مؤشر سوق مسقط يسجل تراجعا طفيفا مع تباين أداء الشركات وانحسار قيم وأحجام التداولات

في ظل استمرار الاهتمام بعدد من الأسهم القيادية كشركات الاتصالات والبنكية -

سجل المؤشر العام لسوق مسقط للأوراق المالية خلال الأسبوع السابق (10 – 14، أغسطس) تراجعا طفيفا بنسبة 0.21% الى مستوى 7.321.17 نقطة في ظل أداء متباين لشركاته وتراجع في قيم وأحجام التداولات والتي بدأت تشهد تحسنا في اليومين الأخيرين للتداولات.

وقد لوحظ خلال الأسبوع استمرار الاهتمام بعدد من الأسهم القيادية كشركات الاتصالات والبنكية مثل سهم بنك مسقط الذي شكل نسبة 12.4% من إجمالي قيم التداولات وأغلق سهمه عند أفضل مستوياته في ثلاث سنوات وثلاثة أشهر إضافة الى عودة الاهتمام بالأسهم ذات الرساميل الصغيرة وانتقائية الشراء خاصة على الأسهم التي كانت متراجعة الى مستويات أصبحت مغرية للاستثمار بها مجددا وهو الأمر الذي كنا قد نبهنا له في تقريرنا السابق.

وخلال الأسبوع نفسه سجل “مؤشر العربي عُمان 20” انخفاضاً بنسبة 0.05% ليغلق عند مستوى 1.345.38 نقطة بقيمة تداولات بلغت 26.17 مليون ر.ع. وسجل خلال الأسبوع نفسه “مؤشر العربي خليجي 50” ارتفاعاً بنسبة 1.32% ليغلق عند مستوى 1.432.43 نقطة. كما سجل “مؤشر العربي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا 200” ارتفاعاً أيضاً بنسبة 0.95% ليغلق عند مستوى 1.323.44 نقطة.

وانخفض مؤشر سوق مسقط المتوافق مع الشريعة بنسبة 0.56% ليغلق عند مستوى 1.071.27نقطة.

ويظهر التحليل القطاعي وبشكل يتماشى مع نظرتنا له، تسجيل مؤشر الخدمات أداء جيدا حيث سجل ارتفاعا أسبوعيا بنسبة 0.64% الى 3.700.05 نقطة متلقيا دعما رئيسيا من الشركة العُمانية للاتصالات (عُمانتل) وسيمبكورب صلالة وشركة الجزيرة للخدمات.

فقد سجلت شركة النهضة للخدمات تراجعا في إيراداتها على مستوى المجموعة بنسبة 16.3% على أساس سنوي الى 117.1 مليون ر.ع. في النصف الأول من العام الحالي. كذلك بلغ صافي الربح المنسوب للمساهمين العاديين للشركة الأم ما يعادل 7.37 مليون ر.ع. خلال النصف الأول من العام الحالي بتراجع نسبته 15.2% على أساس سنوي وسجل هامش صافي الربح نسبة 6.3% مقارنة مع 7.2% للنصف الأول من عام 2013 بسبب رئيسي يعود الى ارتفاع تكاليف التمويل والمتعلقة بالدرجة الأولى – طبقا لتصريح الشركة – بتأثيرات سندات “توباز” ذات العائد العالي وذلك قبل أن تبدأ بتحسين أدائها الذي سيتبع توظيف الأصول في الاستثمارات. هذا وقد شهدت شركة “توباز” ارتفاعا في الربح التشغيلي بنسبة 15.3% على أساس سنوي الى 23.4 مليون ر.ع. للنصف الأول من العام الحالي مقارنة مع 20.3 مليون ر.ع. للنصف الأول من العام السابق في الوقت الذي سجلت فيه مجموعة خدمات العقود تراجعا في ربحها التشغيلي بنسبة 13.6% على أساس سنوي الى 5.7 مليون ر.ع. وفي سياق متصل، أشارت شركة النهضة للخدمات في تقرير مجلس إدارتها الى أن المجلس يعكف حاليا على دراسة خيارات للاستثمار الخاص في شركة توباز بأقل من 10% وذلك ضمن استراتيجيتها لطرح الشركة في أحد أسواق المال الرئيسية.

وحققت الشركة العُمانية للاتصالات (عُمانتل) صافي ربح بمبلغ 31.7 مليون ر.ع. للربع الثاني من العام الحالي بإرتفاع نسبته 0.9% على أساس سنوي وبانخفاض نسبته 7.6% على أساس ربع سنوي. إلاً أنه تجدر الإشارة الى أن الربع الأول من العام الحالي قد احتوى على إيراد بمبلغ 7.5 مليون ر.ع. ناتج عن بيع سعات، وهو الأمر الذي كان سببا رئيسيا بدعم أرباح الشركة في الربع المذكور. وفيما يتعلق بالمصاريف التشغيلية فقد انخفضت بنسبة 5.9% على أساس سنوي الى 85.97 مليون ر.ع. خلال الربع الثاني من العام الحالي وذلك بسبب نجاح الشركة بتخفيض مصروفات الادارة الخارجية (المكالمات الدولية) ومصاريف الإهلاك. وأما على أساس نصف سنوي، فقد انخفضت المصاريف بنسبة 3.5% الى 169.1 مليون ر.ع. بالمقارنة مع 175.25 مليون ر.ع. للنصف الأول من العام السابق. وطبقا للتصريح الصحفي من قبل الشركة فإن خدمات النطاق العريض الثابت والمتنقل استمرت بالنمو بشكل قوي. وقد نمت قاعدة مشتركي خدمات النطاق العريض للهاتف النقال والثابت بنسبة 27% و33% على التوالي. هذا وقد وافق مجلس إدارة عمانتل على توزيع أرباح مرحلية للمساهمين بنسبة 40% من رأس المال المدفوع لمساهمي الشركة المسجلين حتى نهاية تداول يوم الاحد الموافق 31 أغسطس الحالي.

وبالعودة الى المؤشرات، سجل المؤشر المالي استقرارا في أدائه مسجلا مكاسب طفيفة بنسبة 0.07% ومغلقا عند مستوى 8.958.9 نقطة. ففي الوقت الذي سجلت فيه أسهم مثل بنك مسقط والبنك الوطني العُماني والبنك الأهلى مكاسب، تراجعت أسهم أخرى مثل بنك صُحار والشركة العُمانية الوطنية للاستثمار القابضة (اونك القابضة).

وسجل المؤشر الصناعي تراجعا أسبوعيا بنسبة 0.31% الى مستوى 10.162.89 نقطة بضغط رئيسي من سهم شركة جلفار للهندسة والمقاولات وسهم شركة ريسوت للإسمنت.

نتائج الشركات

أظهرت نتائج شركة ريسوت للإسمنت على مستوى المجموعة للربع الثاني من العام الحالي استقرار الإيرادات عند مستوى 24.67 مليون ر.ع. مقارنة مع 24.82 مليون ر.ع. للربع الذي سبقه (بتراجع طفيف نسبته 0.56%) ومقارنة مع متوسط ربعي قدره 23.3 مليون ر.ع. لعام 2013. وبلغت مبيعات المجموعة من الاسمنت (بعد استبعاد المبيعات الداخلية) 0.99 مليون طن من الاسمنت بارتفاع نسبته 4.4% على أساس سنوي. هذا وسجل هامش صافي الأرباح قبل الفائدة والضريبة والاهلاك والاستهلاك نسبة 39% خلال الربع الثاني من العام الحالي بتراجع قدره 5.6% على أساس ربعي وكذلك سجل هامش صافي الربح تراجعا بنسبة 3.4% الى 29.8% بضغط من ارتفاع التكاليف، إلا أنه لا يزال عند المستويات نفسها لعام 2013. وقد بلغ صافي ربح المجموعة 7.4 مليون ر.ع. للربع الثاني من العام الحالي بإنخفاض نسبته 10.6% على أساس ربع سنوي وارتفاع نسبته 12.3% على أساس سنوي. وأظهرت النتائج الأولية لشركة جلفار للهندسة والمقاولات أداء متواضعا للشركة خلال الربع الثاني من العام الحالي محققة أرباح بمبلغ 0.61 مليون ر.ع. (تراجع على أساس ربعي نسبته 56.5% بسبب رئيسي يعود الى تراجع إجمالي الدخل بنسبة 1.3% مقارنة مع تراجع طفيف في إجمالي التكاليف بنسبة 0.4%. وقد سجل سهم الشركة ردة فعل سلبية متراجعا بنسبة 6.74% في يوم الإعلان. وكانت أرباح الشركة قد شهدت تراجعا بنسبة 60% خلال النصف الأول من العام الحالي بسبب ارتفاع التكاليف.

تحليل أحجام وقيم التداولات

يظهر تحليل أحجام وقيم التداولات تراجع كليهما على أساس أسبوعي الى 90 مليون سهم و30.1 مليون ر.ع. بنسبة 29.56% و14.74% على التوالي. ولم يسجل الأسبوع حدوث صفقات خاصة.

وفيما يتعلق بالجنسيات المتداولة، فقد شهد الأسبوع المنصرم وبشكل مغاير للأسبوع الذي سبقه خروجا جزئيا للاستثمار المؤسسي الأجنبي الذي حقق صافي بيع بمبلغ 0.78 مليون ر.ع. مقابل دخول جيد للفئات الأخرى.

وفي الأخبار المحلية، ذكر تقرير حديث لـ “ Frost and Sullivan” يتعلق بالخدمات اللوجستية في السلطنة، بأن هذا القطاع سيشهد نموا مطردا على مدى خمس إلى سبع سنوات القادمة وذلك بسبب الاستثمارات المخططة في البنية التحتية اللوجستية والتنمية الصناعية في البلاد. وبلغت إيرادات هذا القطاع الحيوي طبقا للتقرير حوالي 7.87 مليار دولار أمريكي خلال العام السابق ومن المتوقع أن يبلغ 12.02 مليار دولار أمريكي خلال عام 2017.

وأضاف التقرير بأن الموقع الجغرافي الحيوي للسلطنة يجعل منها مركزا للشحن في المنطقة وبوابة مثالية لإنتقال السلع إلى مناطق هامة داخلية وإقليمية كالمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة واليمن.

مع انتهاء موسم النتائج وفي إطار تحديثنا لنتائج الشركات، فحتى لحظة إعداد التقرير وطبقا لقاعدة بياناتنا، بلغ عدد الشركات المعلنة عن نتائجها للربع المالي المنتهي في يونيو من العام الحالي 108 شركات.

وطبقا لقاعدة بياناتنا، فإن مجمل صافي الأرباح المجمّعة المعلنة (لا تضمن بنك العز الإسلامي وشركة تكافل عُمان للتأمين وشركة المدينة للإستثمارات وشركتي الطاقة السوادي والباطنة لأغراض المقارنة على أساس ربعي) قد بلغ حوالي 231 مليون ر.ع. بإرتفاع نسبته 10.4% على أساس ربع سنوي 13.8% على أساس سنوي.

قطاعيا سجل مجمل صافي الأرباح المجمّعة المعلنة للقطاع المالي نموا بنسبة 18.2% على اساس سنوي (+3.8% على أساس ربع سنوي) الى 109.1 مليون ر.ع. منها 87.4 مليون ر.ع. لقطاع البنوك (أي 80.2%). وبشكل عام أسهمت معظم القطاعات الفرعية مثل البنوك والتمويل والشركات الاستثمارية والقابضة بشكل إيجابي بهذا النمو. فسجلت مثلا نتائج قطاع البنوك نموا بنسبة 20.8% على أساس سنوي والتمويل 9.8% والشركات الإستثمارية نموا بنسبة 16.5% على أساس سنوي.

وحقق مجمل صافي الأرباح المجمّعة المعلنة لقطاع قطاع الصناعة نموا بنسبة 33.2% على أساس سنوي الى حوالي 40.2 مليون ر.ع. بدعم رئيسي من الشركة العُمانية للألياف البصرية إضافة الى شركة مطاحن صلالة وشركة إسمنت عُمان وشركة صناعة الكابلات العُمانية.

أما قطاع الخدمات فقد حقق مجمل صافي الأرباح المجمّعة المعلنة له نموا بنسبة 1.6% على أساس سنوي (5.9% على أساس ربع سنوي) الى 81.4 مليون ر.ع. للربع المالي المنتهي في يونيو من العام الحالي بدعم رئيسي من شركة النورس وعدد من شركات الطاقة.

وفيما يتعلق بمجمل صافي الأرباح المجمّعة المعلنة للشركات المعلنة (ماعدا الشركات التي تم استبعادها كما ذكرنا سابقا) للنصف المالي المنتهي في يونيو فقد بلغ حوالي 440 مليون ر.ع. مقارنة مع 429.5 مليون ر.ع. للنصف المقابل له من العام السابق وبارتفاع نسبته 2.4%.

عالميا، أظهرت البيانات الواردة من الولايات المتحدة الأمريكية والمتعلقة بالعجز في الموازنة تراجعا بنسبة 3% على أساس شهري خلال شهر يوليو الى 95 مليار دولار أمريكي طبقا لوزارة الخزانة الامريكية وشبكة رويترز. وجاء هذا التراجع أفضل من تقديرات المحللين عند 96 مليار دولار أمريكي.

التوصيات:

مع انتهاء موسم نتائج الشركات، نوصي المستثمرين بالانتباه للتفاصيل التي تحتويها تقارير مجالس إدارة الشركات خاصة فيما يتعلق بالخطط التوسعية والتوزيعات المرحلية والمشاريع الجديدة والإدراجات (إن وجدت) لعدد من الشركات التابعة. ومع قرب انتهاء موسم الإجازات فإن عودة صغار المستثمرين الى السوق والمضاربين سيوفر فرصا جديدة وحركة نشطة ستستفيد منها الأسهم التي هدأت عليها الحركة خلال الفترات السابقة والأسهم التي تتمتع بعوامل جذب لهذه الفئات.

ولا نزال نرى بأن شركات القطاع المالي والبنوك خاصة إضافة الى قطاع الخدمات وعدد من الشركات الصناعية، تمتلك مؤشرات مالية قوية ولديها القدرة على الاستمرار بنفس الأداء القوي للربع الثالث والرابع من العام الحالي. نوصي المستثمرين بمراقبة الشركات المستفيدة من العطاءات والمشاريع الحكومية والتي لها صلة بالمشاريع الحيوية في البلاد خاصة بأن الربع الثالث تاريخيا هو من الفترات التي تشهد عادة زخما للعطاءات والمشاريع.