واشنطن-«أ.ف.ب»: بعد تأجيل 24 ساعة لخلل تنقي، اطلقت وكالة الفضاء الامريكية ناسا صباح أمس اول قمر اصطناعي مخصص لقياس مستويات غاز ثاني اكسيد الكربون في جو الارض، الغاز الرئيسي المسبب لمفعول الدفيئة والمساهم في ارتفاع درجات حرارة كوكب الارض.
وكما كان مقررا، انطلق القمر عند الساعة 09.56 ت.غ. من قاعدة فاندنبرج في كاليفورنيا غرب الولايات المتحدة بواسطة صاروخ من طراز دلتا-2 من تصميم مجموعة يونايتد لانش الايانس.
وبعد ساعة من الاطلاق، اعلنت الوكالة ان الصاروخ وضع القمر في مداره حول الارض على ارتفاع 705 آلاف متر.
والثلاثاء، ادت مشكلة في شبكة المياه في الصاروخ الى ارجاء عملية الاطلاق في اللحظات الاخيرة. واطلق على هذا القمر اسم «اوربيتينج كاربون اوبسرفاتوري-2» واختصارا «او سي او-2»، وهو مشابه لقمر آخر انفجر لدى محاولة اطلاقه في فبراير من عام 2009.
ويتيح هذا القمر الاصطناعي الحصول على صورة شاملة لانبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، سواء الناجمة عن النشاط البشري او تلك الطبيعية.
وقال مايكل فريليش مدير وحدة علوم الأرض في وكالة الفضاء الامريكية في وقت سابق «ان غاز ثاني اكسيد الكربون في جو الارض يؤدي دوراً أساسياً في تأمين التوازن على صعيد الطاقة لكوكب الارض، وهو عامل مهم لفهم تغير المناخ».
واضاف في بيان: «إن وكالة ناسا ستقدم مساهمة مهمة في مجال التعمق في فهم كوكبنا ومستقبله».
وقد بلغت تركزات هذا الغاز في الغلاف الجوي للارض مستويات يعتقد العلماء انها الأكثر ارتفاعاً منذ 800 ألف سنة.
وسيكون هذا القمر الاول في اسطول يضم خمسة أقمار دولية تنجز مسحا شاملا للارض مرة كل 99 دقيقة.
وتكتسب هذه المهمة التي تستمر عامين على الاقل، اهمية كبيرة مع الارتفاع الذي لم يسبق له مثيل في مستوى غاز ثاني اكسيد الكربون في جو الارض.
ففي ابريل الماضي، بلغت تركزات ثاني اكسيد الكربون في الجو 400 جزء من مليون شهريا في القسم الشمالي من الكرة الارضية، اي اعلى نسبة منذ 800 ألف سنة.
وهذا الارتفاع ناجم عن النشاط البشري وخصوصا استخدام الوقود وقطع الأشجار، الأمر الذي أدى إلى اضطراب في الدورة الطبيعية للكربون في كوكب الأرض، والى ارتفاع في درجات الحرارة وتغير في المناخ.
في الوقت الحالي، يبقى أكثر من نصف انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناجم عن النشاط البشري في جو الارض، وفقا للعلماء.
اما الباقي فتمتصه المحيطات والغابات وغيرها مما يطلق عليه العلماء اسم «آبار الكربون» والتي لم تتضح كلها للعلماء بعد.
وستتقاطع القياسات التي يقدمها «او سي او-2» مع المعلومات التي توفرها محطات المراقبة الارضية، والطائرات والأقمار الاصطناعية الأخرى، بحسب الناسا.