عواصم- الوكالات
انتزعت وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا السيطرة على إحدى البلدات من تنظيم الدولة الإسلامية أمس الثلاثاء بعد أن سيطرت على قاعدة عسكرية خلال الليل مدعومة بضربات جوية تقودها الولايات المتحدة.
ويمثل هذا مكسبا من أبرز المكاسب التي تحققت حتى الآن في مواجهة التنظيم المتشدد. ويجيء توغل المقاتلين الأكراد في عمق أراض خاضعة لسيطرة الدولة الإسلامية في أعقاب هيمنتهم على بلدة على الحدود التركية الأسبوع الماضي معترضين زحف التنظيم الذي استولى على بلدات رئيسية في كل من سوريا والعراق الشهر الماضي. وقال ريدور خليل المتحدث باسم وحدات حماية الشعب الكردية إن بلدة عين عيسى أصبحت الآن خاضعة تماما لسيطرة القوات الكردية. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مقاتلي الدولة الإسلامية انسحبوا تماما من البلدة. وفي ساعات الليل بسطت القوات الكردية الزاحفة السيطرة على قاعدة اللواء-93 العسكرية القريبة وهي هدف استراتيجي انتزعته الدولة الإسلامية من القوات الحكومية العام الماضي.
والزحف باتجاه عين عيسى يجعل القوات الكردية وفصائل مسلحة أصغر تقاتل إلى جانبها على بعد 50 كيلومترا فقط من الرقة التي تعتبر "عاصمة" للدولة الإسلامية والتي تدير منها "دولة خلافة" تشمل مناطق واسعة بسوريا والعراق. لكن خليل قال إن شن هجوم على المدينة ليس واردا في الوقت الحالي. وقال المرصد السوري إن الهدف من التقدم هو السيطرة على طريق سريع يربط بين الشرق والغرب من خلال عين عيسى التي تربط مدينة حلب بمحافظة الحسكة في شمال شرق البلاد. وشنت الولايات المتحدة وحلفاؤها العرب والغربيون حملة جوية استهدفت تنظيم الدولة الإسلامية العام الماضي بعد أن أعلن عن إقامته "دولة خلافة" تشمل كل المسلمين.
وظهرت وحدات حماية الشعب كأكثر حليف يمكن التعويل عليه بالنسبة للحملة التي تقودها الولايات المتحدة في سوريا حيث لواشنطن أصدقاء أقل مما له في العراق. ووصف خليل الدعم الجوي الذي تقوده الولايات المتحدة بأنه "ممتاز".
وذكر المرصد ومصدر في سوريا مطلع على الموقف أن قوات الجيش السوري والفصائل التي تقاتل إلى جانبه سيطرت في معركة منفصلة على أراض إلى شمال غرب مدينة تدمر التي استولى عليها تنظيم الدولة الإسلامية من القوات الحكومية الشهر الماضي.
وفي سياق متصل، قال محققون تابعون للأمم المتحدة إن قوات الحكومة السورية ألقت براميل متفجرة على حلب بصورة شبه يومية هذا العام على نحو يصل إلى حد جريمة حرب تستهدف المدنيين كما أن القصف الذي تشنه المعارضة أسقط ضحايا بالجملة. وقال المحققون الدوليون في أحدث تقرير لهم إن قوات الجيش وفصائل المعارضة بما فيها تنظيم الدولة الإسلامية فرضت حصارا على عدد من المناطق مما أحدث "أثرا مدمرا" وحرم السكان من الغذاء والدواء وتسبب في سوء تغذية وجوع. وقال باولو بينييرو رئيس لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة أمام مجلس حقوق الإنسان "حملة القصف والغارات الجوية التي تنفذها الحكومة يصاحبها حصار مناطق واعتقال واختفاء ذكور معظمهم في سن القتال من المناطق المضطربة عند نقاط التفتيش التابعة لها". وأضاف "إن تعرض مناطق مأهولة بالمدنيين لقصف جماعات مسلحة غير تابعة للدولة -تتضمن داعش (الدولة الإسلامية) وجبهة النصرة وجيش الإسلام وإن كانت لا تقتصر عليها- روع الرجال والنساء والأطفال الذين يعيشون في مناطق تسيطر عليها الحكومة". وسقط أكثر من 220 ألف قتيل في الصراع الدائر منذ أربع سنوات ونزح أربعة ملايين خارج سوريا. وقال الخبراء المستقلون إن الطائرات الحكومية قصفت مناطق بمحافظة حلب بشرق البلاد "ببراميل متفجرة في الغالب وبصورة شبه يومية." كما كثفت قصفها لبلدات ومدن في درعا وإدلب.
وجاء في التقرير "استمرار استخدام البراميل المتفجرة في حملات جوية تستهدف مناطق بأكملها وليس أهدافا محددة ينتهك القانون الإنساني الدولي ويصل -كما تم التوثيق سابقا- إلى حد جريمة حرب تستهدف مدنيين."
ووضع المحققون خمس قوائم سرية ضمت أسماء المشتبه بارتكابهم جرائم حرب من كل الأطراف وقالوا "يجري توثيق مسارات طائرات الهليكوبتر المسؤولة عن إلقاء البراميل المتفجرة. لابد من مساءلة قائدي القواعد والمطارات التي تم شحن طائرات الهليكوبتر فيها والتي أقلعت منها."