اليمن: أطراف مفاوضات جنيف تقر مبدأ الهدنة.. ومحاولات أممية للتقريب بين الوفود رغم استمرار القصف

عواصم- الوكالات

قال مندوب يمني بمحادثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة في جنيف أمس الثلاثاء، إنّ جميع الأطراف متفقة على ضرورة وقف إطلاق النار في الصراع المستمر منذ نحو ثلاثة أشهر لكن لم يتم التوصل إلى اتفاق بعد.

وقال غالب مطلق الذي ينتمي إلى الحراك الجنوبي إنّ وقف إطلاق النار المقترح سيكون لمدة شهر واحد ويشمل وقف جميع العمليات القتالية بما في ذلك الضربات الجوية التي تقودها السعودية. وقال للصحفيين بعدما عقد وفد الحوثيين المدعومين من إيران أول محادثات له في المدينة السويسرية مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ أحمد "كلنا متفقون على ضرورة وقف إطلاق النار.. لكننا ما زلنا نناقش التفاصيل." وأضاف "يبدو أنّ هناك استعدادًا لدى جميع الأطراف بما في ذلك السعودية لكن تفاصيل هذا الاتفاق قيد النقاش".

وبدا أنّ طرفي الصراع في اليمن يظهران تحديا في مستهل المحادثات التي تهدف إلى إنهاء الحرب التي تسببت في كارثة إنسانية، وأنذرت بحدوث انقسام دائم في البلاد. وافتتح الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون المحادثات في جنيف داعيا إلى وقف إطلاق النار لأغراض إنسانية مع حلول شهر رمضان. لكن لم يبد أي طرف استعدادًا للجلوس مع الطرف الآخر في نفس الغرفة أمس الثلاثاء، وهو أول أيام المناقشات. وبدأ مبعوث الأمم المتحدة ولد الشيخ أحمد في التنقل بين الوفدين لإجراء "محادثات تقارب".

ومع بدء المحادثات ذكرت وكالة الأنباء اليمنية أن غارة على مدرسة في وسط اليمن أسفرت عن مقتل أربع نساء وطفل.

وقال روبرت مارديني المدير الإقليمي للجنة الدولية للصليب الأحمر في الشرق الأدنى والأوسط في إفادة صحفيّة مقتضبة بجنيف "كانت 80 يومًا من الفوضى والموت والدمار في اليمن. مع اقتراب شهر رمضان المعظم لا يوجد بالفعل أمل كبير لدى شعب اليمن." ولم يضع الجانبان آمالا كبيرة على المحادثات التي من المتوقع أن تستمر يومين أو ثلاثة أيام قبل مطلع الأسبوع. وتفاقم الصراع في اليمن في مارس مع بدء حملة قصف جوي يشنها تحالف عربي بقيادة السعودية على جماعة الحوثي المدعومة من إيران ووحدات في الجيش موالية للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح. وأرادت السعودية وضع حد لمكاسب يحققها الحوثيون منذ شهور بعد سيطرتهم على العاصمة اليمنية صنعاء في سبتمبر.

من جانبه، أكد الرئيس اليمني المعترف به دوليا عبدربه منصور هادي مجددا أن وفد الحكومة المشارك في هذه المحادثات سيبحث حصرا سبل تنفيذ القرار الدولي 2216 الذي يطلب من الحوثيين الانسحاب من المناطق التي سيطروا عليها. ورفض هادي -في كلمة أمام اجتماع استثنائي لمنظمة التعاون الإسلامي في جدة- أيَّ عودة للحوار مع الحوثيين معتبرا ذلك "عودة إلى المربع الأول". وقال هادي: "لن نقبل مطلقا بأي حال من الأحوال بالعودة إلى المربع الأول الذي يتحدث عن استكمال الحوارات تحت تهديد السلاح".. وأضاف: "لن يناقش وفدنا إلا الآليات التنفيذية للقرار 2216 بحزمة ومنظومة واحدة". وشدد على أن وفد الحكومة "ذهب إلى جنيف في محطة أخرى على أمل أن تسهم مشاورات جنيف في رفع المعاناة عن أبناء شعبنا من خلال انصياع مليشيات الحوثي و(الرئيس السابق علي عبدالله) صالح لاستحقاقات قرار مجلس الأمن الدولي 2216 رغم علمنا أن تلك العصابات لا عهد لها".

وتأتي محادثات جنيف في حين تتواصل الغارات الجوية لطائرات التحالف العسكري بقيادة السعودية ضد مواقع الحوثيين وحلفائهم من وحدات الجيش الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح.

واسفرت تلك الحرب التي زادت من حدة التوتر بين السعودية وإيران عن مقتل 2600 شخص على الأقل منذ مارس الماضي، وفق الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.

إلى ذلك، أكد البيت الأبيض، أمس، مقتل ناصر الوحيشي زعيم تنظيم القاعدة في جزيرة العرب في قصف باليمن ووصف مقتله بأنّه "ضربة كبيرة" للتنظيم. وقال البيت الأبيض في بيان "كان الرئيس واضحا في أن الإرهابيين الذين يهددون الولايات المتحدة لن يجدوا ملاذا آمنا في أي ركن من أركان العالم." وأضاف "رغم أن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب وتنظيم القاعدة والجماعات التابعة لهما سيواصلون جهودهم لتهديد الولايات المتحدة وشركائنا ومصالحنا فإنّ مقتله يزيل من ساحة المعركة زعيما إرهابيا متمرسا ويقربنا من إضعاف تلك الجماعات وهزيمتها في نهاية المطاف."