استراحة – إياك وأربعاً

منار العدوية -

أربعٌ تُورثُ ضنْكَ المعيشةِ وكَدَرَ الخاطرِ وضيِقَ الصَّدْرِ:

الأولى: التَّسخُّطُ من قضاءِ اللهِ وقدرِه، وعَدَمُ الرِّضا بهِ.

الثانيةُ: الوقوعُ في المعاصي بلا توبةٍ قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ، فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ.

الثالثةُ: الحقدُ على الناسِ، وحُبُّ الانتقامِ منهمْ، وحَسَدُهم على ما آتاهُمُ اللهُ منْ فضلِه أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ، (لا راحة لحسودِ).

الرابعةُ: الإعراضُ عنْ ذكرِ اللهِ وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً.


الحصان الطائر


حكم أحد الملوك على شخصين بالإعدام لجناية ارتكباها، وحدد موعد تنفيذ الحكم بعد شهر من تاريخ إصداره

وقد كان أحدهما مستسلما خانعا يائسا قد التصق بإحدى زوايا السجن باكيا منتظرا يوم الإعدام…

أما الآخر فكان ذكيا لماحا طفق يفكر في طريقة ما لعلها تنجيه أو على الأقل تبقيه حيا مدة أطول.

جلس في إحدى الليالي متأملا في السلطان وعن مزاجه وماذا يحب وماذا يكره، فتذكر مدى عشقه لحصان عنده حيث كان يمضي جُل أوقاته مصاحبا لهذا الحصان وخطرت له فكرة خطيرة، فصرخ مناديا السجان طالبا مقابلة الملك لأمر خطير، وافق الملك على مقابلته وسأله عن هذا الأمر الخطير.

قال له السجين: إنه باستطاعته أن يعلم حصانه الطيران في خلال السنة بشرط تأجيل إعدامه لمدة سنة

وقد وافق الملك حيث تخيل نفسه راكبا على الحصان الطائر الوحيد في العالم.

سمع السجين الآخر بالخبر وهو في قمة الدهشة قائلا له: أنت تعلم أن الخيل لا يطير فكيف تتجرأ على طرح مثل تلك الفكرة المجنونة؟!

قال له السجين الذكي أعلم ذلك ولكنني منحت نفسي أربع فرص محتملة لنيل الحرية:

أولها أن يموت الملك خلال هذه السنة

وثانيها لربما أنا أموت وتبقى ميتة الفراش أعز من الإعدام، والثالثة أن الحصان قد يموت

والرابعة قد أستطيع أن أعلم الحصان الطيران!.


العلم هُدى وشِفاء


ذَكَرَ ابنُ حزمٍ في (مُداواة النفوس) أنَّ منْ فوائدِ العلمِ: نَفْيَ الوسواسِ عن النَّفْسِ، وطرْدَ الهمومِ والغمومِ والأحزانِ.

وهذا كلامٌ صحيحٌ خاصَّةً لمنْ أحبَّ العِلْم وشغف به وزاولهُ، وعمل به وظهر عليه نفْعُه وأثرُه.

فعلى طالبِ العلمِ أن يوزِّع وقته، فوقتٌ للحفْظِ والتكرارِ والإعادةِ، ووقتٌ للمطالعةِ العامَّةِ، ووقتٌ للاستنباطِ، ووقتٌ للجَمْعِ والتَّرتيبِ، ووقتٌ للتأمُّلِ والتدبُّرِ.

فكُنْ رجُلاً رِجْلُه في الثَّرى

وهامةُ هِمَّتِهِ في الثُّريَّا


أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ


نَزَلَ هذا الكلامُ على رسولِ اللهِ فتحقَّقتْ فيه هذهِ الكلمةُ، فكان سهل الخاطرِ، منشرح الصدرِ، متفائلاً، جيَّاشَ الفؤادِ، حيَّ العاطفةِ، ميسَّراً في أمورِهِ، قريباً من القلوبِ، بسيطاً في عظمةٍ، دانياً من الناسِ في هيبةٍ، متبسماً في وقارٍ، متحببا في سموٍّ، مألوفاً للحاضر والبادي، جمَّ الخُلُقِ، طلْقَ المُحيَّا، مشرق الطلْعةِ، غزير الحياءِ، يهشُّ للدُّعابةِ، ويَبَشُّ للقادِم، مسروراً بعطاءِ اللهِ، جذِلاُ بالهِباتِ الرَّبانيَّةِ، لا يعتريه اليأسُ، ولا يعرفُ الإحباط، ولا يخلدُ إلى التَّخْذِيلِ، ولا يعترفُ بالقنوطِ، ويُعجبُه الفألُ الحسنُ، ويكرهُ التَّعمُّق والتَّشدُّق، والتَّفيْهُق والتَّكلُّف والتَّنطُّع، لأنهُ صاحبُ رسالةٍ، وحاملُ مبدأ، وقدوةُ أُمَّةٍ، وأُسوةُ أجيالٍ، ومعلِّمُ شعوبٍ، وربُّ أسرةٍ، ورجُلُ مجتمعٍ، وكنْز مُثُلٍ، ومَجْمَعُ فضائل، وبحرُ عطايا، ومشرِقُ نورٍ.

إنه باختصارٍ: ميسرٌ لليُسرى، وإنه بإيجازٍ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ أو بعبارةٍ أخرى: رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ وكفى!! شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً، وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُّنِيراً.

إنَّ مما يُعارضُ الرسالة الميسَّرة السهلة: تنطُّعُ الخوارجِ، وتزندُقُ أهلِ المنطقِ عبيدِ الدنيا، وانحرافُ مرتزقةِ الأفكار فَهَدَى اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ لِمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللّهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ.


قلتُ: بالبابِ أنا


على هيئةِ الأممِ المتحدةِ بنيويورك لوحةٌ، مكتوبٌ عليها قطعةٌ جميلةٌ للشاعرِ العالميِّ السعدي الشيرازي، وقدْ ترجمتْ إلى الإنجليزيةِ وهي تدعو إلى الإخاءِ والأُلفةِ والاتحادِ، يقول:

قال لي المحبوبُ لمَّا زرتُهُ

منْ ببابي قلتُ بالبابِ أنا

قال لي أخطأت تعريف الهوى

حينما فرَّقت فيه بيْنَنَا

ومضى عامٌ فلمَّا جئتُهُ

أطرُقُ الباب عليه مُوهِنا

قال لي منْ أنتَ قلتُ أنْظُرْ فما

ثم َّ إلاَّ أنتَ بالبابِ هُنا

قال لي أحسنت تعريف الهوى

وعَرَفْتَ الحُبَّ فادخُلْ يا أنا


اختبر معلوماتك


متى بدأ بناء سور الصين العظيم؟

بدأ سنة 214 قبل الميلاد


لا بُدَّ للعبد منْ أخٍ مفيدٍ يأنسُ إليه، ويرتاحُ إليه، ويُشاركُه أفراحهُ وأتراحهُ، ويبادلُه ودّاً بودٍّ. ﴿وَاجْعَل لِّي وَزِيراً مِّنْ أَهْلِي, هَارُونَ أَخِي، اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي،وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي، كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً وَنَذْكُرَكَ كَثِيراً﴾.

ولا بد منْ شكوى إلى ذي قرابةٍ

يُواسيك أو يُسلِيك أو يَتَوجَّعُ

﴿بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ﴾، ﴿كَأَنَّهُم بُنيَانٌ مَّرْصُوصٌ﴾، ﴿وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ﴾، ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾.


لا بدَّ منْ صاحبٍ


إنَّ منْ أسبابِ السعادةِ أنْ تجد منْ تنفعُك صُحبتُه، وتُسعدُك رفقتُه. (أين المتحابُّون في جلالي، اليوم أُظِلُّهمْ في ظِلِّي يوم لا ظِلَّ إلا ظلِّي).

(ورجلانِ تحابَّا في اللهِ، اجتمعا عليهِ وتفرَّقا عليِه).


الماء


إذا كان الظمأ إلى الماء يدل على وجود الماء فكذلك الظمأ إلى العدل لا بد أنه يدل على وجود العدل .. ولأنه لا عدل في الدنيا .. فهو دليل على وجود الآخرة مستقر العدل الحقيقي

(وحيد الدين خان)