انفصاليو شرق أوكرانيا يؤكدون تحقيق إنجازات على الأرض -
عواصم (أ ف ب-د ب أ): أكد انفصاليو شرق أوكرانيا أنهم حققوا إنجازات عسكرية واستولوا على أراض جديدة في معاركهم مع القوات النظامية الأوكرانية.
وقال الانفصاليون الموالون لروسيا أمس إنهم استعادوا السيطرة على عدد من أحياء المدن والبلديات في منطقتي لوجانسك ودونيتسك وإن القوات الحكومية أجبرت على التقهقر.
ولا يوجد حتى الآن تأكيد لذلك من جانب الحكومة في كييف.
غير أن كلا من الجانبين المتصارعين أفادا بوقوع العديد من القتلى والمصابين من الطرفين دون ذكر أرقام محددة لعدد القتلى والمصابين حيث قال أندريه ليسينكو، عضو مجلس الأمن القومي والدفاع في أوكرانيا: «نعلم أن هناك الكثير من الخسائر، المعارك مستمرة، رجالنا ثابتون، ولكن الوضع صعب جدا». وناشدت وزارة الداخلية الأوكرانية المواطنين في دونيتسك ولوجانسك لأول مرة بالدفاع عن أنفسهم ضد الانفصاليين حيث قال سوريان شاكيرياك، المستشار بوزارة الداخلية: إنه يتعجب من عدم تعرض أحد للانفصاليين المسلحين في مدينة كبيرة مثل دونيتسك «بها رجال أقوياء وعمال مناجم وناس شجعان». وعبر شاكيرياك عن أمله في أن تتشكل مقاومة ذاتية داخل دونيتسك لمساعدة الجيش في تحريرها.
في سياق آخر أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس أن العقوبات الجديدة التي فرضتها الولايات المتحدة على بلاده ستلحق أضرارا خطيرة بالعلاقة مع موسكو وبالمصالح الأمريكية.
وقال بوتين الذي يزور برازيليا كما نقلت عنه وكالة ايتار تاس: «من دون أدنى شك في هذه القضية، (فإن العقوبات) تجر العلاقات الروسية الأمريكية الى مأزق وتلحق بها أضرارا خطيرة». وأضاف: «وأنا واثق بأن هذا الأمر سيضر على المدى البعيد بمصالح الدولة والشعب الأمريكيين». وأوضح بوتين الذي يقوم بجولة في أمريكا اللاتينية تستمر ستة أيام ان موسكو ستأخذ وقتها قبل أن ترد على عقوبات واشنطن.
وقال: «ينبغي النظرإلى مضمون هذه العقوبات ودرس كل ذلك تفصيلاً من دون تسرع وبهدوء». لكنه أكد أن الشركات الأمريكية في مجال الطاقة ستكون في مقدمة ضحايا العقوبات الأمريكية الجديدة.
وتساءل الرئيس الروسي: «انهم يتسببون بخسائر لأكبر شركات الطاقة لديهم وكل ذلك من أجل ماذا؟».وتابع «من المؤسف أن يتبنى شركاؤنا هذا النهج.
لكننا لم نغلق الباب أمام المفاوضات بهدف الخروج من هذا الوضع». وشدد بوتين من جهة أخرى على أن لروسيا «مصلحة حيوية» بإنهاء النزاع سريعا بين القوات الحكومية الأوكرانية والانفصاليين.
وقال إن «لروسيا مصلحة، مصلحة حيوية، في أن ينتهي النزاع الأوكراني سريعا»، مضيفًا «لا أعلم ما إذا كان ثمة لبلد آخر غير روسيا، باستثناء أوكرانيا نفسها، مصلحة بهذا القدر لإنهاء حمام الدماء و(ضمان) استقرار الوضع لدى جارتنا».وكان الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة قد شددا عقوباتهما على روسيا لدورها في الأزمة الأوكرانية، وعمدت واشنطن إلى استهداف فرقاء رئيسيين في الاقتصاد الروسي.
وأضافت الولايات المتحدة إلى قائمتها السوداء مجموعة روسنفت الروسية النفطية التي جمدت أرصدتها في الولايات المتحدة ومنعت الشركات الأمريكية من إجراء مبادلات معها.
وشملت العقوبات ايضا البنك التابع لمجموعة غازبروم والبنك الروسي العام «في اي بي» الذي يضم بين مسؤوليه رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف.
من جهته أعلن الرئيس الأمريكي باراك اوباما ان فرض عقوبات جديدة على روسيا لدورها في أوكرانيا يثبت ان موسكو لا يمكنها التحرك في هذا البلد بدون عقاب.
وقال أوباما في مداخلة مقتضبة «ما نتوقعه هو ان يدرك القادة الروس مرة جديدة ان لتحركاتهم في أوكرانيا تداعيات، وخصوصا أضعاف الاقتصاد الروسي وعزلة دبلوماسية متنامية».وأضاف انه «أبلغ روسيا بوضوح، بالتنسيق مع الحلفاء، ان عليها وقف تدفق الأسلحة والمقاتلين عبر الحدود (…) والضغط على الانفصاليين للافراج عن الرهائن ودعم وقف لإطلاق النار».وتابع «حتى الآن، لم تتخذ روسيا ايا من هذه الإجراءات»، لافتا إلى «استمرار دعم روسيا للانفصاليين والانتهاكات لسيادة أوكرانيا».كذلك، عاقبت واشنطن السلطات الانفصالية في دونيتسك ولوغانسك فضلا عن مسؤولين روسيين كبيرين أحدهما نائب رئيس البرلمان سيرغي نيفيروف.
بدورهم، تبنى القادة الأوروبيون خلال قمة في بروكسل عقوبات جديدة تمثلت في تجميد البرامج التي يتولاها في روسيا البنك الأوروبي للاستثمار والبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، بحسب مصدر دبلوماسي. وقررالاتحاد الأوروبي أيضا استهداف «كيانات» منها روسية متهمة بتقديم دعم «مادي أو مالي» لخطوات تهدد او تقوض سيادة أوكرانيا، على ان يتم إعداد قائمة بهذه الكيانات قبل نهاية يوليو. وحظر الاتحاد الأوروبي حتى الآن منح تأشيرات وجمد أرصدة أكثر من سبعين شخصية روسية وأوكرانية.
من جهة أخرى، قرر القادة الأوروبيون رفع الحظر المفروض على تصدير المعدات الأمنية للحماية إلى أوكرانيا وفي مقدمها الخوذات والسترات الواقية للرصاص.
وقبل إعلان العقوبات، قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس «ما هو متوقع هو تشديد» العقوبات موضحا ان هذا القرار يعكس إرادة الأوروبيين «في إبداء حزم والحفاظ على حوار في آن».ورأت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل ان روسيا «لم تلب بما يكفي» التوقعات لخفض حدة التوتر في أوكرانيا وفقا للمتحدث باسمها شتيفن سايبرت.
وطلبت وزارة الخارجية الأوكرانية تبني عقوبات وأكد الرئيس بترو بوروشنكو خلال اتصالات مباشرة وهاتفية مع الغربيين ان «مقاتلين وأسلحة» لا تزال تصل من روسيا إلى الشرق حيث أوقع النزاع أكثر من 600 قتيل خلال ثلاثة اشهر.
وفيما بدا أن الجهود الدبلوماسية التي تبذلها المانيا وفرنسا لإيجاد حل سلمي للازمة الأوكرانية وصلت الى طريق مسدود، أعلن قياديان متمردان مساء أمس الأول في دونيتسك ان مؤتمرا عبر دائرة الفيديو المغلقة لـ(مجموعة الاتصال) حول اوكرانيا (منظمة الأمن والتعاون في أوروبا واوكرانيا وروسيا) سينظم بمشاركة متمردين.
وأمس الأول أعربت منظمة الأمن والتعاون عن الأسف لعدم عقد مثل هذا الاجتماع وحملت المتمردين المسؤولية.
وفي حين تؤكد أوكرانيا أن صاروخا أطلق من روسيا أسقط مساء الاثنين الماضي طائرة شحن عسكرية، تتهم روسيا قوات كييف بإطلاق قذيفة الاحد الماضي أوقعت قتيلا في مدينة روسية حدودية.
وأومس الأول أيضا اعلنت لجنة التحقيق الروسية مقتل «عسكريين روسيين» بنيران القوات الأوكرانية وفتحت تحقيقا في هذا الحادث.
وعلى الأرض بقي الوضع هادئا نسبيا لكن مئات من سكان دونيتسك فروا في حافلات الى روسيا هربا من النزاع كما أفاد مراسل فرانس برس. والنزاع مع الانفصاليين يؤثر على الاقتصاد الأوكراني الذي كان أصلا يواجه مشاكل متعددة .