«عمان» ترصد برامج التنمية والتطوير في شليم وجزر الحلانيات «3» -
مسيرة النهضة تغطي أرجاءها.. وتنوع تضاريسي وثروة بحرية في جزرها الخمس -
شليم: أحمد بن عبدالله الحسني -
صالح بن عبدالله الجنيبي -
تزهو ولاية شليم وجزر الحلانيات بعطاء نهضوي ممتد على 44 عاما، ويجد الزائر اليها انتشار الخدمات على ربوع الولاية من أقصاها الى أقصاها تخدم المواطن والمقيم والزائر على حد سواء، وتتوزع هذه الولاية على مساحات شاسعة تضم في أحضانها عدة مراكز ونيابات وجزر وقرى منها نيابات الشويمية والحلانيات وديميت إضافة الى مركزين إداريين هما شربثات وكوبوت بالاضافة الى منطقتي زخر واجاريت الآهلتين بالسكان الواقعتين شرق مركز الولاية على الطريق الرئيسي المؤدي الى مركز شربثات، كما توجد بعض القرى مثل زاخر ووادي عاره ومحويس وغيرها، وكل قراها ونياباتها تتميز بالبيئات الصحراوية والجبلية والساحلية، وتضم شواطئها وبحارها ثروة بحرية هائلة مكنها من استغلالها في التسويق داخل وخارج السلطنة، ويمارس 684 مواطنا من ابناء الولاية في حرفة صيد الأسماك، كذلك فإن الولاية تمتاز بتنوع احياء مائية اخرى مثل كائن أذن البحر والمعروف محليا بالصفيلح والذي تنفرد به السلطنة على مستوى الشرق الاوسط وخصوصا في محافظة ظفار، وكذلك تشتهر الولاية بمحار بلح البحر والذي يطلق عليه محليا (فذك) وهو من الكائنات الرخوية، كما يتواجد جراد البحر والمعروف محليا بالشارخة وهو من انواع القشريات، أضف إلى ذلك أنواع عديدة من الأسماك القاعية وكذلك السطحية والتي وصل انتاجها السنوي العام الفائت الى 6,273 طنا بخلاف عن عامي 2011 و2012 والذي بلغ الانتاج فيهما 5,349 طنا و6,540 على التوالي.
صناعة الغضف
تعتبر صناعة سعفيات الغضف من اهم الصناعات الحرفية قديما لدى سكان الولاية، وقد ارتبطت هذه الصناعة ارتباطا وثيقا بمتطلبات حياة السكان قديما ولا يمكن الإستغناء عنها في تلك الفترة، وما زال البعض منهم يمارس هذه الصناعة وخاصة النساء، وقد قامت الحكومة بانشاء مركز متخصص للتدريب على صناعتها حفاظا عليها من الاندثار، وفي هذا الجانب تحدث عبدالرحمن بن سعيد المهري مشرف مركز الحرفيين لتدريب وانتاج سعفيات الغضف قائلا: ان مركز شليم وجزر الحلانيات لتدريب وإنتاج سعفيات الغضف هو أحد المراكز التابع لدائرة الصناعات الحرفية بظفار التابعة للهيئة العامة للصناعات الحرفية والذي تم افتتاحه عام 2009، ويعتبر المركز الرئيسي المعني بتدريب وانتاج سعفيات الغضف للنهوض بهذه الصناعة وتطويرها وتعريف المدربين بطرق الإبداع وإكسابهم مهارات لتطوير حرفتهم من حيث التصميم والجودة والتدريب على استخدام أدوات ومواد أكثر تقدما الى جانب إيجاد جيل من الشباب الحرفي الماهر في الصناعات الحرفية، مضيفا ان المركز يقوم بإعداد خطة انتاج سنوية تنفذ على مراحل، ومن خلال هذه الصناعة ينتج المركز مختلف الادوات والتي ما زالت مستخدمة في البيوت، كما يتم المشاركة ببعض المنتجات في مختلف المحافل الداخلية والخارجية، ويتم تسويق بعضها الى مختلف الاسواق، والمنتجات تتمثل في الكرمة والفاتية والدرج بمختلف الأحجام، وكذلك الميداليات بمختلف الاشكال، بالاضافة الى صناعة سلال ومقالم وأحذية وابريق الشاي ودلة القهوة ومنتجات اخرى متنوعة.
الأنشطة الشبابية
تعتبر اللجنة الشبابية بمركز الولاية من اللجان التوعوية والتي تضم مجموعة من الشباب من مختلف المراكز والنيابات التابعة لولاية شليم وجزر الحلانيات، وتساهم هذه اللجنة في تحقيق طموح الشباب بشكل عام على جميع المستويات الرياضية والاجتماعية والثقافية والدينية والعلمية من خلال عملها كوسيط بين الشباب والجهات الداعمة لهم مثل الهيئات والمؤسسات الرياضية، وفي هذا الجانب تحدث صالح بن أمجد المهري مشرف اللجنة قائلا: ان اللجنة الشبابية تم انشاؤها العام الماضي ولديها اهداف رئيسية تتمثل في استغلال أوقات فراغ الشباب من خلال ممارسة الأنشطة الرياضية والترفيهية، وكذلك تفعيل دور الشباب في المجتمع من خلال إقامة مخيمات شبابية سنوية تنطلق منها رحلات علمية وأنشطة اجتماعية وثقافية ودينية، ودعم تنظيم البطولات الرياضية المحلية بين الشباب، مضيفا ان من اهداف اللجنة ايضا ايجاد قنوات اتصال بالهيئات والمؤسسات الرياضية الاخرى لتطوير البنية الأساسية الرياضية، وكذلك استقطاب الشباب للمشاركة والتفاعل مع القضايا والمناسبات العامة، ودعم جميع الأهداف العامة والترويج للأفكار الايجابية بين الشباب، وفتح قنوات تواصل هادفة بين الشباب من خلال اقامة مناشط وفعاليات مشتركة تعزز التواصل والتفاهم من اجل الوصول إلى حلول مشتركة بين الشباب، وحول الدعم الذي تتلقاه اللجنة قال صالح المهري: ان لنا مطالبات عدة تتمثل اولها وأهمها في ايجاد مركز ثابت للجنة حيث لا يوجد حاليا مقر لتنفيذ البرامج والتواصل مع مختلف الشرائح لمناقشة بعض المناشط التي بصدد اقامتها، ولكن نتلقى دعما من قبل بعض الشركات الاهلية مثل تسوية بعض الملاعب وانشاء الانارة، ونقوم حاليا باعداد للمخيم الشبابي الصيفي الذي يضم مختلف الشباب ويضم عدة برامج متنوعة مثل استثمار أوقات الفراغ لدى الشباب خلال الإجازة الصيفية بما يعود بالنفع والفائدة على المشاركين والمجتمع، وكذلك تنمية روح الترابط والتعاون بين المشاركين، وتشجيع المشاركين على الإبداع والمشاركة في التحاور وإبداء الآراء والمناقشات الهادفة، كذلك العمل على تعميق الوعي بأهمية المحافظة على النظافة العامة، والمحافظة على الموروث التقليدي من العاب وفنون تقليدية، وتفعيل التواصل بين المجتمع والقطاع الخاص، وحشد طاقات المشاركين في البرامج المختلفة وتسخير جهودهم في خدمة المجتمع من خلال حثهم على الأعمال الاجتماعية والتطوعية والمسؤولية تجاه الآخرين.
مطالب واقتراحات
ثمّن عدد من السكان المنجزات التي تحققت على ارض ولايتهم، مطالبين في نفس الوقت بمزيد من الخدمات والتي اصبح وجودها في مركز الولاية من الضروريات، وقال يوسف بن محمد البطحري: ان ابناء الولاية يتمتعون بمنجزات النهضة العمانية التي تغطي سائر ارجائها بالرغم من كونها تجمع بين البيئات الصحراوية والجبلية والساحلية، الا ان هناك مطالب متعددة نتمنى من الجهات المعنية النظر فيها أهمها مشكلة المياه التي ما زالت تثير شكوكنا حول صلاحيتها لكونها تختلط بمادة حمراء، وبالرغم من المخاطبات المتكررة الى الجهات المعنية الا ان السكان لم يتلقوا الا الوعود، مضيفا ان المشكلة ليست هذه فحسب بل ان المياه شبه مالحة بالاضافة الى الانقطاعات المستمرة في الشبكة بالاضافة الى الخسائر التي يتكبدها السكان بسبب شراء المياه من جيبهم الخاص، منبها في الوقت نفسه بضرورة الفحص الدوري والتأكد من صلاحية هذه المياه لكون الغالبية يتحدث عن تسببها في امراض مختلفة وأولها (الحساسية).
وطالب سعيّد بن فرج السنح المهري بانشاء مكتب للاحوال المدنية والذي سيقلل من المعاناة المستمرة بقطع مسافات بعيدة لأجل استخراج بطاقة شخصية او جواز سفر او شهادة الميلاد، مضيفا ان المكتب الوحيد يوجد في صلالة يضطر خلالها السكان بقطع مسافة 300 كيلومتر تقريبا، بالاضافة الى ضرورة وجود فروع لبعض البنوك الخاصة لكون بعض تجار الولاية، وخاصة في قطاع الاحياء البحرية، يتعاملون بالحوالات البنكية، وقال: ان عملية التوظيف اصبحت من متطلبات الشباب الباحثين عن العمل وخاصة في مناطق الامتياز لشركات استخراج النفط، متمنيا من شركات الانتاج في الولاية بالمساهمة في الدورات التدريبية للباحثين عن العمل والمشاركة في الخدمات التنموية في الولاية وخاصة الطرق الداخلية، مثمنا في نفس الوقت بالخدمات المتعددة التي تشهدها الولاية في ظل النهضة المباركة.
كما طالبت آمنة بنت محمد بن احمد المهرية بوجود مدربين في مركز الصناعات الحرفية لكونها احدى المتدربات السابقات، مضيفة ان المدرب الوحيد للولاية متواجد في ثمريت والذي ساهم في انجاح برامج التدريب للحرفيات في مختلف الحرف، وقالت: ان برامج التدريب في مركز الولاية تم الغاؤها لأسباب غير معروفة، وطالبت آمنة المهرية باشراك المرأة في العمل بالجهات الخدمية مؤكدة عدم وجود العنصر النسائي الا اثنتين والبقية من خارج الولاية.
وثمن خالد بن محمد البطحري المنجزات التي تحققت في الولاية، مستشهدا بخدمات الطرق التي تم انشاؤها في الولاية، مضيفا: ان الولاية بحاجة الى المزيد من الخدمات الضرورية مثل وجود المعاهد التدريبية وخدمات الاسعاف، كما أن العملية الدراسية للطلبة بحاجة الى مراقبة لكون اغلب الطلبة اصبحوا بدون دراسة، كما ان المدارس تعاني ايضا من عدة اشكاليات مثل تأخير استلام الكتب المدرسية وعدم وجود انضباط من المدرسين، كذلك ان اغلب المدارس بدون صيانة، وأرجع خالد البطحري اسباب الاشكاليات هذه الى عدم وجود مكتب للاشراف التربوي، مطالبا في نفس الوقت بنقل مكتب القوى العاملة من مرمول الى مركز الولاية، وضرورة وجود مستشفى مرجعي.
من جهة اخرى تحدث مسلم بن سعيد العوضي المهري عن أهم الاحتياجات الخدمية في مركز كوبوت قائلا: ان سكان مركز كوبوت يعانون معاناة شديدة من التلوث البيئي الناتج عن عملية استخراج النفط بالقرب من مناطق سكناهم، مضيفا ان مركز كوبوت يشهد انقطاعات مستمرة في شبكة الكهرباء، مطالبا بتأهيل الطريق الرابط بين المركز والولاية وكذلك الطريق الترابي الذي يربط المركز بشارك حاسك ــ الشويمية لتسهيل تنقل المواطنين.
وحول مطالب سكان اجاريت تحدث عامر بن محمد المهري قائلا: ان اهم المطالبات تتمثل في تقوية شبكة الارسال ورصف الطريق المؤدي الى المساكن الاجتماعية والمنازل القريبة منها، بالاضافة الى مطالب متعددة لمنطقة هكه تحدث عنها حامد بن بخيت المهري تمثلت في ضعف تنوع التضاريس.
تقع الولاية على بعد 300 كم شمال شرق وشمال غرب صلالة وتمتلك مخزونا نفطيا هائلا، وايضا يوجد بها بعض المواقع الأثرية القديمة التي ترجع إلى ما قبل الإسلام، وتتميز بتنوع تضاريسها ما بين الصحاري والمرتفعات والجزر والعيون والخلجان والرؤوس البحرية والشواطئ ، وتشتهر بعدد من الحرف والصناعات والفنون التقليدية منها رعي الإبل والأغنام والغوص لاستخراج محار الصفيلح وكذلك استخراج وجمع اللبان وصناعة الخوص والجلود وكثير من المشغولات اليدوية التي تقوم بها نساء الولاية، وتطل الولاية على بحر العرب على طول اكثر من 300 كم وتتميز بشواطئ رملية ناعمة والتي يمكن استغلالها لأغراض سياحية، كما ان الولاية تتمتع بثروة بحرية كالاسماك والشارخة والصفيلح النادر.
جزر الحلانيات
تتميز جزر الولاية الخمس بالتنوع التضاريسي الهائل من الصحاري والمرتفعات والعيون والخلجان والرؤوس البحرية والشواطئ وتشتهر بوجود مختلف الطيور البحرية والبرية وكذلك السلاحف والحيوانات البرية النادرة بالاضافة الى الاحياء البحرية وخاصة الأسماك، وتبلغ مساحة هذه الجزر حوالي 28 ميلا مربعا تبعد عن مركز الولاية بحوالي 60 كيلومترا في البحر، وتتعد اسماء هذه الجزر منها السوده والتي يرجع سبب تسميتها للون الاسود ويطلق عليها أيضا اسم (جزيرة الطيور) بسبب وجود مختلف الطيور فيها وهي غير مأهولة بالسكان لذا بدأ استغلالها سياحيا بإنشاء منتجع فندقي راق، وكذلك توجد جزيرة الحاسكية وهي الأقرب لولاية حاسك، كما توجد جزيرة القبلية التي تشتهر بوجود الاسلحة القديمة، وكذلك جزيرة الحلانية والتي تعتبر من اكبر الجزر في الحلانيات وتبعد عن ساحل حاسك بمسافة 80 كم ومساحتها حوالي 22 ميل2، ويوجد بها بعض المواقع الأثرية القديمة التي ترجع إلى ما قبل الإسلام أهمها مقابر ومستوطنة في وادي انظور ومغارة فغارة التي تقع في الشرق من نيابة الشويمية، وكان اسمها القديم الحلانيات ثم تغير اسمها إلى كوريا موريا وفي العهد الزاهر اعيد الاسم القديم ليتم تسميتها (الحلانيات).