نجح المنتخب الأرجنتيني في حجز مقعده في الدور ربع النهائي من مونديال البرازيل 2014 بفوزه وبشق الأفس على نظيره السويسري 1-صفر بعد التمديد على ملعب «ارينا دي ساو باولو» في ساو باولو.
ويدين أبطال العالم لعامي 1978 و1986 بالتأهل إلى الدور ربع النهائي للمرة الثالثة على التوالي إلى جناح ريال مدريد الإسباني انخيل دي ماريا الذي جنب بلاده ركلات «الحظ» الترجيحية ووجه ضربة قاضية للسويسريين بتسجيله هدف الفوز في الدقيقة 118.
وفي المقابل، فشل منتخب سويسرا الذي قدم أداء مميزا وجعل الأرجنتينيين يعانون الأمرين قبل أن يتمكنوا في نهاية المطاف في خطف هدف التأهل، في الوصول إلى ربع النهائي لأول مرة منذ 1954 عندما استقبل البطولة على ارضه وخسر المباراة الشهيرة أمام النمسا 5-7.
وجدد المنتخب الأرجنتيني الذي سيلتقي في ربع النهائي مع بلجيكا ،الذي جدد تفوقه على «لا ناتي» اذ حقق فوزه الثاني عليه في النهائيات بعد عام 1966 عندما خرج منتصرا 2-صفر في الدور الاول، والخامس بالمجمل مقابل تعادلين في سبع مواجهات، آخرها قبل اليوم كان 3-1 في برن عام 2012 عندما سجل ليونيل ميسي هدفين متأخرين ليحقق الثلاثية الاولى له مع المنتخب الوطني.
وقد بدأ المدرب الأرجنتيني اليخاندرو سابيلا اللقاء باشراك مهاجم باريس سان جرمان الفرنسي ايزيكييل لافيتزي اساسيا للمرة الأولى بسبب إصابة مهاجم مانشستر سيتي الإنجليزي سيرخيو اغويرو، وذلك في التعديل الوحيد على التشكيلة التي فازت على نيجيريا (3-2) في الجولة الأخيرة من الدور الأول.
وقد لعب لافيتزي في خط المقدمة إلى جانب جونزالو هيغواين وميسي الذي خاض مباراته التسعين مع «لا البيسيليستي» ليصبح على بعد مباراة من الأسطورة دييجو مارادونا صاحب المركز السادس (خافيير زانيتي صاحب الرقم القياسي ب145 مباراة)، فيما لم يطرأ أي تعديل على التشكيلة التي خاض بها الألماني اوتمار هيتسفيلد المباراة الاخيرة لسويسرا ضد هندوراس (3-صفر).
وغابت الفرص الحقيقية عن مرمى الفريقين في بداية الشوط الأول وبدا المنتخب الارجنتيني مشتتا بعض الشيء في خطه الخلفي وعاجزا عن اختراق السويسريين في الخط الأمامي، وذلك في وقت كانت التدخلات القاسية عنوان نصف الساعة الأول والذي شهد محاولة فعلية وحيدة للأرجنتين اثر ركلة حرة نفذها ميسي ووصلت إلى هيغواين الذي حولها برأسه فوق العارضة (25)، فيما حصلت سويسرا على فرصة أخطر من نصيب فابيان شاكا الذي اصطدم بتألق الحارس سيرخيو روميرو (28).
وتحسن بعدها أداء رجال سابيلا الذين هددوا مرمى بيناليو من تسديدة «طائرة» للافيتزي إثر تمريرة رأسية من هيغواين لكن محاولة لاعب سان جرمان كانت ضعيفة ولم يجد بيناليو صعوبة في التعامل معها (29).
وردت سويسرا بالفرصة الأخطر خلال الشوط الأول وذلك عندما انفرد يوسيب درميتش بروميرو بعدما كسر مصيدة التسلل وحاول أن يلعب الكرة فوق الحارس الأرجنتيني لكنه لم يوفق إذ وضعها بين يدي الأخير (39).
وبدأ المنتخب الأرجنتيني الشوط الثاني بشكل افضل من الأول وكان قريبا من افتتاح التسجيل عندما توغل لافيتزي في الجهة اليسرى قبل أن يعكس كرة عرضية لهيجواين المتواجد على القائم القريب، فحاول مهاجم نابولي الإيطالي ان يلعبها بكعب قدمه على طريقة الجزائري رابح ماجر لكن يوهان دجورو كان في المكان المناسب ليقطعها (47).
ورد السويسريون بفرصة من ركلة حرة نفذها المتألق جيردان شاكيري، صاحب الثلاثية في مرمى هندوراس، لكن روميرو صدها ثم أفلتت الكرة من يده قبل أن يعود ويتدارك الموقف (50). وانتقل الخطر إلى الجهة المقابلة بهجمة بدأها ميسي في وسط الملعب السويسري ووصلت الكرة إلى ماركوس روخو على الجهة اليسرى بتمريرة من لافيتزي فسددها قوية من زاوية صعبها لكن بينوليو تألق وانقذ بلاده قبل أن يتدخل الدفاع ويبعد الخطر (59)، ثم اتبعها «لا البيسيليستي» بفرصة أخرى من رأسية قوية لهيجواين اثر عرضية من روخو لكن الحارس السويسري تألق مجددا وأبعد الكرة من تحت العارضة (62). وواصل رجال سابيلا محاصرة منافسيهم في منطقتهم وحصلوا على فرصة أخرى هذه المرة من تسديدة «طائرة» صاروخية لميسي من خارج المنطقة لكن محاولة نجم برشلونة الإسباني علت العارضة بقليل (67).
واحتكم بعدها سابيلا الى رودريغو بالاسيو على حساب لافيتزي، أملا ان يتمكن مهاجم انتر ميلان الإيطالي من فك شيفرة الدفاع السويسري (74) وكاد أن يتحقق له ذلك في أول لمسة للمهاجم البديل الذي وصلته الكرة من عرضية لميسي فحولها برأسه بجانب القائم الأيسر (75).
وتواصل اندفاع أبطال 1978 و1986 وكان ميسي قريبا جدا من افتتاح التسجيل اثر مجهود فردي مميز أنهاه بتسديدة أرضية قوية لكنه اصطدم بتألق بيناليو (78)، ثم اتبعها روخو بتسديدة قوية اخرى وهذه المرة من خارج المنطقة لكن محاولة ظهير سبورتينغ لشبونة البرتغالي علت العارضة (85).
ثم بقيت النتيجة على حالها ليحتكم الطرفان إلى التمديد الرابع في الدور الثاني (فازت البرازيل المضيفة على تشيلي بركلات الترجيح 3-2 بعد تعادلهما 1-1 في الوقتين الاصلي والإضافي وكوستاريكا على اليونان بركلات الترجيح أيضا 5-3 بعد تعادلهما بالنتيجة ذاتها أيضا وألمانيا على الجزائر 2-1)، وهذا ما لم يحصل في النهائيات منذ نسخة 1990 في إيطاليا.
وجاء الشوط الإضافي الأول خاليا تماما من الفرص ثم وفي بداية الثاني كاد انخيل دي ماريا ان يخطف هدف التقدم للأرجنتين من تسديدة صاروخية اطلقها من خارج المنطقة لكن بيناليو تعملق مرة أخرى وانقذ فريقه (108).
وواصل المنتخب الأرجنتيني اندفاعه بحثا عن هدف يمنحه بطاقة ربع النهائي دون المرور بركلات «الحظ» الترجيحية وهذا ما تحقق فعلا عندما انتقل ميسي بهجمة سريعة ثم حول الكرة إلى الجهة اليمنى لدي ماريا فتلقفها جناح ريال مدريد بقدمه اليسرى أرضية في الزاوية الينمنى لمرمى بيناليو (118).
وحصل السويسريون على فرصة ذهبية لإدراك التعادل في الوقت بدل الضائع من كرة رأسية للبديل بليريم دزيمايلي لكن القائم الأيمن وقف في وجه لاعب وسط نابولي الإيطالي الذي عادت الكرة إليه لكنه تفاجأ بها فحولها إلى خارج الملعب (120).
واندفع السويسريون في الثواني الأخيرة بعدما احتسب الحكم اربع دقائق كوقت بدل ضائع وترك بيناليو مرماه و حاول أن يدرك التعادل من كرة اكروباتية خلفية اثر ركلة ركنية لكنه لم يوفق، كما حاول نجم المنتخب جيردان شاكيري الذي نفذ ركلة حرة غير ناجحة ثم اطلق الحكم السويدي يوناس اريكسون صافرة النهاية.