إضاءة قلم – أفعال تنافي الفطرة

سالم بن حمدان الحسيني -

الهزيمة النفسية التي تشعر بها الأمة الإسلامية اليوم ما هي إلا انعكاس واضح للوهن الذي أشار إليه الرسول الكريم عليه افضل الصلاة وأزكى التسليم حينما قال: (ما الفقر أخشى عليكم ولكني أخشى عليكم أن تبسط الدنيا عليكم كما بسطت على من كان قبلكم فتنافسوها كما تنافسوها وتهلككم كما أهلكتهم).. فما يحدث من بعض الجماعات التي تنتمي إلى الإسلام ومحسوبة عليه من تصرفات يبرأ منها الإسلام وأهله ما هو إلا دليل واضح على زيغ في العقيدة الصحيحة، والواقع شاهد على ذلك فإما تشدد واضح تحجرت معه القلوب (فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ) حتى وصلت إلى درجة الانسلاخ من الفطرة الإنسانية وتعدت حتى البهيمية العجماء من ممارسات تتقزز منها الفطر السليمة، فما تنقله إلينا القنوات الفضائية من مشاهد تقوم بها بعض الجماعات الإرهابية التي تنتسب إلى الإسلام وهو منها براء من أعمال إجرامية في حق بني جلدتها من ذبح وتنكيل وقتل وترويع للآمنين وغيرها من الحماقات تحت شعار الإسلام مرددين أثناء تنفيذهم الجرم آي القرآن الكريم ومرددين اسم المصطفى المبعوث رحمة للعالمين (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) مشوهين صفحة الإسلام البيضاء الناصعة البياض أن هذا الدين الحنيف قام بإجبار الناس بحد السيف وليس (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآَمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ).. أو كما يقول الحق سبحانه: (لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ).. وقوله في آية أخرى (فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ).

إن الحاذق الفطن – وتلك طبيعة المؤمن الحق – يدرك تمام الإدراك أن ليس ذلك إلا مخطط تغذيه قوى معادية لهذا الدين الحنيف تبتغي من وراء ذلك إبعاد الناس عن الإسلام وتكريههم من الانضواء تحت لوائه ظانين بفهمهم القاصر أن بتسريب تلك المقاطع من أعمال الإجرام عبر الفضائيات والمواقع الإلكترونية ينفر الناس من هذا الدين الحنيف ويؤلب العالم ضد اتباعه (يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) خاصة أنهم استغلوا تلك الجماعات الناطقة بالعربية ومتزينة بزي الإسلام لارتكاب مخططاتهم التي يشيب من هولها الولدان ولكن هيهات هيهات فملة الإسلام بيضاء ناصعة البياض وإن أرادوا بمكرهم الذي يكاد أن تزول منه الجبال بجعلها سوداء قاتمة السواد ولكن الله غالب على أمره (وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) وأن عجزت هذه الأمة التي انزل إليها القرآن وبعث منها خاتم النبيين والمرسلين أن تصون عرض هذا الدين وتدافع عنه وتدفع عنه ما علق به من هذه الترهات أو تخاذلت عن نصرته ونصرة نبيها فإن الله قادر أن ينصر هذا الدين الحنيف برجال ليسوا من أهله، كما أشار إلى ذلك حديث المصطفى الكريم الذي لا ينطق عن الهوى (إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى).. وهذه البشارات تلوح في الأفق فأعداد المسلمين تدخل في هذا الدين أفواجا فسبح باسم ربك واستغفره انه كان توابا.