خبر : ما المشكلة الأساسية في المحادثات النووية؟

تحت هذا العنوان طالعتنا صحيفة (خبر) بمقال جاء فيه: مع اقتراب الموعد النهائي المقرر لحسم المفاوضات النووية بين إيران والسداسية الدولية في الرابع والعشرين من الشهر الجاري، ومع وجود خلافات كثيرة، وعميقة تعترض سبيل هذه المفاوضات يبدو أن طريق التوصل إلى حل نهائي لهذه الأزمة ما زال يمر بمنعطفات خطيرة رغم الاتفاقات التي حصلت بين الجانبين في أوقات سابقة خصوصا اتفاق جنيف الذي وضع اللبنة الأساسية لتسوية هذا الخلاف.ويعتقد الكاتب أن المشكلة الأساسية التي تحول دون التوصل الى اتفاق شامل ونهائي لهذه الأزمة حتى الآن تكمن في عاملين أساسين هما: عدم قدرة الإدارة الأمريكية وشخص الرئيس باراك أوباما على حسم موقفه إزاء المفاوضات النووية مع إيران بسبب التنافس الحاد الذي تشهده الساحة السياسية الأمريكية بين الحزبين الديمقراطي الذي ينتمي له أوباما والحزب الجمهوري بهدف كسب عدد أكبر من الأصوات في الانتخابات البرلمانية القادمة الخاصة باختيار أعضاء الكونجرس، والعامل الثاني -وفقاً لما يراه الكاتب- يكمن في انعدام الثقة بين طهران والعواصم الغربية لا سيما واشنطن حول طبيعة برنامج إيران النووي من جهة وإمكانية رفع الحظر المفروض على طهران ضمن فترة محددة تتناسب مع مستوى التزاماتها بما تم الاتفاق عليه لحد الآن بين الطرفين.

ويرى الكاتب أن التقدم الذي حصل خلال الجولات السابقة من المحادثات لم يسهم حتى الساعة في تهيئة الأرضية للتوصل الى اتفاق شامل ونهائي لهذه الأزمة لوجود اختلافات جوهرية تتعلق بعدد ونوعية أجهزة الطرد المركزي التي يمكن لإيران استخدامها في منشآتها النووية من جهة ومدى جدية الطرف المقابل (الغرب) في رفع الحظر المفروض على إيران بشكل كامل في حال نفذت التزاماتها طبقا لما تنص عليه مقررات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وما تم الاتفاق عليه في السابق في جنيف وفيينا ونيويورك بين المفاوضين الإيرانيين وممثلي الدول المشاركة في السداسية، وفي مقدمتهم المسؤولين الأمريكيين من جهة أخرى.

واعرب الكاتب في ختام مقاله عن الأمل بإمكانية التوصل إلى اتفاق نهائي وشامل رغم صعوبة المفاوضات شرط ان يتم التعاطي من قبل جميع الأطراف المعنية لاسيما إيران والولايات المتحدة بروح إيجابية تسودها لغة الاحتكام إلى القانون الدولي والثقة المتبادلة التي لا يمكن من دونها تسوية أي أزمة مهما صغرت أو كبرت ومهما كانت الأسباب، مشيراً في هذا الصدد إلى أن أزمات كثيرة ومعقدة تم حلها وتسويتها في عقود ماضية رغم صعوبتها كما حصل بين أمريكا وفيتنام عام 1973.