لقاء الأسبوع: الدعاء من الوفاء

سيف بن ناصر الخروصي –

الوفاء فضيلة من الفضائل حث الإسلام عليها وامتدح من يتحلى بها وما أكثر الآيات الدالة على ذلك فالله سبحانه وتعالى يقول (يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ) ويقول سبحانه وتعالى (وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) ويقول عز وجل مادحا الأوفياء (الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلَا يَنْقُضُونَ الْمِيثَاقَ) ويقول (يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا).

هكذا حث الاسلام على الوفاء لما له من أهمية كبرى في حياة الأفراد والمجتمعات والشعوب والأمم ولما يترتب عليه من النتائج الإيجابية الجمة من الصدق في التعامل والتواد والتقارب والتراحم والمحبة والاخلاص في العمل واتقانه تلكم الصفات التي تؤدي إلى الاطمئنان والحب والرضا بين الناس فإذا كان الانسان وفيًا كان عمله مَرضِيا عنه لأنه يقوم به على أحسن وجه ويكون صادقا في القول والعمل ومن هذا يتحقق الأمن والأمان بين أبناء البشر.

فالوفاء يوجه نحو السير على الطريق المستقيم الذي لا عوج فيه ومن هذا المنطلق يتحقق التعامل الحسن ويعرف كل فرد ما له وما عليه في هذه الحياة وعلى ضوء ذلك يتم تطبيق القوانين واحترام اللوائح والاتفاقيات والمواثيق بين الناس حيث يكون الالتزام بما يتم الاتفاق عليه ذاتيا لا يحيد عنه الموفون.

فالوفاء اس التحضر والتقدم والرقي والنماء به تعلو مكانة الشعوب ويسود الرخاء والأمن والأمان والاطمئنان وترتاح النفوس ويزداد الخير وينعم الكل بالازدهار فما من أمة أو شعب سادت فيه هذه الفضيلة إلَّا علا صيتهم وارتفعت مكانتهم وكانوا المثل الأعلى والقدوة الحسنة التي يشار اليها بالبنان بين الشعوب.

وهكذا هي عمان بفضل الله ثم بحكمة بانيها ورافع مكانتها جلالة السلطان قابوس المعظم نسأل الله له الشفاء العاجل.

فالالتزام بهذه الفضيلة ينبغي بل يجب على كل فرد ألا يفرط فيه.

إن الصدق في التعامل والوفاء بما يتم الاتفاق عليه والالتزام بما تنص عليه القوانين واللوائح انما هو من صلب الايمان ومن دعائم هذا الدين الحنيف الذي سبق في الحث على الوفاء واكد عليه وحذر من نقضه ولا أدل على ذلك من قوله تعالى: (وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤولًا) وقوله: (الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ) وقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: (لا إيمان لمن لا أمانة له ولا دين لمن لا عهد له).

إن الالتزام بالوفاء والعض عليه بالنواجذ لأمر ينبغي ألا يغفله أحد يريد الخير له ولوطنه ولأمته ويريد ان يحيا حياة سعيدة كريمة،

إن تعويد النفس على الالتزام بالوفاء يجب الحرص عليه فالله تعالى أثنى على الموفين بالعهود في قوله تعالى: ((الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلَا يَنْقُضُونَ الْمِيثَاقَ)) وحذر من نقض الميثاق وذلك لما له من آثار سيئة تؤدي الى مخاطر في الدنيا والآخرة والعياذ بالله.

فالوعي بأهيمة الوفاء والتأكيد عليه في كل عمل من الأعمال سبيل النجاح والرقي والتقدم والازدهار في كل شأن من شؤون الحياة.

ان الوفاء لقائد المسيرة المظفرة مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم– أمد الله في عمره وعافاه وشفاه وحفظه ورعاه- يتطلب من كل فرد من ابناء الوطن الدعاء له بالشفاء العاجل والعودة السريعة الى الوطن الذي اجهد نفسه في بنائه وضحى من اجله وفجر ينابيع خيراته وأظهر مكانته وعلو شأنه بين الأمم وأرسى دعائم الامن والأمان والاطمئنان والرقي والتقدم على كل ذرة من ارضه.