في المرمى – لوجوين والفرق الأهلية

حمد الريامي -

لقد انبهرت من المستوى الرائع الذي قدمته وتقدمه الفرق الأهلية في بطولة شجع فريقك لكرة القدم التي تقيمها وزارة الشؤون الرياضية هذه الايام والتي وصلت مراحلها الى التصفيات النهائية على مستوى المحافظات ليتأهل منها كل فريق على مستوى السلطنة والتي بالفعل كانت بها الإثارة والمتعة وقوة المنافسة وحجم الاستعداد والاهتمام الجماهيري اللافت مما يدل أن البطولة ناجحة بكل المقاييس واعطت هذه الفرق الفرصة لابراز لاعبيها نظرا للمواهب الكبيرة التي يمتلكونها واغلبهم بعيدون عن الأندية او غير منضمين في الأصل لأي نادٍ بسبب عدم الاهتمام بهم او عدم اعطائهم الفرصة لتجربتهم او ابتعادهم لظروفهم الدراسة وكذلك ظروف العمل.

ما أردت أن أقوله في هذا السياق بأن السلطنة تمتلك الكثير من المواهب في مختلف الالعاب وخاصة كرة القدم ، ولكن وللأسف الشديد غياب الكشافين والمكتشفين لهذه المواهب هو السبب الحقيقي بالرغم من العديد من الدول التي تعتمد على ذلك والدليل البرازيل التي يذهب فيها المكتشفون الى الأحياء الفقيرة للحصول على لاعب الموهبة ولدينا في السلطنة اللاعبون يملؤون الفرق الاهلية وفي اماكن جيدة لممارسة اللعبة بدون ان تكون لهم العين الناظرة سواء للأندية او المنتخبات الوطنية.

ورسالتي اتمناها ان تصل الى مدربي المنتخبات الوطنية وخاصة الفرنسي بول لوجوين مدرب المنتخب الاول بان الفرصة لا تزال سانحة لهم من خلال التصفيات النهائية التي ستقام على مستوى السلطنة والتي سيشارك فيها صفوة هذه الفرق من كل المحافظات ومن خلالها يمكن لهولاء المدربين أن يجدوا ضالتهم للمراكز التي يحتاجون اليها فهناك الهدافون والمدافعون ولاعبو خط الوسط وكذلك اللاعبون الذين يجيدون اللعب على الاطراف لكنهم محتاجون الى مزيد من جرعات الصقل والتدريب واذا ما علموا بانهم سيكونون تحت انظار ومجهر هولاء المدربين سيقدمون الأفضل لان الجميع يتمنى الانضمام الى صفوف المنتخب الوطني وتمثيل بلاده في المحافل الخارجية.ومن خلال الاحاديث الاخيرة التي تدور بين المحللين والمتابعين والجماهير الرياضية الآن بان مدرب المنتخب الوطني الاول لوجوين لم يحسن الاختيار الجيد للقائمة التي اعلن عنها في الايام الماضية والتي ذهبت للمعسكر الخارجي الى فرنسا فهناك بعض الاسماء التي أصبحت بعيدة عن مستواها المعروف نظرا للمستوى المتدني الذي قدمته في الموسم الماضي مع انديتها والأخرى لا تزال تعاني من الإصابات وبعدما اوضح لوجوين في الكثير من الأحاديث السابقة بأن تلك المجموعة تعتبر الأفضل ولا يوجد البديل فأعتقد لا يضيره شيء إذا ما أحسن صنعا في اختيار مجموعة من اللاعبين من الفرق الاهلية من خلال هذه البطولة لان لهم الحق في تمثيل المنتخب اذا كان مستواهم الفني والمهاري يرقى الى ذلك الطموح.

أخيرا.. سبق وان تحدثنا عن أهمية الاهتمام بالفرق الأهلية باعتبارها النواة الحقيقية للأندية والمنتخبات الوطنية وبها المواهب التي يمكن ان تضخ الى شرايين تلك الاندية والمنتخبات كدماء جديدة يستفاد من قدراتهم في الوقت الذي تفتقر فيه العديد من الاندية الى مثل هذه المواهب والتي تشتكي من عدم وجود لاعبين يمثلونها في مختلف المسابقات، لكن هذه المقولة اعتقد انها خاطئة لان هناك الذخيرة الكبيرة من هولاء الشباب في الفرق الاهلية يحتاجون الى استقطابهم الى الاندية والذين يمكن ايصالهم لصفوف المنتخبات الوطنية اذا وجدوا التدريب والتأهيل الجيد فنيا وتكتيكيا.