بهدف رفع جودة الأسماك و إحداث نقلة نوعية في شكل السوق -
العمانية/ أكد مدير عام الثروة السمكية بمحافظة جنوب الشرقية المهندس عبدالله بن محمد الهدابي المشرف العام على مشروع تأهيل وتحسين طرق عرض وحفظ الأسماك بأسواق الأسماك بمحافظة جنوب الشرقية أن المشروع سيساهم في تأهيل وصيانة أسواق المحافظة ويقوم على تذليل بعض الصعاب التي كانت تواجه العاملين في الأسواق والمحلات كما سيساهم في إحداث نقلة نوعية في شكل عناصر السوق والباعة والمقطعون للأسماك ووسائل وكيفية العرض.
وأضاف الهدابي ان المشروع يهدف إلى تحسين جودة المعروض من الأسماك وذلك من خلال إدخال وسائل حفظ مناسبة والتشجيع على استخدام الثلج للحفظ والعرض، والعمل على تأهيل وصيانة صالات العرض ومنافذ تسويق الأسماك خارج الأسواق وإعدادها بمواصفات تتوافق مع لائحة ضبط الجودة، مؤكدا أن الهدف من ذلك هو ضمان الجودة للمنتج السمكي في مختلف المراحل الإنتاجية بداية من الصياد ومرورا بناقلي الثروة السمكية ووصولا للمستهلك.
وتتمتع محافظة جنوب الشرقية الإنتاج السمكي الوفير حيث يمتد ساحلها إلى 400 كيلو متر تقريبا ابتداء من نيابة طيوي إلى قرية الجويرة وتتوزع على الشريط الساحلي الكثير من قرى الصيادين التى يصل عددها إلى أكثر من 50 قرية ساحلية، وقد توارث أهالي هذه القرى الساحلية هذه المهنة وحافظوا عليها وحاولوا تطوير أساليب صيدهم وفق بيئتهم وإمكانياتها الطبيعية وتنوعت أدوات صيدهم لتناسب التنوع في الكائنات التي يرغبون في صيدها، حيث تقع المحافظة في الجزء الشرقي للسلطنة وتطل على بحر العرب وبحر عمان وتضم (5) ولايات هي (صور والكامل والوافي وجعلان بني بوعلي وجعلان بني بوحسن ومصيرة). وتعتبر محافظة جنوب الشرقية من المحافظات الغنية بالثروة السمكية إضافة إلى أنها وجهة سياحية هامة يقصدها الكثير من السياح من داخل وخارج السلطنة وبالرغم من تنوع ووفرة الأسماك في الأسواق المحلية إلا أن الطلب يتزايد عليها سواء للتسويق المحلي أو التصدير الخارجي لذا فالأسماك تعتبر من أهم الأغذية التي لايستغني عنها المواطن أو الوافد وهي طبق رئيسي في الأكلات العمانية.
ويشير المهندس عبدالله بن محمد الهدابي الى ان الثروة السمكية بمحافظة جنوب الشرقية تمثل مصدر رزق لكثير من سكان المحافظة باعتبار مهنة صيد الأسماك من المهن العريقة وذات ارتباط عميق بأهالي المحافظة ويصل عدد الصيادين بمحافظة جنوب الشرقية إلى 8700 صياد وتبلغ قوارب الصيد حوالي 3958 قارباً.
وبلغت وسائل نقل وتسويق الثروات المائية الحية بالمحافظة 1109 ناقلات، كما يبلغ عدد سفن الصيد الحرفي 352 سفينة حسب إحصائيات عام 2013م.
وأوضح أن المشروع يقوم بتحديد ومعرفة الأفراد العاملين ببيع الأسماك وتقطيعها بأسواق الأسماك بمحافظة جنوب الشرقية، بالإضافة إلى تدريب وتأهيل الباعة والمقطعين على أسس الجودة وضوابطها، وكذلك توحيد الشكل العام لألبسة الباعة والمقطعين لدواعي صحية وتنظيمية وجمالية.
وحول منهجية العمل في هذا المشروع أشار الهدابي المشرف العام على المشروع الى ان بعض الإجراءات اتخذت قبل بدء المشروع وهي التنسيق المباشر مع الجهة المشرفة على الأسواق سابقا “المديرية العامة للبلديات الإقليمية وموارد المياه بمحافظة جنوب الشرقية“ والتي كانت تشرف على هذه الأسواق والجهات الأخرى ذات العلاقة وحصر العاملين بمهنة بيع الأسماك والعاملين بتقطيع الأسماك في تلك الأسواق وكذلك محلات بيع الأسماك وتحديد فترات عملهم ومن ثم تحديد هذه الفئات وتصنيفها وكذلك تسجيل وحصر الكميات التي يتعامل بها كل بائع والألية المتبعة في حفظ وعرض الأسماك والعمل على توفير المعدات والأدوات اللازمة لتحسين الأداء العام.
من جانبه قال سالم بن سلطان بن راشد العريمي مدير دائرة التنمية السمكية بجعلان بني بوعلي إن قطاع الثروة السمكية كبير جداً وهو مصدر دخل لكثير من سكان محافظة جنوب الشرقية وعلى ضوء ذلك جاءت فكرة عمل المشروع لأهمية تأهيل وتطوير هذا القطاع باعتبار أن هذه المحافظة هي من أكبر المصدرين للأسماك خارج وداخل السلطنة لتمتعها بشريط ساحلي طويل ابتداء من طيوي إلى قرية الجويرة فقد كسبت ولايات هذه المحافظة الشهرة والسمعة الطيبة عن ثروتها البحرية وأسماكها المتنوعة ومواسمها على طول السنة وكثرة مصانع الأسماك الموجودة في ولايات المحافظة وكذلك الشركات التي تعمل في هذا المجال ومصانع الثلج ليصل عدد المنشأت الى أكثر من 50 منشأة سمكية.
واضاف العريمي أن هناك عدة خطوات عملية تم القيام بها لتنفيذ هذا المشروع تمثلت في تنفيذ العديد من الأنشطة – بدأت بمرحلة الإعداد والتجهيز وتوفير كافة المستلزمات التي يحتاجها الفريق مرورا بالعديد من الإجراءات الإدارية والرسمية وصولا إلى مرحلة التخطيط وإعداد الخرائط المناسبة لتأهيل أسواق بيع الأسماك بالمحافظة ومتابعة توريد وتصنيع أدوات تقطيع الأسماك وصناديق حفظ الأسماك والثلج وتوزيعها على الباعة والمقطعين وأصحاب محلات بيع الأسماك حيث قامت الجهات الحكومية المعنية من مكاتب أصحاب السعادة الولاة والبلديات بتلك الولايات بزيارة الأسواق المستهدفة ومحلات بيع الأسماك بالمحافظة لأن المشروع يستهدف جميع اسواق الأسماك في المحافظة وكذلك منافذ التسويق ومحلات بيع الأسماك.
وأشار إلى أن هناك عدة سلبيات وصعوبات يعالجها هذا المشروع التي لم يلتزم بها بعض باعة الأسماك ومنها الشروط الصحية ومعايير ضبط الجودة في عرض الأسماك وعدم استخدام الأساليب الصحيحة والصحية في التقطيع.
وحول النتائج التي حققها المشروع أشار المهندس محمد بن خلفان العلوي الباحث الرئيسي للمشروع أنه تم من خلال هذا المشروع تأهيل أسواق الأسماك بمحافظة جنوب الشرقية كما تم دعم العاملين بأسواق محلات بيع الأسماك بمعدات وأدوات العرض بالإضافة الى صناديق لحفظ الأسماك وفتح منافذ جديدة للتسويق بالإضافة الى إنشاء وعمل محلات بيع الأسماك بولايات المحافظة مؤكدا ان مثل هذه المشاريع جيدة وهادفة وتخدم الوطن والمواطن.