يصل سعر الكيلو من 40 إلى 70 ريالا –
هونج كونج أبرز الأسواق المستوردة للصفيلح العماني وسعر المجفف يبدأ من 120 ريالا –يبدأ غدا بمحافظة ظفار موسم صيد الصفيلح «أذن البحر» والمعروف عالميا باسم «الابلوني» والذي يعد إحدى الثروات الطبيعية التي تزخر بها المياه الإقليمية بالسلطنة، وقد أعلنت وزارة الزراعة والثروة السمكية عن موعد موسم الغوص لصيد الصفيلح لعام 2014م، وذلك استناداً لأحكام المادة (15/أ) من اللائحة التنفيذية لقانون الصيد البحري وحماية الثروة المائية الحية والصادرة بالقرار الوزاري رقم (4/94)، ليكون خلال الفترة من 7 إلى 18 من الشهرالجاري. وقد استكملت وزارة الزراعة والثروة السمكية ممثلة في المديرية العامة للثروة السمكية بمحافظة ظفار الاستعدادات الخاصة ببدء موسم صيد الصفيلح، والتي حددها القرار الوزاري من 7 إلى 18من شهر الجاري، حيث تم الإعداد لهذا الموسم من مختلف الجوانب الإدارية والإحصائية والفنية والرقابية. وتناشد الوزارة جميع الصيادين والتجار التقيد بالفترة الزمنية المحددة لموسم الصيد، والالتزام بالإجراءات والضوابط المنظمة لعمليات الغوص وتداول وتجهيزالصفيلح، مع ضرورة التأكيد على حمل الترخيص بشكل دائم أثناء الفترة المحددة لموسم الغوص، وعلى جميع الصيادين وتجار الصفيلح الحاصلين على تراخيص سابقة ضرورة مراجعة دوائر التنمية السمكية بمحافظة ظفار؛ لاستكمال إجراءات الحصول على التراخيص اللازمة.
يحظر الأضواء الكاشفة أثناء الصيد
وتهيب الوزارة من كافة الصيادين والتجار التقيد بالضوابط المقررة في الغوص، وتداول وتجهيز الصفيلح والمنصوص عليها في اللائحة التنفيذية وعلى وجه الخصوص حظر صيد وجمع الصفيلح، الذي يقل طوله عن (90) ملليمترا كما يحظر صيد وجمع الصفيلح من المواقع الضحلة التي يقل عمق الماء فيها عن (3) أمتار، ويحظر حيازة واستخدام أسطوانات ومعدات الغوص والتنفس الاصطناعي، تحت الماء أثناء عمليات الصيد وفي مواقع وجود الصفيلح، كما تحظر حيازة واستخدام الأضواء الكاشفة والإضاءة الاصطناعية بكل أنواعها أثناء الغوص، ويحظر تقليب الصخور في بيئات الصفيلح.
إضافة إلى حظر الغوص من وقت غروب الشمس إلى شروقها، ويحظر حيازة واستخدام أداة استخراج الصفيلح (الجزرة- المقطع) التي يزيد طولها عن (50) سنتيمترا، كما يحظر حيازتها على القوارب وبالقرب من مواقع الصيد خلال الفترة التي يحظر فيها الصيد والغوص. ومن الضوابط أيضا: يحظر فصل اللحم عن الصدفة قبل تسجيل وقياس الكميات المصادة في المواقع المحددة من قبل السلطة المختصة بالوزارة.
ويحظر بيع الصفيلح لغير التجار المرخص لهم وفي غير المواقع المحددة من قبل السلطة المختصة بالوزارة، اذ تهيب وزارة الزراعة والثروة السمكية بجميع الصيادين والتجار التعاون، وضرورة التقيد بالضوابط والشروط المقررة؛ وذلك حفاظاً على هذا المورد السمكي المهم.
ارتفاع الأسعار
وقد دفع ارتفاع سعر هذه الثروة الكثير من المواطنين إلى عمليات الغوص؛ للبحث عن الصفيلح. الأمر الذي زاد من أعداد الغواصين بشكل ملحوظ، وظهور الكثير من الممارسات الخاطئة في صيد الأحجام الصغيرة، التي لم تصل إلى حجم النضوج والتكاثر مما أدى إلى تدهور المصائد وانخفاض الإنتاج.
ويرجع انتشار الصفيلح في السلطنة إلى تأثر المناطق الشرقية بمحافظة ظفار بالتيارات البحرية الصاعدة من الأعماق؛ بسبب الرياح الموسمية والمحملة بالأملاح المغذية، والتي ينتج عنها ازدهار ووجود الطحالب البحرية التي تعتبر الغذاء الرئيسي لهذا الكائن الرخوي.
ويستخدم الصيادون في استخراج محارة الصفيلح التي تكون ملتصقة بالصخور أداة تشبه السكين، ومنظارا للعين وسلة مربوطة حول الخصر فقط، ولا يسمح باستخدام اسطوانات الأوكسجين والأدوات الحديثة الأخرى في الصيد حفاظا على محدودية الاستخراج.
زيادة الطلب
ويتكبد الغواص مشقة كبيرة في عملية استخراجه لهذه المحارة وتواجهه الكثير من الصعوبات تتمثل في برودة البحر، ووجود أعشاب كثيرة في مواقع وجود الصفيلح؛ مما يكون له اثر كبير في إعاقة الغوص بإثارتها حساسية شديدة عند احتكاكها بجسمه، إضافة إلى كثرة أسماك ثعابين البحر والمعروفة محليا بالعيروف، التي تشكل خطرا على الغواص، وذلك بمهاجمته بين الحين والآخر عند محاولته استخراج الصفيلح. وتتمثل عملية استخراج الصفيلح بشق محارته واستخراج الصفيلح من داخلها، وهى قطعة من اللحم بقدر راحة الكف، ثم يقوم الغواص بتسليم الكمية التي يحصل عليها للتاجر، الذي يقوم بدوره بغلي هذه الكميات في أوان كبيرة ثم يجفف الصفيلح، بعد ذلك على مسطحات خاصة من الخشب أو شباك الصيد ويعرض للشمس لفترة قد تصل إلى عشرين يوما، وكلما زادت مدة التجفيف كلما زادت جودة الصفيلح.
ويقوم التاجر بعد ذلك بتعليب الكميات في صناديق خاصة، ويتم تصديرها إلى الأسواق الخارجية، خاصة إلى دول شرق آسيا حيث يزداد الطلب على الصفيلح.
وموسم الصيد الذي يوافق فصل الشتاء يسبب خطورة على حياة الصيادين، خاصة المبتدئين منهم والذين أغراهم السعر المرتفع للصفيلح ويعتبر فرصة نادرة لهم لتكوين مبلغ كبير يساعدهم في حياتهم.
قيمة اقتصادية كبيرة
ووجبة الصفيلح التي تقدم في مطاعم هونج كونج، وتكلف الشخص الواحد ما يقارب 240 دولاراً أمريكياً، ومن ثمّ فلا عجب أن يكون صفيلح عمان من أقيم وأغلى المنتجات البحرية العمانيّة، حيث يتراوح سعر الكيلوجرام منه في السنوات الأخيرة بين 40 إلى 70 ريالا عمانيًا. أمّا الصفيلح المجفف فيتراوح سعرالكيلوجرام منه من 120 إلى 210 ريالات عمانية.
ويتركز الإنتاج في مناطق سدح وفوشي وحدبين وحاسك في ولاية سدح، بالإضافة إلى ولاية مرباط ومنطقة شربثات من ولاية شليم وجزر الحلانيات.
ويبلغ متوسط الإنتاج للسنوات الخمس الأخيرة 37.455 طن (سبعة وثلاثين طنا وأربعمائة وخمسة وخمسين كيلوجراما) بقيمة متوسطة تبلغ 1.938407 مليون ريالات عمانية.
الانخفاض في مستوى مخزون الصفيلح
يروي لنا أحد الصيادين كيف أنّه كان في عام 1968م يصطاد أعدادًا تتراوح بين 300 إلى 400 حبّة صفيلح قبالة سدح، ولكن في الوقت الحاضر ومع تزايد عدد الغواصين المتواصل بدأت الكميات المصطادة في التدني؛ حيث إن حصيلة ما يجمعه الغواصون حاليا خلال فترة عمل يومية من 4 إلى 5 ساعات، تقدر بأقل من 30 حبة فقط من الصفيلح، وتكون في الغالب صغيرة الحجم.
وتعكس معدلات الصيد الحالية الانخفاض السريع في مستوى مخزون الصفيلح؛ لذلك فإن مخزون الصفيلح يتدهور، في ضوء الطلب المتزايد على الصفيلح العماني من السوق الشرق آسيوية، وأدى ذلك إلى ارتفاع أسعاره بصورة لافتة للنظر.
الصيد الجائر أدى إلى تدني مستوى الإنتاج
ومن المشاكل التي أدت إلى تدني مستوى إنتاجية الصفيلح الصيد الجائر (زيادة عدد الصيادين غير المرخصين)، وذلك لارتفاع سعره المجزي، كما تقدّم فقد كان ذلك عاملا محفزًا لصيادي الصفيلح لتجميع أكبر قدر يمكن الحصول عليه كيفما اتفق دون مراعاة للمستقبل. خاصة إذا كان الصياد يتسلم القيمة مقدمًا من قبل تجار الصفيلح فإنّه يضاعف ساعات الغوص، ومن ناحية أخرى فقد أدى وضع الصفيلح الاقتصادي، إلى جذب الكثير من أبناء المناطق المجاورة للانخراط في أنشطة الغوص حيث يسهل عليهم الوصول إلى هذه الشواطئ. ونظرًا لأن الصفيلح يوجد في المناطق الشاطئية ذات الأعماق الضحلة، فإن هذا العامل أيضًا تسبب في دخول غواصين صغار غير مرخصين، ودخول بعض النسوة في هذا النشاط مما أدى إلى ارتفاع أعداد الغواصين، ولذلك أصبحت أعداد الغواصين في تزايد مستمر بصورة أعلى من ذي قبل نظرًا للتنافس فيما بينهم لاستغلال المخزون نفسه من الصفيلح.
استخراج الصفيلح الصغير يعرضه للانقراض
ومن المشاكل التي حدت من إنتاجية الصفيلح هي اصطياد الصفيلح الصغير، وهو عادة ما يوجد في المياه الضحلة القريبة من الشاطئ أو بأعداد كبيرة، وكنتيجة للأسعار المرتفعة فإنّ الكثير من الغواصين خصوصاً المبتدئين الذين لا يجيدون السباحة في المياه العميقة، مثل كبار السن والنساء يعملون على تجميع الصفيلح الصغير من المياه الضحلة.
كذلك فإن الكثير من الغواصين المحترفين يعملون على استخراج الصفيلح الصغير، على سبيل الهدية في نهاية الموسم.
ومما يساعد على ذلك أيضًا قبول بعض التجار هذه الأحجام؛ مما يدفع الغواص إلى صيدها. وصيد هذه الأحجام يؤثر على المخزون بشكل رهيب، حيث إنّ هذه الأحجام والتي لم يصل عمرها إلى عام واحد وغير ناضجة جنسياً لا تترك لها الفرصة للإنتاج على الأقل ولو جيل واحد؛ مما يؤدي إلى خفض في الجيل الذي يليه وتقليل المخزون نظراً لقلة الإنتاجية.
وباستمرار هذه العملية في صيد الأحجام الصغيرة فإنّ استمرارية وجود المخزون مهددة ومعرضة للانهيار والانقراض.
الغواصون المبتدئون يدمرون البيئة الطبيعية للصفيلح
كذلك تقليب الصخور وتدمير البيئة، إذ أن الصفيلح عادة ما يفضل أن يوجد في بيئة خاصة ترتبط بالمناطق الصخرية ودائمًا يوجد بين الشقوق وتحت الصخور؛ نظراً لأنّه ليلي المعيشة فلذلك يفضل المناطق المظلمة والأسطح السفلى للصخور حيث يلتصق بها ليحمي نفسه من الأعداء.
في الوقت الراهن فإنّ الكثير من الغواصين وخصوصا المبتدئين وقليلي الخبرة يقومون بتقليب الصخور، عند بحثهم عن الصفيلح ثمّ ترك هذه الصخور مكشوفة على القاع؛ وهذا التصرف غير السوي من قبل هؤلاء الغواصين يؤدي إلى تدمير البيئة الطبيعية لهذا الكائن؛ مما يدفعه إلى مغادرة تلك المنطقة نظرًا لعدم ملائمتها له.
هذا بالإضافة إلى أنّ هذا التصرف يؤدي إلى كشف أسطح هذه الصخور، التي تكون عبارة عن مخبأ لصغار الصفيلح وأماكن لاستقرار اليرقات وبهذا التصرف الخاطئ فإنّها سرعان ما تكون فريسة سهلة وسريعة للأسماك وبقيّة المفترسات.
كما أنّ الطبقة الطحلبية على هذه الأسطح والتي تعتبر الغذاء الرئيسي لهذه الصغار تبلى وتموت نتيجة تعرضها لأشعة الشمس وتكشط بواسطة حركة التيارات المائية.
كما أنّ الصيد غير القانوني خارج الموسم يعتبر كذلك واحدًا من الأسباب التي تؤدي إلى انخفاض كميّات الصفيلح.
تعاون كبير من قبل الصيادين للقضاء على التجاوزات
ويكون موسم الغوص عادة شهري نوفمبر وديسمبر من كل عام وصيد الصفيلح مسموح خلال هذه الفترة وفقًا للقوانين، التي تنظم عملية استغلال هذه الثروة، ولكن نظرًا للسعر المرتفع لهذا النوع من الرخويات؛ فإنّ هناك بعض الغواصين لا يعيرون تلك القوانين أي أهمية، ويقومون بالغوص خارج فترة الموسم خصوصًا في نهاية أكتوبر، قبل بداية الموسم في سباق لجمع الصفيلح دون انتظار لبداية الموسم الجديد، ويستغلون الأماكن البعيدة والمنزوية بين الشواطئ الصحراوية والوديان في المناطق البعيدة عن أعين المراقبين.
وهناك تعاون كبير من قبل الصيادين حول هذه النقطة ولم يعد هناك تجاوزات كبيرة خارج الموسم.
منع صيد الصفيلح
إنّ مواد قانون الصيد البحري العماني ولائحته التنفيذية تحدد أنواع الثروات المائية الحيّة التي يمنع صيدها، كما تحدد المواقع التي يمنع الصيد فيها موسميًا، كذلك تحدد الحد الأدنى لحجم الأسماك والثروات المائية الحية الأخرى المسموح بصيدها، كما تمنع صيد الثروات المائية الحيّة بمختلف أنواعها في مواسم الإخصاب والتكاثر، وفقًا لما تحدده السلطة المختصة، وتعلن عنه ويتيح القانون للسلطة المختصة أن تباشر الرقابة على عمليات الصيد والأنشطة المرتبطة بها، ولها الاستعانة في ذلك بشرطة عمان السلطانية والجهات الخدميّة الحكومية الأخرى.
وتنص المادة (15) من اللائحة التنفيذية على انه يمنع منعًا باتًا صيد وجمع الصفيلح خلال فترة الإخصاب والتكاثر الطبيعي، والتي تبدأ من 16 ديسمبر حتى 14 أكتوبر. ويحظر صيد وجمع وتداول الصفيلح الذي يقل طول محارته عن تسعين ملليمترًا كما يحظر صيده وجمعه في المياه الضحلة التي يقل عمقها عن ثمانية أمتار.
ويحظر حيازة الصفيلح وتجهيزه والتعامل فيه خلال فترة الإخصاب والتكاثر، ويشمل التعامل عمليات النقل والبيع والشراء والتصدير وكل ما يرتبط بذلك من عمليات.
كما يجب على الأفراد والشركات والمؤسسات الذين بحوزتهم، كميات من الصفيلح تسجيل تلك الكميّات في نهاية كل موسم صيد لدى دوائر الثروة السمكيّة في المناطق، ويكون التعامل في الكميات المسجلة بموجب تراخيص تصدرها السلطة المختصة لأصحاب الشأن.
تقليص مدة الصيد
نظرًا لتزايد صيد الصفيلح في بعض المناطق بشكل جائر وعدم تقيد بعض الصيادين بموسم الصيد المقرر؛ فقد أدّى ذلك إلى انخفاض كميّة مخزون هذا النوع وانقراضه في جزر الحلانيات، مما حدا بوزارة الزراعة والثروة السمكيّة عام 1991م إلى اتخاذ خطوات من شأنها السيطرة على الوضع، حيث تمّ بالفعل تقليص موسم الصيد إلى أيام محدودة وفق الدراسات السنوية لحمايته من الصيد الجائر ومن الانقراض، وتقوم المديرية العامة للزراعة والثروة السمكية بمحافظة ظفار بتنفيذ برنامج إرشادي حول أهميّة الصفيلح وضرورة الحفاظ عليه من خلال التقيد بالأنظمة والقوانين.
كما تم تنفيذ برنامج رقابي غطى مناطق تواجد الصفيلح.تجدر الإشارة إلى إن السلطنة تنفرد دون غيرها من الدول العربية، بتوفر هذا الكائن البحري الرخوي، الذي توجد منه أنواع أخرى في الصين واليابان وجنوب افريقيا وكندا وأمريكا واستراليا، ويرجع ارتفاع قيمة الصفيلح إلى تحديد مواسم صيده، بالإضافة إلى وجود أعداد كبيرة من الشركات المنافسة، وكذلك الطلب المتزايد عليه، حيث يعد الصفيلح المصاد في السلطنة من أجود الأصناف في العالم ويسمى هولوتيوس ماريا، ويعد من أشهر الأطعمة البحرية في العالم ويعرفه الذواقة باسم شريحة اللحم البحرية. والصفيلح كائن رخوي يتغذى على الطحالب والأعشاب البحرية، ويكون ملتصقا بالأسطح السفلى للصخور، حيث يعيش داخل صدفة بيضاوية الشكل وخشنة السطح من الخارج ذات صف من الثقوب في جانبيها تساعده على التنفس. وهو ليلي المعيشة حيث تنشط حركته في الظلام وتقل اثناء فترة النهار، ويظل مختبئا في الجحور والصخور والشقوق الصخرية تجنبا لكثير من المفترسات.