جعلان بني بو علي ـ صالح الغنبوصي -
بدأ الصيادون خلال الأيام القلية الماضية بولاية جعلان بني بو علي بصيد كميات وفيرة من الحبار والذي يطلق عليه محليا ( الغترو ) وقد تأخر عن موعده عن العام الماضي بحوالي شهر وقد اتجه الصيادون لاصطياده نظرا لما يحققه لهم من أرباح كبيرة وخاصة في مستهل موسمه وقد وصل سعر الكيلو جرام الواحد إلى ريال ومائة بيسة وتتشكل صورة البحث عن الحبار منذ ساعات الفجر الأولى وحتى قبيل الظهر وأحيانا قد تستمر الرحلة حتى المساء في صورة تنم عن قيمة البحث عن الرزق الحلال الممزوج بعرق الجبين والذي يميز صيد الحبار بأنه من المواسم الجيدة التي يخرج لها الصغير والكبير ممن لهم دراية بأمور البحر ويمكنهم الاصطياد لهذا الحيوان البحري الذي يصنف من فصيلة الرخويات ويتمتع بقيمة غذائية مهمة بجانب قيمته الاقتصادية ذات المردود الإيجابي .
ويعد موسم صيد الحبار من مواسم الصيد التي تعكس ثراء البحار العمانية بكميات وفيرة من خيرات البحر التي تتنوع عبر مواسم مختلفة حيث يعد هذا الموسم من المواسم التي تعمل وزارة الزراعة والثروة السمكية على إنجاحها من مختلف الجوانب لما يحققه من مردود ربحي للصيادين وتجار الثروة البحرية من ناحية ومن أجل استدامة هذه الثروة من خلال وضع القوانين والنظم التي تكفل المحافظة عليها من ناحية أخرى بحيث أن هذه الثروات الطبيعية تعد رافدا اقتصاديا مهما بالسلطنة وولاية جعلان بني بو علي من الولايات التي تتأثر بصيد الحبار وخاصة في منطقة الخويمة وما جاورها من قرى ممتدة على الشريط الساحلي وصولا إلى الدفة شمالا حيث تشهد البحار حركة الصيادين الباحثين عن مكامن الحبار.
و إن الحبار من فصيلة الرخويات وهو كائن بحري ذو قيمة غذائية عالية وقيمة تجارية عالية أيضا ويتزايد الطلب على شراء محصول الحبار نتيجة لتفضيله على موائد الطعام وما يحمله من قيم غذائية مفيدة لجسم الإنسان فالحبار معروف عنه بأنه مصدر أساسي للبروتين ويحتوي على كمية قليلة من الدهون بجانب أنه من العناصر المهمة للوقاية من الأمراض وسمي الحبار بهذا الاسم نظرا لما يفرزه من مادة حبرية أثناء الدفاع عن نفسه والتمويه بتعكير ماء البحر بكميات الحبر كي يفلت من قبضة الصياد.
وتعد قبة السويح شرق ولاية جعلان بني بو علي من أكثر المواقع التي يبدأ عندها الصيادون رحلتهم للبحث عن الحبار خاصة أن الموقع يجاور من جهة الجنوب قرية أصيلة ونيابة الأشخرة ومن جهة الشمال البندر الجديد والحدة والرويس ورأس الخبة والدفة وهي مواقع معروفة بتجمع كميات الحبار بها وقد طالب الأهالي بموقع قبة السويح شرق مركز ولاية جعلان بني بو علي وتكررت مطالبهم لوزارة الزراعة والثروة السمكية بتوفير مرسى بحري لهم لأنه أكثر المواقع التي تشهد انطلاق القوارب منه وعودتها أثناء المساء وعملية إنزال محصول الحبار تواجه المصاعب كثيرا نتيجة ارتفاع الأمواج وتعرض الصيادين والسيارات التي تجر القوارب إلى البر للمخاطر.