فوزي بن يونس بن حديد -
احترت كما احتار غيري من أولياء الأمور في تأطير أطفالنا خلال إجازة نصف السنة، هذه الإجازة التي تبدو طويلة لأنها تتعدى الشهر ولا يستفيد منها كثير من الطلاب بل تضيع سدى وينسون ما درسوه خلال الأشهر الماضية، لأنه ليس لدى وزارة التربية والتعليم برنامج خاص خلال هذه الإجازة كتخصيص جزء منه لتقوية الطلاب في مادة اللغة الانجليزية التي يجمع أولياء الأمور على ضعف فلذات أكبادهم في هذه المادة ونتائجهم دالة على ذلك، أشهُرٌ من التعب والمراجعة والانكباب على الكتاب ثم يأتي شهر لينسف ما اكتسبوه من معلومات، ولئن فرح كثير منهم بهذه الإجازة إلا أنهم لا يفقهون أنهم سيضيّعون عمرا من العلم.
إجازة نصف السنة يجب أن تستثمر، والعائلة مطالبة بالتخطيط لأبنائها الدارسين وتحيطهم بالعناية وتحميهم من الضياع والفساد ومخالطة رفقاء السوء والتسكع في الشوارع لآخر الليل بدعوى أنهم في إجازة، ونطلب من وزارة التربية والتعليم إعادة النظر في مدة هذه الإجازة حتى لا يعكس ضررها على المستوى التحصيلي للطلاب، وأن تفكّر في إيجاد برامج مفيدة ولو كانت مريحة لكنها تشغل الطلاب ولا تتركهم يعيشون متاهة في الحياة يعبّئون عقولهم الطريّة بالمعلومات ثم يفرغونها في الامتحانات وبعدها يرمونها في سلة المهملات.
كل ولي أمر يخشى على ابنه أو ابنته من الضياع أو اتخاذ وسائل أخرى لملء الفراغ، وأوّل ما يتبادر إلى ذهن الطفل وهو في هذا المستوى الأجهزة الحديثة وشغلها بالانترنت للعب طوال الليل والنهار ، ينزوي في غرفته ليطلب الصداقات من الخارج ويعبث بالجهاز وربما وقعت عيناه على محرم ، حاولت وجاهدت نفسي حتى أثنيه عن الشارع والجهاز وأَصرِف نظره نحو عمل مفيد، ولكن يبقى شيء في نفسه يدعوه إلى التخلص من القيود التي أكبّله بها، أفكّر كما يفكر غيري في طريقة تعلمه وترشده لا تهدم ما بناه، لذلك فإن المطلب الأول والأساس هو كيف نشغل أطفالنا في وقت الإجازات؟
نطرح المشكلة، لأنها معضلة تؤرّقنا كل سنة في هذا الوقت بالذات وتثير فينا الحماس لطلب المساعدة لعلنا نجد ما يخرجنا من أزمتنا مع أطفالنا ونجد جوابا شافيا كافيا لسؤال محير ويتردّد على مسامعنا كل لحظة ماذا أفعل؟ لقد كانت المدرسة تشغل وقته الصباحي كله ثم يأتي متعبا ويقضي بقية يومه في حلّ الواجبات ثم ما يلبث أن ينام ليأتي صبح جديد وعمل أكيد، كان وقته موزعا ومخططا له ثم فجأة يجد نفسه في بطالة علمية أخرجته من جوّ الدراسة المعتاد.
هل من حلّ من قبل الوزارة المعنية بالرعاية العلمية لطلابنا؟ هل فكرت جديا في ملء الفراغ الذي يعيشه الطالب طوال هذه الأيام؟ هل اقترحت برامج على أولياء الأمور؟ هل أقدمت على استدعاء الطلاب خلال الإجازة لطرح مبادرات؟ هل من برنامج واضح السبل لتثقيف هذا الجيل؟ فكما فعلت خلال الإجازة الصيفية هل تقدم على فعله خلال نصف السنة، فالمعلمون موجودون ويداومون في المدارس يمكن أن تستفيد منهم بطريقة أو بأخرى وتحدث نوعا جديدا من التعليم أو فكرة مقبولة لاستيعاب الطلاب وإنقاذهم من التيه والفراغ.
أو أنها تفكر جديا في تقليص المدة إلى أبعد حد فتجعلها 10 أيام فقط أو أقل يستريح من خلالها الطلاب ويستعيدون نشاطهم من جديد، وتتواصل المعلومات ويتجدد الحراك وننقذ أطفالنا من النسيان والعبث بأجهزة التلفاز والحواسيب والهواتف النقالة وغيرها من الملهيات نأمل ذلك.