مقتل 17 في هجمات انتحارية -
بغداد – (وكالات) – عملت السلطات العراقية أمس على تهدئة التوتر الطائفي غداة هجوم دام على مسجد مع سعيها لصد هجمات الاسلاميين المتطرفين الذين يهددون بتقسيم العراق، وقتل مفجران انتحاريان 17 شخصا على الأقل في هجمات ثأرية على ما يبدو مع تصاعد حدة التوتر الطائفي بعد مذبحة داخل مسجد أمس الأول.
وقالت الشرطة العراقية ومصادر طبية إن مهاجما انتحاريا صدم بعربة مقرا للمخابرات في بغداد أمس ليقتل ثمانية أشخاص على الأقل. وهاجم مفجر انتحاري آخر كان يقود عربة همفي محملة بالمتفجرات تجمعا للجنود والميليشيات قرب تكريت ليقتل تسعة أشخاص.
وقالت الولايات المتحدة التي تساعد العراقيين في تصديهم لتنظيم الدولة الاسلامية المتطرف، من خلال تزويدهم بالاسلحة والمستشارين وتقديم دعم جوي، انها تبحث في مختلف الخيارات للرد على قطع رأس الصحفي الامريكي جيمس فولي من قبل هؤلاء المتطرفين ، ووصفت ما حصل بأنه «هجوم ارهابي» عليها.
وفي خضم هجوم الدولة الاسلامية التي تحاول القوات الكردية والعراقية بصعوبة اخراجها من المناطق التي احتلتها منذ التاسع من يونيو، ضرب اعتداء جديد نفذه انتحاري بواسطة سيارة مفخخة، مقر استخبارات وزارة الداخلية في بغداد واسفر عن ستة قتلى.
وتذكر طريقة تنفيذ الهجوم بالطريقة التي يستخدمها المتمردون . وقد حصل غداة هجوم منسوب الى ميليشيات استهدف مسجدا في محافظة ديالى شمال شرق بغداد وادى الى مقتل 70 شخصا. ودانت الولايات المتحدة الهجوم «الشنيع» الذي شن انتقاما لهجمات استهدفت عناصر ميليشيات . وقال احد الشهود «كانت مجزرة». وتلتها مواجهات بين سكان على أساس طائفي.
وحاول رئيس الوزراء المعين حيدر العبادي تهدئة التوتر الطائفي الناجم عن هذا الهجوم الذي قد يزيد من غضب المكون السني حيال الحكم الشيعي الذي يحتاج الى تعاونها معه في معركته ضد تنظيم الدولة الاسلامية.
والعبادي الذي خلف رئيس الوزراء المثير للجدل نوري المالكي المتهم بالتسبب بالفوضى من خلال تهميش السنة، دعا في بيان مواطنيه الى «رص الصفوف لمنع اعداء العراق من اثارة الاضطرابات».
ويمكن ان يؤدي الهجوم ايضا الى زيادة تعقيد المشاورات الرامية الى تشكيل حكومة مدعوة الى الرد على شكاوى كل المكونات وخصوصا السنية التي تساهل بعض افرادها مع تنظيم الدولة الاسلامية بعدما اقصاهم المالكي.
ودعا رئيس البرلمان، سليم الجبوري ايضا الى الوحدة. وقال ان «هدف الهجوم هو نسف كل الجهود المبذولة لتشكيل حكومة».
وقال في تصريح متلفز ان «كل القوى السياسية عبرت عن غضبها بعد هذه الجريمة»، موضحا انه ينتظر تدابير ملموسة «لمحاسبة المجرمين».
وفتحت وزارة الداخلية تحقيقا حول الهجوم، فيما طالبت منظمة العفو الدولية بتحقيق «مستقل حول هذه الجريمة».
وفي خضم الاجتياح الامريكي للعراق، اسفرت مواجهات طائفية في 2006 و2007 عن عشرات الاف القتلى.
وبعد هزيمتها في الايام الاولى من الهجوم، كانت القوات العراقية تعول، بحسب المناطق، على دعم عناصر ميليشيات او قبائل ، بالاضافة الى دعم الاكراد في الشمال، لوقف الدولة الاسلامية.
وفيما لا تزال بلدة آمرلي على بعد 160 كم شمال بغداد صامدة امام محاولات تنظيم الدولة الاسلامية احتلالها منذ شهرين، حذرت الامم المتحدة من مذبحة قد تتعرض لها هذه الناحية التي قطعت المياه والطعام عن الاف من سكانها الذين لا يزالون فيها بعد تطويقها من جميع المنافذ، فيما دعا رئيس الوزراء المكلف الى تقديم الدعم العسكري والانساني فورا لهم.
وتأتي دعوة الامم المتحدة بعد يوم واحد من مطالبة الشيخ عبد المهدي الكربلائي وكيل المرجع الكبير اية الله علي السيستاني الى التحرك لفك الحصار الذي يفرضه المقاتلون المتطرفون في تنظيم «الدولة الاسلامية» على الناحية التركمانية على بعد 75 كم جنوب كركوك. وقال مبعوث الامم المتحدة في العراق نيكولاي ملادينوف في بيان ان «وضع السكان الماساوي في ناحية امرلي يائس ويتطلب تحركا فوريا لمنع مذبحة محتملة بحق مواطنيها».
واضاف «احض الحكومة العراقية على القيام بكل ما في وسعها لتخفيف الحصار، وضمان حصول السكان على المساعدات الانسانية المنقذة للحياة، او ان يتم اجلاؤهم على نحو يحفظ كرامتهم».
واضاف ان «حلفاء العراق والمجتمع الدولي يجب ان يعملوا مع السلطات من اجل منع وقوع ماساة على صعيد حقوق الانسان هناك».
واعلن مدير ناحية امرلي عادل شكور البياتي ان «اربع طائرات محملة بالمياه والاغذية لأهالي الناحية وصلت الجمعة اليها»، ولكن مسلحي الدولة الاسلامية يستهدفون المروحيات بمضادات الطائرات لإعاقة انزال حمولتها.
ورغم تهديد تنظيم الدولة الاسلامية بقتل رهينة امريكي ثان هو الصحفي ستيفن سوتلوف، لم تتوقف الغارات الامريكية على مواقعه وكانت حاسمة في استعادة القوات الكردية والعراقية سد الموصل وقطاعات اخرى مجاورة.
وردا على اعدام فولي الذي خطف في 2012 في سوريا ونشر صور جثته المشوهة، والاعدامات الاخرى التي ارتكبتها هذه المجموعة، قالت الولايات المتحدة انها لا تستبعد فكرة ان توسع الى سوريا غاراتها التي تضرب مواقع التنظيم منذ الثامن من اغسطس في شمال العراق.
واكد بن رودس مساعد مستشار الامن القومي «عندما ترى شخصا مقتولا بهذه الطريقة الرهيبة، فإن ذلك يشكل هجوما ارهابيا على بلادنا».
وردا على سؤال عن ضربات محتملة في سوريا، اجاب «ندرس ما هو ضروري للرد على هذا التهديد ولن نكون محصورين بحدود». وذكرت صحيفة (وول ستريت جورنال) ان وزارة الدفاع الامريكية تعتبر انه قد يكون من الضروري تنفيذ عمليات في سوريا.