تقديمها يحتاج إلى أسلوب -
استطلاع: سارة الجراح -
في محيط الجو الأسري، والعمل، أو أي مكان آخر، سواء مع الأهل، أو الأقارب، أو الأصدقاء، أو الزملاء، كثيراً ما نواجه منهم تصرفات أو أقوالا ربما تغضبنا، تبكينا، أو تصدمنا، لكن مع ردة الفعل التي تركونا فيها، هل نصمت ونكتم في أنفسنا خوفاً على مشاعرهم بالرغم من انهم لم يراعوا مشاعرنا أو مشاعر الآخرين؟ أونقوم بمواجهتهم ونصارحهم بأخطائهم، ولا نهتم سواء تقبلوا أم لم يتقبلوا، فما علينا هو ارضاء أنفسنا فقط، وخصوصاً لو كنا نعلم بأننا على حق؟
الأسلوب اللطيف
تقول فاطمة بنت راشد بن سعيد العزرية: نعم أقدم النصيحة ولكن أحرص ان تكون بأسلوب يتناسب مع شخصية من أوجه له النصح، فمثلاً: اتجنب النصح بشكل مباشر للشخصيات الحساسة والانفعالية، واستبدلها بسرد قصة أو ذكر مضار السلوك بشكل غير مباشر، أما بالنسبة للشخصيات الأكثر تقبلاً فأقوم بنصحهم بشكل مباشر، ولكن بصورة لطيفة دون أن اجرح مشاعرهم أو اقلل من شأنهم، ومن ناحية أني قمت بنصيحة احد وزعل مني هذا لم يحدث، ولكن ما يحدث ان نتيجة النصيحة ليست متحققة في كل مرة.
طريقة غير مباشرة
كما ترى اسيا بنت أحمد السعيدية أيضاً أن أسلوب النصح يعتمد على شخصية المرء، حيث اوضحت قائلة: اذا كان الشخص من النوع الذي يتقبل النصائح بالتأكيد سوف انصحه، وقد نصحت عدة أشخاص في عدة مواقف وتقبلوا نصيحتي بكل سعة صدر والحمدلله، وطبعاً الشخص الذي اعرف بأنه لا يتقبل النصح، لن أتوقف عن نصحه حتى لا يتمادى في تصرفاته، بل أقوم بنصحه لكن بطريقة غير مباشرة.
بينما تقول دينا الزدجالية: لأن أغلب الناس حين ننصحهم يزعلون صرت اتجنب بأن انصح أحدا، لكن لو كان الشخص غالي علي أحاول قدر ما يمكن بأن انصحه، لأنني اريد مصلحته أكثر من أي شخص آخر.
صفات مختلفة
محمد بن سعيد الحديدي يقول: لا اتجنب مصارحة الاخرين لكنني استخدم الأسلوب الذي يتناسب مع الشخص، نحن لا نختلف بأن لكل شخص صفة يتصف بها فمنهم من يتقبل ويشكرك، ومنهم وان لم يتقبل يصمت، والبعض الآخر لا يتقبل ويغضب عليك، أي بمعنى ردود الفعل التي سوف تأتي من النصيحة تكون مختلفة، والذي قد يكون أكثر غضباً هو الشخص الذي تقوم بنصحه على تصرف لم يقم به، ولكنك سمعت من الاخرين ودون ان تتناقش معه أو تتأكد منه صحة الخبر، اتيت مباشرة ونصحته وكأنه فعلا ارتكب ذلك، ومن ناحيتي لم اندم بأنني قمت بنصيحة أحد ومصارحته بما يتصف به من فعل أو قول وبالعكس قد تلقيت الشكر منهم.
حسب المعرفة
محمد بن حمد العجمي يقول: عادة اخذ الوقت لقراءة شخصية المرء فلو كان أحمق أي بمعني انه لا يريد “النصيحة والفهم” بالتأكيد لن انصحه مهما كانت الأسباب، أما الشخص الذي يحترمني ويطلب دائماً مساعدتي فأنصحه من كل قلبي واحرص على نصحه، لكن هناك من اتجنب نصحهم ومع شعوري بألم كبير لانهم سيشعرون لو نصحتهم بأنني أرى حالي عليهم وهم (الأقارب).
فن اللباقة
ومن وجهة نظر أبو سلطان البوسعيدي يقول: إن النصيحة مهمة في تعاملنا مع الآخرين، لكن كيف توصل تلك النصيحة ولمن هنا تكمن المشكلة، لأن النصيحة تصدر من البعض بأسلوب جارح، لذلك يجب ان يتميز الناصح بفن اللباقة و التخاطب و التواصل مع الناس، ومن ناحيتي فأقولها بكل صراحة، أتجنب نصح أو مصارحة الآخرين بحقائقهم، ولن اندم لو خسرت اشخاص بسبب نصيحتي، فإن يكرهني الناس لصراحتي خير من ان يحبوني لنفاقي.
كيفية تقديم النصائح
وحول النصيحة وعدم تقبلها من البعض التقينا مع الدكتور عبد القوي الزبيدي استاذ علم النفس – كلية التربية بجامعة السلطان قابوس حيث أوضح قائلاً: عندما توجه النصيحة أو النقد فإن الكثير من الأفراد لا يتقبلونها، بل يعتبرونها تجريحا لهم، وفي حياتنا اليومية نجد أنفسنا بشكل مستمر نسعى إلى تقديم نصائح للأخرين، لذا من الضروري أن نتعلم كيف نقدم النصائح لهم من غير أن نثير حساسيتهم، ونحافظ على إقامة علاقة ودية معهم، وهناك بعض التوجيهات التي يمكن مراعاتها أثناء تقديم نصائح للأخرين، ومنها:
- أن يتم تقديم النصيحة على شكل اقتراح، لأن الناس لا يحبون أن تلقى عليهم أوامر، فمثلا يمكن القول للشخص بشكل مؤدب لا يعجبنا تصرفه، “ما رأيك لو تعمل بهذه الفكرة ،أو أقترح عليك هذا الأمر”
كما يحبذ الابتعاد عن كلمة “لكن” على سبيل المثال ( تصرفك مقبول ولكن من المفروض أن ……. )، حيث إن كلمة “لكن” توجد الشعور عند الفرد الذي توجه له حديثك بأنك تقلل من شأن تصرفه، الأمر الذي يجعله يدافع عن نفسه وعن تصرفه من أجل أن يرفع من شأنه “ ولكن يمكنك القول، ( إن تصرفك صحيح، و اقترح في مواقف قادمة أن تقوم بكذا …… )
عند توجيه النصيحة للشخص حاول أن تقدمها له بشكل منفرد لا بشكل علني، أي بينك وبينه، لأن تقديمها بشكل علني قديؤدي إلى إحراجه، ويجعله يشعر بالنقص والدونية.
وعلينا الابتعاد عن كلمة” أنت” عند توجيه النصيحة أو النقد، فمثلا بدل من أن تقول لشخص ”أنت تقاطع الناس عند حديثهم يمكنك أن تقول ”أنا لا يعجبني أن أقاطع الناس عند حديثهم”.
ويفضل تجنب النقد الشخصي أو تقديم النصيحة لأشخاص محددين لأن ذلك يشعرهم بخطأ في سلوكهم، ولكن ليكون النقد موجها للسلوك على سبيل المثال (الكتابة على الجدران خطأ لأن ذلك يؤدي إلى كذا وكذا——- ، بدلا من القول لا تكتب على الجدران.