60.24 دولار لبرميل برنت –
نيويورك- (رويترز)- (ا ف ب): تراجعت أسعار النفط العالمية مرة أخرى أمس الاول، قبل توقف التدولات في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية بسبب إجازة عيد الميلاد، بعدما فاجأت زيادة في مخزونات الخام الأمريكية المستثمرين الذين كانوا يتوقعون انخفاضها وهو ما يزيد المخاوف من تخمة المعروض التي ألحقت الضرر بالأسعار على مدى ستة أشهر. وانخفضت عقود خام النفط القياسي الأوروبي برنت لشهر أقرب استحقاق عند التسوية 1.45 دولار أو 2.35 في المائة إلى 60.24 دولار للبرميل، بعدما نزلت في وقت سابق إلى 59.37 دولار للبرميل. ونزلت العقود الآجلة للنفط الأمريكي لشهر أقرب استحقاق عند التسوية 1.28 دولار أو 2.24 في المائة إلى 55.84 دولار للبرميل بعدما نزلت لأدنى مستوى لها في الجلسة 55.07 دولار للبرميل.
وقالت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أمس: إن مخزونات الولايات المتحدة من النفط الخام زادت 7.3 مليون برميل في الأسبوع الماضي لأعلى مستوى مسجل لها في ديسمبر.
وكان المحللون يتوقعون انخفاضا قدره 2.3 مليون برميل.
وكانت أسعار النفط منخفضة بالفعل في تعاملات هزيلة وواصلت خسائرها بعد بيانات إدارة معلومات الطاقة. ونزل الخام ما يصل إلى دولارين. وتأرجح سعر برنت حول المستوى 60 دولارا كما تحرك الخام الأمريكي قرب 55 دولارا.
ارتفاع مفاجئ قدره 7.3 مليون برميل في مخزون النفط الامريكي
وكشفت أرقام نشرتها وزارة الطاقة الأمريكية امس الأول عن ارتفاع مفاجئ في مخزونات النفط في الولايات المتحدة الاسبوع الماضي. وارتفع المخزون الامريكي بمقدار 7.3 مليون برميل ليبلغ 387.20 مليون برميل في الاسبوع الذي انتهى في 19 ديسمبر، بينما كان محللو وكالة داو جونز يتوقعون تراجعا بمقدار 1.8 مليون برميل. لكن هذه المخزونات التي تراجعت 800 الف برميل في الاسبوع الذي سوف تبقى فوق الحد الاعلى من الهامش المتوسط في هذه الفترة من السنة. وقد ارتفعت بنسبة 5.3 بالمائة بالمقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي.
وسجل احتياطي المنتجات المكررة (بما فيها الجازول وفيول التدفئة) ارتفاعا لم يكن متوقعا ايضا بمقدار 2.3 مليون برميل الى 123.80 مليون برميل بينما كان المحللون يتوقعون زيادة قدرها 900 ألف برميل.
وهي زيادة بنسبة 8.5 بالمائة بالمقارنة مع الفترة نفسها من 2013 لكنها تبقى في المستوى الادنى من الهامش المتوسط في هذه الفترة من السنة.
اما مخزونات الوقود فقد زادت 4.1 مليون برميل لتبلغ 226.10 مليون برميل وهو رقم اكبر بكثير مما كان يتوقعه المحللون (400.00 برميل).
وهي زيادة بنسبة 2.3 بالمائة عما كانت في الفترة نفسها من 2013 واعلى بفارق كبير من المستوى الاعلى للمعدل في هذه الفترة من السنة.
وسجل الانتاج النفطي الامريكي انخفاضا طفيفا ليبلغ 9.127 مليون برميل يوميا في تباطؤ بعدما سجل اعلى مستوياته منذ ان بدأت وزارة الطاقة تنشر احصاءات اسبوعية.
وقد ارتفعت احتياطات مصب كوشنيج النفطي في ولاية اوكلاهوما (وسط الجنوب) التي يراقبها السماسرة عن كثب وتعد مرجعا للنفط الذي يتم تبادله في نيويورك، بمقدار مليون برميل، ليبلغ 28.3 مليون برميل.
اما في مجال الطلب، فقد استهلكت الولايات المتحدة في الاسابيع الاخيرة ما معدله 20.2 مليون برميل من المنتجات النفطية يوميا اي اكثر بنسبة 1 بالمائة عن الفترة نفسها من العام 2013.
وارتفع الطلب على المنتجات المكررة 3.1 بالمائة في الاسابيع الاربعة الاخيرة بالوتيرة السنوية. كما ارتفع الطلب على الوقود بنسبة 4,1 بالمائة.
وحافظت المصافي الامريكية على وتيرة عملها وتم تشغيلها بنسبة 93.5 بالمائة من قدراتها كما في الاسبوع السابق.
واغلقت اسعار النفط في نيويورك على انخفاض أمس الأول بعد الاعلان عن ارتفاع المخزون الامريكي الذي اثار القلق من فائض في العرض.
وبعد جلسة مختصرة بمناسبة عيد الميلاد، تراجع سعر برميل النفط الخفيف (لايت سويت كرود) تسليم فبراير 1.28 دولار ليبلغ 55.84 دولار في سوق نيويورك للمبادلات.
وقال جين ماكجيلان من مجموعة “تراديشن اينيرجي”: ان “التقرير حول المخزون النفطي احيا قلق السوق من تراجع الطلب وفائض العرض”. وتوقع ان “يبدأ السوق البحث عن عتبة جديدة للاسعار”.
ومنذ اسبوع تشهد اسعار النفط تقلبات في توجهاتها في كل جلسة لكنها بقيت تحت سعر الستين دولارا للبرميل. وفقد سعر برميل النفط اكثر من نصف قيمته منذ منتصف يونيو.
وقال كارل لاري من مجموعة “فروست اند سوليفان”: “ان الاسعار تتراوح بين مستويات لا تتغير بدون توجه حقيقي الى الارتفاع او الى الانخفاض وهذا سيستمر حتى نهاية السنة”. وبينما ما زالت الاسواق تحت ضغط الفائض في الانتاج، اكد ماكجيلان ان ارتفاع المخزون الامريكي يدل على “وجود كميات كبيرة من النفط في الولايات المتحدة بينما لا شيء يدل على ان انخفاض الاسعار ادى الى تحفيز الطلب”. الى كل ذلك يضاف ان المستثمرين يواجهون “سيلا” من الاخبار السيئة هذا الاسبوع، على حد قول فؤاد رزاق زادة الذي أشار خصوصا الى اعلان السعودية أنها لن تقوم بخفض الإنتاج حتى اذا بلغ سرع برميل النفط 20 دولارا. فقد اكد وزير النفط السعودي علي النعيمي في مقابلة مع نشرة “ميس” الاقتصادية: إن منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) لن تخفض انتاجها، حتى ولو بلغ سعر البرميل عشرين دولارا.
وذكر النعيمي الذي لطالما اعتبر الرجل الاكثر تأثيرا في سوق الطاقة، انه ليس من العدل ان تقوم اوبك بخفض انتاجها لوحدها من دون الدول المنتجة من خارج المجموعة. وقال: “لو نزلت الاسعار الى 20 دولارا أو أربعين أو خمسين أو ستين، هذا ليس مهما”.
وبحسب الوزير السعودي، فان مستوى المائة دولار لسعر البرميل “قد لا تشهده السوق مجددا”، علما بأن الاسعار كانت فوق هذه العتبة قبل اشهر قليلة.
وقال رزاق زادة: “ان أسعار النفط دفعت في الأيام الأخيرة بعمليات سحب أرباح لكن الأسعار تبقى تحت ضغط غياب الطلب”.