاق عليه مؤخرا من رفع قدرات المؤسسات الليبية والتنسيق فيما بيننا.

ومن جانبه أكد الدايري أن «طرابلس تشعر بالحزن لفقد المصريين الثلاثة الذين تم اغتيالهم على يد الإرهاب والتي تطال إخوة أشقاء لنا، ولكننا في ليبيا نعاني من هذه الظاهرة وتم اغتيال 14 عسكريا على يد القوات الإرهابية بعد انتشار داعش في بعض الأراضي الليبية». وشدد الدايري على أن الإرهاب يمس الليبيين أنفسهم والمصريين أيضا والجميع، وليبيا تسعى لبسط الأمن والشرعية في ربوع ليبيا جميعا لبسط حل سياسي في سبيل حل هذه الأزمة.

كما دعا الدايري العرب والمجتمع الدولي إلى مساعدة الحكومة الليبية لحماية النفط التي تريد جماعة داعش السيطرة عليه، قائلا: إن «قوات الجيش تقوم بواجباتها وتأمل استرداد الأمن في ليبيا، وأن مصر وليبيا تقفان في بوتقة واحدة، وأعتقد أن الحكومة المصرية ستقف معنا».

وأشار الوزير إلى أن السلطات الليبية تعمل على صد التحركات الإرهابية وتسعى لوقف العدوان على الأراضي الليبية، وتدعم جهود الأمم المتحدة في تعزيز الحل السياسي للأزمة ودعم الشرعية الليبية.

وكان شكري والدايري بحثا الأوضاع السياسية والأمنية في ليبيا وتطور العلاقات الثنائية بين البلدين.

وذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية في بيان صحفي أمس أن الدايري جدد استنكار الحكومة الليبية إدانتها الكاملة لهذا الحادث البربري، مشيرا إلى أن العناصر الإرهابية ذاته اغتالت أيضا في التوقيت نفسه 14 جنديا ليبيا.

وأضاف المتحدث: إن الوزير سامح شكري أعرب خلال اللقاء عن القلق الشديد إزاء مسار الأوضاع الأمنية في ليبيا وانعكاساته على مستقبل الاستقرار في ليبيا وأوضاع المصريين هناك، مجددا دعم مصر للمؤسسات الشرعية في ليبيا وجهود بناء المؤسسات.

كما تم تناول مبادرة المبعوث الدولي برناندينو ليون بعقد جلسة الحوار الوطني الليبي في الخامس من يناير المقبل وانعكاسات التصعيد العسكري الأخير من جانب الميليشيات المسلحة على فرص نجاح الحوار.