عشرات الوثائق تنقل التفاصيل – إذا تكلمت الوثيقة والآثار.. فعلى الجميع الإصغاء

عند الزاوية اليمنى من معرض الوثائق المصاحب للمؤتمر والذي شغل مساحة خيمتين متوسطتين يمكن للزائر أن يقرأ الكثير من تفاصيل التاريخ العماني، وثائق تعود إلى قرون طويلة خلت.. وصور تحكي الكثير من الحكايات الحديث والقديمة، ومقالات من صحف قديمة جدا، ربما بعضها توقف عن الصدور، وربما ما زالت تصدر حتى الآن.. السنوات الطويلة مرت ولكن ما كتب أو وثق ما زال باقيا.

على اليمين مباشرة يجد الزائر صورة من مخطوط مسالك الأبصار في ممالك الأمصار لأبي العباس شهاب الدين حمد بن يحيى فضل الله وتعود الوثيق إلى عام 1408م، وبجوارها بعض الرسائل الطبية التي تعود إلى قرون قديمة، ومخطوط من بصيرة الأحكام لأبي محمد عثمان بن أبي عبدالله الأصم وتعود إلى عام 1732. وهناك في الزاوية المقابلة صورا لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم مع ملك أسبانيا خوان كارلوس تعود لعام 1985 ومع الرئيس الإيراني نجاد، وبجوارها صور طبيعية من عمان تحكي قصة نهضة حديثة. وإذا تحرك الزائر في المعرض فإن سيجد مقالا من جريدة أمريكية عن وفاة السلطان حمد بن ثويني وعن أوضاع زنجبار ويعود تاريخ المقال إلى 26/9/1896، ومقال آخر في مجلة آسيا وعلى أربع صفحات عن تجارة القرنفل في زنجبار والمقال مدعم بالصور ويعود إلى نوفمبر عام 1932، وإلى جواره ورقة من جريدة فرنسية توضح استقبال السلطان برغش بن سعيد لدى وصوله إلى فرنسا في 24/7/1875 وخرائط توضح انتشار الإسلام في شرق أفريقيا، وأخرى قديمة جدا توضح مسار الملاحة بين مسقط وكراتشي.

والواضح في المعرض، وفق ما تكشفه الوثائق والرسائل، اهتمام سلاطين الدولة البوسعيدية بقراءة المجلات والصحف فنجد رسالة من مدير تحرير جريدة العدل إلى السلطان تيمور بن فيصل حول دفعه قيمة الاشتراك في الجريدة، ورسالة أخرى إلى السلطان فيصل بن تركي يعلمه فيها المرسل بوصول الهواتف والجرائد التي طلبها وتعود إلى 11/1/1904. وهناك أيضا رسالة من بسمارك إلى السلطان خليفة بن سعيد يخبره بأن ألمانيا موافقة على خصم ضريبة «العشور» وهي فيما يبدو عن التجارة المتبادلة بين البلدين وتعود إلى 3/11/1889.

لكن الواضح أن زيارة واحدة لا تكفي للمعرض ويحتاج المحب العاشق للوثائق إلى زيارات وزيارات حتى يتعرف على الكثير من التفاصيل التاريخية التي تحكيها بكل تشويق الوثائق المعلقة على الجدران.