تحت هذا العنوان طالعتنا صحيفة (كيهان) بمقال بقلم رئيس التحرير (حسين شريعتمداري) جاء فيه:-
هنالك قضية متفق عليها في السياسة الخارجية، ولاقت التمحيص مرارا، وهي أن حصة أي دولة تُعطى على المستوى الدولي، حسب اقتدارها، وأن طاولة التباحث هي محل تلاقي القوى والأوراق الرابحة للوفود المفاوضة قبل أن تكون نقطة تلاقح بين الحوارات والرؤى، التي توضع كعلائم على الطاولة وتعبر في الوقت نفسه عن هيبة واقتدار الدول المفاوضة.
وأضاف الكاتب: قبل أن نتوجه للاستدلال والوثائق التي قدمتها طهران خلال مفاوضاتها مع السداسية الدولية والتي تهدف إلى إزالة الشكوك بشأن برنامجها النووي علينا أن ندرك أن الطرف المقابل وخصوصا الترويكا الأوروبية ومعها أمريكا تسعى إلى إدامة الضغط على إيران من خلال الاستمرار بفرض الحظر عليها وعدم الاكتفاء بالاحتكام إلى الوثائق الحقوقية والفنية التي تقدمها فرق التفتيش التابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تراقب نشاطات إيران النووية، داعيا إلى البحث عن مخرج لهذه المعضلة من خلال الاستمرار بالمفاوضات مع عدم المبالغة في التفاؤل إزاء نتائج هذه المفاوضات من جهة وعدم التغافل عن محاولات بعض الأطراف الغربية التي تسعى لتحويل المفاوضات إلى حرب انهيارية – حسب تعبير الكاتب – عن طريق وسائل الإعلام وبعض المرتبطين بها داخليا من جهة أخرى.
ويختم الكاتب مقاله بالقول: إن ما نشهده من عدم التوصل إلى اتفاق بين طهران والسداسية في الشأن النووي وبقاء الحظر المفروض على إيران والذي يعتبره البعض بأنه يمثل كارثة اقتصادية إضافة إلى ما نراه هذه الأيام من صعود قيمة الدولار مقابل الريال الإيراني الذي وصفه وزير الاقتصاد الإيراني بأنه يمثل حرباً نفسية لا يسوغ تقديم تنازلات في المفاوضات رغم صعوبة الموقف وهذا ما تقتضيه طبيعة الخلاف النووي الذي تأثر بشكل كبير بالخلاف الأيديولوجي بين الطرفين وانعكس سلباً على مجمل العلاقات بين إيران والغرب خلال أكثر من ثلاثة عقود ولا زال مستمراً بأشكال مختلفة حتى الآن.