خطوط حمراء – رمضان .. يوم أو بعض يوم

احمد بن سالم الفلاحي -

Dreemlife11@yahoo.com -

هكذا ينقضي شهر رمضان، كما هي العادة في كل الشهور، كما يقال دائما:«ما سلم حتى ودع»، وما بين السلام والوداع مفارقة زمنية معهودة في مفهوم الزمن، فكل حياتنا لحظات هاربة من عمر الزمن، لا نكاد نستقطع منها جزءا محددا الا وفاتتنا اجزاء كثيرة، ولذلك تظل خسارتنا دائما، خاصة عندما تضع الزمن معيارا او مقياسا لجميع مكتسباتنا في هذه الحياة، ولا شك ان خسارتنا في الجانب التعبدي أكبر وأكبر، لأنها لا تعوض، فقد تعوض خسارة ما في تجارة، أو في أي شأن من شؤون الحياة الأخرى، بصورة نسبية أيضا، وليست مطلقة، أما فيما يخص الجانب الروحي، وعلاقتك باليوم الآخر، فالخسارة مؤكدة.

منذ بداية شهر رمضان، وها نحن في نهايته، ظلت معزوفة كلمة «صيام» حاضرة، أو ماثلة طوال هذه المدة، وربطت بـ«رمضان» كشهر فرض فيه الصيام، (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون)، بينما جاء لفظ رمضان في قوله تعالى: (شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن)، وهنا نريد أن نقف في عجالة لمناقشة العلاقة بين رمضان شهر كغيره من الشهور، يأتي ويمضي، وما بين الصيام غير المحدد بفترة زمنية، فطوال أشهر السنة الصيام قائم وله مناسباته المختلفة، وليس مقصورا على شهر رمضان، إنما شهر رمضان فرض فيه الصيام كاملا كما هو معروف.

الجانب الآخر، ان كانت علاقة الصيام بشهر رمضان فقط، فإن هذا العلاقة موقوفة بعدد أيام شهر رمضان، وهي تسعة وعشرون يوما أو ثلاثون يوما، لا غير، وبالتالي فمتى انتهت هذه الأيام من حسابات الناس في الفترة المحددة، انتهت في المقابل حالات الصيام اليومية، وهذا مفهوم يحتكم إليه عدد غير قليل من الناس، بينما العلاقة كما يجب ان تكون اكبر من ذلك، وأطول، وهي حالة مستمرة، وليست موقوفة على شهر رمضان فقط، وهنا على الناس أن يعوا هذا الجانب المهم، والملح في حياتهم، لأن الاتكاء على مفهوم العلاقة الشديدة بين رمضان والصيام فقط هي التي تقوض الرسالة الدينية، والإنسانية على حد سواء لمفهوم الصيام، واثر ذلك على حياة الناس فيما بعد، وهذا من المفاهيم المغلوطة حقيقة في هذا الجانب، وكثير من الناس سائرون على هذا الفهم، وهذا خطورة شديدة إذا سلمنا أن فرصة الصيام في شهر رمضان موقوته بالثلاثين يوما فقط لا غير. (للحديث بقية).