إسرائيل وسوريا لا ترغبان في المواجهة

بسبب أحداث الجولان -

القدس – (أ ف ب): استبعد معلقون اسرائيليون امس الأول ان تؤدي الغارات الجوية الاسرائيلية على سوريا التي جاءت عقب انفجار عبوة ناسفة في الجزء الذي تحتله اسرائيل من هضبة الجولان الى اندلاع مواجهة كاملة بينهما مشيرين الى انشغال الطرفين بامور اخرى.


وقامت طائرات حربية اسرائيلية أمس الأول بقصف مواقع تابعة للجيش السوري بينما وجهت الدولة العبرية تحذيرا شديد اللهجة الى دمشق وذلك بعد انفجار الثلاثاء ادى الى اصابة اربعة جنود اسرائيليين في الجولان المحتل.

وعلى مدار العام الماضي، نسب الى اسرائيل سلسلة غارات جوية على اهداف سورية واخرى تابعة لحزب الله الشيعي اللبناني دون ان تؤكد الدولة العبرية رسميا قيامها بها.

وفي خطوة نادرة، اعترف الجيش الاسرائيلي أمس الأول في بيان بانه شن غارات جوية على مواقع تابعة للجيش السوري.

وفي دمشق، اعلن الجيش السوري ان الغارات الاسرائيلية في جنوب سوريا اسفرت عن مقتل جندي وجرح سبعة اخرين، محذرا من ان التصعيد الاسرائيلي يعرض “امن المنطقة واستقرارها للخطر”.

واتفق غالبية المعلقين بان اسرائيل ونظام الرئيس السوري بشار الاسد لا يسعيان الى المواجهة لانشغال كل منهما بمخاطر على جبهات اخرى.

ويخوض الاسد منذ اكثر من ثلاث سنوات حربا اهلية ضد مقاتلين معارضين ومنظمات اسلامية متطرفة بينما تنشغل اسرائيل بالصواريخ القادمة من غزة وحزب الله والاخطار المترتبة على البرنامج النووي الايراني.

وقال خبير الشؤون السورية ايال زيسر لصحيفة جيروساليم بوست التي تصدر بالانجليزية “لا يرغب الاسد في الدخول في مواجهة مباشرة مع اسرائيل، فهذا قد يؤدي الى نهايته”.

ونقلت الاذاعة العامة الاسرائيلية عن قائد قوات الامم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) باولو سيرا قوله إنه من غير المرجح ان يرغب حزب الله في مواجهة واسعة النطاق.

ونقلت الاذاعة عن سيرا قوله “حزب الله واسرائيل غير معنيين بالتصعيد بعد حادث هضبة الجولان”.

وقصفت المدفعية الاسرائيلية الاسبوع الماضي موقعا لحزب الله في جنوب لبنان اثر تفجير عبوة ناسفة لدى مرور جنود اسرائيليين على الحدود بين لبنان واسرائيل.

وفي الخامس من مارس الماضي، اعلن الجيش الاسرائيلي اطلاق النار على عنصرين من حزب الله واصابتهما فيما كانا يضعان عبوة ناسفة قرب الحدود الاسرائيلية – السورية.

وقالت صحيفة جيروساليم بوست بان “حزب الله هو الاسم الاول الذي يتبادر الى الذهن عند محاولة معرفة من قام بالتخطيط للهجوم (الثلاثاء)”.

واعترفت الصحيفة بان لا شيء مؤكد حاليا في سوريا بسبب النزاع.

واضافت “اصبحت هذه البلاد حقلا لاطلاق النيران وساحة لكافة المنظمات الارهابية”.

وراى خبير الشرق الاوسط جاي بيكور في مقال كتبه في صحيفة يديعوت احرونوت بان مسؤولية الهجوم في الجولان غير واضحة وقد لا يكون حزب الله او النظام السوري وراءه.

وقال “الاسد يسيطر تقريبا على خمس بلاده وغالبية حدودنا لم تعد تخضع لسيطرته بل لسيطرة عدة تنظيمات متمردة، خاصة من الجهاديين”.

وتابع “حزب الله، مثل النظام السوري منخرط بشدة في القتال في سوريا. والحدود الاسرائيلية ليست منطقة يسيطر عليها حزب الله بل يسيطر عليها متمردون متشددون”.

وتشهد مرتفعات الجولان توترا منذ بدء النزاع في سوريا في 2011، الا ان الحوادث فيها بقيت طفيفة واقتصرت على اطلاق نار بالاسلحة الخفيفة او الهاون على اهداف للجيش الاسرائيلي الذي رد عليها في غالب الاحيان.

وتعد اسرائيل وسوريا في حالة حرب رسميا.

وتحتل اسرائيل منذ 1967 حوالى 1200 كلم مربع من هضبة الجولان التي ضمتها في قرار لم تعترف به الاسرة الدولية.