البورونديون رددوا في أهازيج تقليدية: «يوم العمانيين الذين عادوا» فلتشرق السماء –
قرعت الطبول صباح أمس في العاصمة البوروندية بوجومبورا فرحة لما سماه السكان المحليون «بعودة العمانيين الجديدة إلى بوروندي ومنطقة البحيرات العظمى» و»ازدانت السماء وأشرق المكان» حسب الفنون التقليدية التي رددها البورونديون طيلة نهار أمس تعبيرا عن سرورهم بالحضور العماني.
وافتتحت أمس فعاليات المؤتمر الدولي الثالث «الحضارة والثقافة الإسلامية والدور العماني في دول البحيرات العظمى الأفريقية» الذي تنظمه هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية بالتعاون مع المكتب الوسيط وجامعة بوروندي وجامعة السلام والتصالح تحت رعاية فخامة الرئيس البوروندي بيير نكورونزيزا وبحضور ممثل حكومة السلطنة في المؤتمر معالي الشيخ عبدالله بن محمد السالمي وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية. وعدد كبير من الباحثين من السلطنة وبوروندي ومختلف دول العالم.
ويقدم خلال المؤتمر حوالي 50 بحثا تحاول سبر الدور العماني في منطقة البحيرات العظمى من جوانب ثقافية وحضارية واقتصادية واجتماعية.
وسيطر خطاب السلام والتعايش بين البورونديين وبين العمانيين والشعوب الأخرى في منطقة البحيرات العظمى على صباحات بوروندي التي بللها المطر، إضافة إلى الدور العماني المشرق في نشر ثقافة الإسلام والسلام.
ووصف معالي الشيخ عبدالله بن محمد السالمي وزير الأوقاف المؤتمر بأنه فاتحة خير لتعاون مشترك بين السلطنة وجمهورية بروندي معتبرا أن العلاقات العمانية الإفريقية والتي تمتد منذ عصور قديمة تحمل دلائل بناء حضاري وترابط اجتماعي وتاريخي. وتحدث معاليه عن تاريخية العلاقة الطويلة وما نتج عنها من امتداد الحضارة العمانية إلى هذه الأصقاع في وسط أفريقيا والدور العماني في نشر الإسلام.
من جانبه قال رئيس جمهورية بوروندي إن المؤتمر يعكس مدى التماسك الحضاري والثقافي بين بلاده وبين السلطنة مشيرا إلى علاقة النسب بين العُمانيين والبورونديين حيث يتزوج العمانيون من البورونديين والعكس وهناك عائلات عمانية ما زالت تعيش في بلادنا ونحن فخورون بذلك.
وأشار إلى أن العمانيين الذين يتواجدون هنا في الجمهورية يمتلكون الطابع السلمي في كافة أنشطة حياتهم اليومية. مضيفا إن سلطنة عمان «بلد سلمي ودليل على ذلك بأنها تقوم بإنشاء الكنائس على أرضها»، وهذا هو الإسلام المعتدل على حد قوله. وقال الرئيس يجب أن لا نخلط بين الإرهاب والإسلام وهناك أناس كثيرون لا يعرفون معنى الإسلام لذلك يتم خلطه بالإرهاب.
وإضافة إلى الوفد الرسمي والباحثين العمانيين والإعلاميين حضر إلى الندوة العشرات من العمانيين المقيمين في بروندي أو ممن تعود أصولهم إلى عُمان.
ويقدر عدد العمانيين الذين يحملون الجنسية العمانية في بوروندي بحوالي 200 شخص لكن ليست هناك إحصائية رسمية حتى الآن. ويعيش العمانيون في بوروندي في ظروف جيدة حيث يعمل أغلبهم في التجارة. ويترددون على عُمان بين فترة وأخرى. وهناك حوالي 50 شخصا لا يمتلكون أي جنسية بحسب العمانيين المقيمين في بوروندي.
وقدم فضيلة الشيخ الدكتور كهلان بن نبهان الخروصي مساعد مفتي عام السلطنة في بداية المؤتمر رسالة سلام من العمانيين باسم الإسلام إلى شعوب منطقة البحيرات العظمى. ركز فضيلته خلالها على فكرة السلام التي نزلت بها جميع الرسالات السماوية. كما ركز فضيلته على فكرة التنوع التي دعا إليها الإسلام معتبرا أن التنوع هو مفهوم ديني، وأن هذا التنوع من شأنه أن يقود إلى السلام. وقال الخروصي إن العمانيين الذين وصلوا إلى هذا المكان من العالم حملوا معهم رسالة الإسلام وفي مقدمتها السلام.
لكن مساعد المفتي أكد في رسالته على أهمية أن يتواكب التنوع مع حسن الخلق والسلوك بعيدا عن الشعارات البراقة التي لا تجد لها تطبيقا على أرض الواقع.
من جانبه دعا البطريرك ايفاريست نجوياجوي شعوب المنطقة إلى تبني تعاليم السلام حتى يعم الحب بين الجميع، قبل أن يبدأ صلاة دعا فيها الله أن يدوم الوئام بين مختلف الأديان في منطقة البحيرات العظمى وبوروندي على وجه التحديد.
من جانبه قال سعادة الدكتور حمد الضوياني رئيس هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية إن الوجود العماني في منطقة البحيرات العظمى تعزز «بظهور الإسلام وأصبح التعايش نموذجاً للعيش المشترك وتأسيس ثقافة جديدة يسودها الاحترام والسلام بين الجميع في إطار منظور ينطلق من علاقات وطيدة ووشائج أسرية وأخوية مع عمان». وأضاف في كلمته أن «الهجرات عززت نتائج أهم عناصرها تقوية مواطن الاستقرار والعمل لتعمير الأرض واختلاف نمط العيش والسلوك كما أن الهجرات من الأقوام البشرية المختلفة وتنقلاتها عبر القارة الأفريقية مكنت الأقوام البشرية من التكييف مع الطبيعة التي استقرت فيها ووفرت مصادر رزقها وأوجدت التمازج بين الجماعات في العيش سلماً وحرباً». مؤكدا خلال كلمته أن «أفريقيا موطن للحضارات مما أهلها في التواصل مع الجانب الآخر من العالم وقد مهد ذلك في الهجرات العُمانية لساحل شرق إفريقيا ودول البحيرات العظمى قبل ظهور الاسلام وتعمقت الصلات بين عرب عُمان وافريقيا بصفة خاصة مع ظهور الاسلام الذي أعطى الأمر بعدا روحيا وماديا، وارتبطوا بأنفسهم بمصالح مشتركة وامتزاج العرب العُمانيين وغيرهم بعلاقات الاختلاط والمصاهرة ونمت ثقافة جديدة».
وقدم الدكتور محمد خلفان روكارا وسيط جمهورية بروندي والمتحدث الرئيسي في المؤتمر ورقة في حفل الافتتاح باللغة العربية بعنوان «دور العمانيين في نشر الإسلام والثقافة الإسلامية في دول البحيرات العظمى الأفريقية» مؤكد في ورقته أن العمانيين كان لهم منذ القدم دور رائد في هذه المنطق على كافة المستويات الدينية والثقافي والاقتصادية والاجتماعية والحضارية. وتطرقت الورقة بشكل خاصة إلى دور الدعاة والعلماء العمانيين في نشر الثقافة الإسلامية من خلال دراسة مختلف النواحي التي تشكل كينونة الحياة.
وافتتح الرئيس البروندي معرض الوثائق المصاحب للمؤتمر والذي يضم العشرات من الوثائق والصور النادرة. كما قدمت قدم الدكتور علي بن هلال العبري قصيدة شعرية بالمناسبة.
الجلسة الأولى دور ومخاطر
وبدأت عصر أمس الجلسة الأولى من جلسات الندوة قدمت خلالها خمس أوراق عمل بدأ سعادة أحمد بن سعود السيابي أمين عام مكتب الإفتاء بعنوان «الإسلام في مناطق البحيرات العظمى». وبدأ السيابي ورقته بمدخل جغرافي حول تحديد مصطلح منطقة البحيرات العظمى متحدثا عن دول هي: تنزانيا، وأوغندا، ورواندا، وبروندي، والكونغو، وزامبيا، وزمباوي والتي سميت البحيرات العظمى بالبحيرات الوسطى لأنها تتوسط القارة الأفريقية، وتفصل بين شرق أفريقيا وغربها. وقال السيابي في ورقته إن الإسلام وصل إلى مناطق البحيرات الوسطى أو العظمى على عهد السلطان سعيد بن سلطان، بعد أن كان الإسلام محصوراً في المناطق الساحلية من شرق أفريقيا التي وصلها الإسلام في عهده الأول في القرن الأول الهجري بواسطة العمانيين، وقد وصل الإسلام إلى مناطق البحيرات الوسطى بداية في عهد السلطان سعيد بن سلطان على أيدي التجار العمانيين الذين قاموا بتسيير القوافل التجارية عبر المسار الشمالي الذي ينطلق من مدينة ممباسا العريقة إلى المناطق الشرقية لأوغندا، والمسار الأوسط الذي ينطلق من الأماكن المقابلة لجزيرة زنجبار وهي: تالغا وبنغاني وباغامويو، ويتجه هذا المسار إلى منطقة تبورة التي كانت تعتبر المحطة الأولى للقوافل التجارية العمانية، ومن تبوره تتجه القوافل شمالاً إلى جنوب أوغندا وإلى رواندا وبروندي، وتتجه جنوباً إلى الكونغو وزامبيا وزمباوي عبر منطقة الوجيجي وعبر بحيرة تنجنيقا، وهذا المسار هو الأكثر نشاطاً وفاعلية وأثرا، أما المسار الجنوبي فينطلق من مدينة كلوة المدينة أو الإمارة الإسلامية العريقة المشهورة.
وتتبع السيابي هذه المسارات جميعها والتأثير الذي أحدثه دخول الإسلام إلى هذه المناطق ودور الحضاري العماني الذي تمثل في التخطيط العمراني والازدهار التجاري ودخول السلام إلى المنطقة.
من جانبه قدم الدكتور تيموثي انسول أستاذ علم الأثار في جامعة مانشستر بالمملكة المتحدة ورقة بعنوان «وجهات نظر أثرية حول العلاقات بين الساحل الأفريقي الشرقي ومنطقة البحيرات العظمى/القرن الأفريقي الشرقي..1200-1900 ميلادية» وحسب الباحث فإن أول الاكتشافات والدلائل الأثرية تظهر على وجود علاقات تربط بين منطقة الساحل الأفريقي الشرقي وبين منطقة الداخل الشرقي أو القرن الأفريقي الشرقي لسنة 1200 ميلادية وما بعدها. وتشمل المكتشفات خرزا زجاجية وأصداف كَوْرية المصقولة الملونة التي عُثِر عليها في أوغندا، تانزانيا والكونغو. كما تعود جذور هذه الشبكات التجارية الداخلية التي وفرت هذه المواد المتبادلة بين هذه المناطق إلى تقاليد محلية انتشرت منذ العصر الحديدي وتواصلت لغاية القرن التاسع عشر، عندما جاء المسلمون العرب والتجار السواحليون وسبروا أغوار مناطق أفريقيا الشرقية والوسطى. وقد عرفت هذه الحملات التجارية داخل العمق الأفريقي انتعاشة وشهدت دفعة نوعية نتيجة السياسات الاقتصادية التي انتهجها سلطان زنجبار في أواخر القرن التاسع عشر. ويبدو هذا الأمر جليا من وجهة النظر الأثرية بحسب الباحث، وذلك من خلال التزايد الكبير للمواد والمواقع التي عُثِرَ عليها في مختلف أرجاء هذه المنطقة، والتي تربطها علاقة مباشرة بالتجار المسلمين. وذكر الباحث في هذا السياق المستوطنة العُمانية في كازيه، بتنزانيا، والقلعة الحصن التي شُيدت بأمر من سلطان زنجبار، السيد سعيد، في بنغاني. كما ذكر أيضا مواقع تجار العاج الموجودة في نغندو ونغمبيزي في أوغندا، والعديد من المستوطنات المُحصنة في الكونغو، والكثير من الشواهد التاريخية على اعتناق السكان المحليين للإسلام في أجزاء من المالاوي وبوغندا (أوغندا). وناقش الباحث في ورقته تلك الشواهد التاريخية والدلائل حول وجود هذه العلاقات مؤكدا خلال كل ذلك على قدرة علم الآثار على إعادة رسم ملامح تلك العلاقات بين الساحل الأفريقي الشرقي ومنطقة البحيرات العظمى/القرن الأفريقي الشرقي في المستقبل.
وفي ورقة أخرى قدم الدكتور إبراهيم عبد المجيد محمد أستاذ التاريخ الحديث بجامعة المنصورة ورقة بعنوان «العمانيون وانتشار الإسلام في أوغندا في القرن التاسع عشر»
وقال الباحث في رقته إن الإسلام لم يدخل إلى المناطق الداخلية في شرق أفريقيا قبل القرن التاسع عشر، فمنذ بداية ذلك القرن أصبحت المنطقة الساحلية جزءَاً من الإمبراطورية العمانية حيث اتخذ السلطان سعيد بن سلطان جزيرة زنجبار مقرا له وعاصمة لإمبراطوريته، فبعد أن وطد العمانيون أركان حكمهم ووسعوا رقعة نفوذهم لتشمل جميع الأراضي الساحلية سعوا إلى تقوية العلاقات التجارية مع المناطق الداخلية، وهو ما أدى إلى إرسال بعثات تجارية لهم إلى الداخل منذ ثلاثينات وأربعينات القرن التاسع عشر. وكان التجار العرب يتوغلون إلى داخل القارة، ومن أهم الطرق التي سلكوها أربعة طرق رئيسية ذات أهمية خاصة فيما يتعلق بنشر الإسلام في المنطقة، وقد شهدت فترة البوسعيديين في هذه المنطقة مرحلة مهمة من مراحل انتشار الإسلام في شرق أفريقيا. ومن أهم الرواد الأوائل في مجال الدعوة إلى الإسلام من العمانيين في أوغندا الشيخ أحمد بن إبراهيم العامري الذي يرجع إليه فضل دخول الإسلام إلى أوغندا، وأيضا الشيخ خميس بن جمعة الذي أسلم على يديه الملك موتيسا 1856-1884، وتشير مصادر جمعية الكنيسة التبشيرية إلى عدد من التجار العمانيين الذين تزعموا الحركة الإسلامية، وقاوموا بشدة نشاط الإرساليات النصرانية في أوغندا في أواخر القرن التاسع عشر، مثال ذلك الشيخ سليمان بن زاهر الجابري.
وقدم الدكتور أحمد بن إبراهيم الكندي ورقة بعنوان «التمازج الحضاري العماني الأفريقي في منطقة البحيرات الأفريقية العظمى من خلال كتابات الرحالة والمستكشفين الغرب» وتناولت ورقته مظاهر الوجود العماني وتأثيراته المتعددة في منطقة البحيرات الأفريقية العظمى وما جاورها من خلال مدونات وكتابات الرحالة والمستكشفين الغربيين. وحسب الكندي لم يقتصر وجود العمانيين في شرق أفريقيا على المناطق الساحلية منها وإنما أثبت العمانيون حضورهم في المناطق الداخلية وحازوا قصب السبق في اكتشاف تلك المناطق وارتيادها، وقد كان للوجود العماني الكثيف في مناطق الساحل الأفريقي الشرقي الأثر الداعم في تشجيع العمانيين على التوغل نحو الداخل الأفريقي ليشمل مناطق واسعة من هضبة البحيرات الأفريقية العظمى وما جاورها، والتي تشمل حاليا عدة دول، منها: الأجزاء الداخلية من تنزانيا وكينيا وجمهوريات بروندي ورواندا وأوغندا والكونغو وزامبيا وصولا إلى أفريقيا الوسطى. لقد كانت هذه المناطق هدفا للكثير من الرحالة والمستكشفين الغربيين الذين جابوا تلك المناطق بهدف استكشافها وذلك لأغراض عدة، منها ما يتعلق بالكشف الجغرافي ومحاولة الوصول إلى منابع نهر النيل، كما أن بعض البعثات الاستكشافية سيرت لأهداف تبشيرية وأخرى مهدت لتلبية المد الاستعماري الذي كان على أشده في تلك الفترة الزمنية.
وفي المجمل جاءت ورقة الكندي وصفية تحليلية استقصى خلالها ما ورد في كتابات الرحالة الغرب من أمثال: ليفنجستون وستانلي وكاميرون وجرانت وبورتون وسبايك عن الوجود العماني في منطقة البحيرات الأفريقية العظمى ولقاؤهم بكثير من الشخصيات العمانية البارزة التي سهلت مهمتهم الاستكشافية، حيث تعد هذه الكتابات والمدونات التي تركها هؤلاء الرحالة والمستكشفون الغربيون مصدرا ثريا للمعلومات التي تقدم لنا صورة تفصيلية عن التمازج الحضاري العماني الأفريقي والذي بدا جليا في المظاهر الثقافية والعمرانية والاجتماعية وما زالت آثاره بارزة للعيان في المشهد الحضاري لدول منطقة البحيرات الأفريقية.
واختتم جلسات اليوم الأول من المؤتمر الدكتور سفيان بوحديبة أستاذ علم السكان في جامعة تونس بورقة بعنوان «الأخطار التي تعرض إليها الرواد العمانيوَن في دول البحيرات العظمى الأفريقية في القرن الثامن عشر والقرن التاسع عشر».
وتحدث الباحث التونسي عن قافلة سعيد بن حبيب الخفيف التي خرجت من زنجبار سنة 1845، واخترقت الغابات، إلى أن وصلت إلى مدينة بنقالا في ابريل 1852. كما عبر الرَائد العماني عبد السَلام بحيرة تنجانيقا لاكتشاف مدينة أجيجي.
ثم تحدث الباحث عن الطرق التي مر منها الرواد العمانيون، لكنه عاد ليقول إننا لا نعرف إلَا القليل عن الأخطار التي تعرَضوا إليها أثناء رحلاتهم عبر دول البحيرات العظمى الأفريقية قبل أن يبدأ الحديث عن كل تلك الأخطار.
وانقسمت دراسته إلى ثلاثة أجزاء، الجزء الأول يذكر بإيجاز أبرز الطرق التي مرَ منها الروَاد العمانيوَن في دول البحيرات العظمى الأفريقية، وخاصة في القرون 18 و19. ويتناول الجزء الثاني دراسة الأخطار الَتي تعرَض إليها العمانيوَن أثناء رحلاتهم عبر دول البحيرات العظمى بأفريقيا، وخاصَة الأمراض، والكوارث الطبيعيَة، والوحوش، والحروب ضدَ الأهالي. ويعتمد هذا الجزء على دراسة بعض المؤشَرات كنسبة الوفاتيَة. أمَا بالنسبة إلى الجزء الثالث، فهو يتأمَل كيفيَة مكافحة الروَاد العمانيين هذه الأخطار في منطقة البحيرات العظمى الأفريقية (استعمال سلاح مناسب، الطبَ العربيَ، توطيد علاقات الصداقة مع بعض القبائل الأفريقية).