متحف الحصن القديم بالكامل والوافي وجهة سياحية مهمة بمحافظة جنوب الشرقية

يجسد نمط الحياة الريفية والبدوية والجبلية والبحرية -

متابعة وتصوير: سعيد بن راشد الراسبي -

يقع متحف الحصن القديم بولاية الكامل والوافي بمحافظة جنوب الشرقية، ويطل على سوق الكامل المشهور وأسوار المنازل القديمة وتحيط به بساتين النخيل العتيقة ويمر بداخل الحصن فلج الكامل ويتكون من أربعة طوابق وقد قام ببنائه الشيخ خلفان بن حليس بن خادم الهاشمي عليه رحمة الله، وذلك في الربع الأخير من القرن السابع عشر، وفي منتصف القرن الثامن عشر أضاف عليه الشيخ حمود بن خلفان بن حليس الهاشمي بعض التعديلات الجوهرية ليكون حصناً له ولجماعته وفي منتصف القرن العشرين أهداه الشيخ حليس بن خادم بن خلفان الهاشمي لحكومة السلطان سعيد بن تيمور آل سعيد ليكون مقراً للوالي وهو أول مقر حكومي آنذاك في جنوب الشرقية، وظل هذا الحصن مع الحكومة لمدة 69 عاما.

وفي عام 2003 م صدرت توجيهات سامية كريمة من صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم بإعادة الحصن الى الشيخ خميس بن حليس بن خادم الهاشمي مع ترميمه وقد شرع في الترميم على نفقة الحكومة وأشرفت عليه وزارة التراث والثقافة كما تشرف باهتمام صاحب السمو السيد / هيثم بن طارق آل سعيد وزير التراث والثقافة .

واستغرق ترميمه أكثر من سنتين وبعد الانتهاء من ترميمه في عام 2012 بذل الشيخ خلفان بن خميس بن حليس الهاشمي مجهودا كبيرا من أجل إنشاء المتحف التراثي الذي أخذ وقتا في تأسيسه لكي يكون منارة ثقافية ومعلماً سياحياً ومتحفا تاريخيا إحياءً لذكره وللتراث العماني العريق.

ويعرض المتحف للزائر أكثر من عشرة آلاف تحفة قديمة متنوعة بين الأثرية والتراثية والتي تعود إلى قرون متفاوتة من الزمن حيث يوجد به أكثر من 1645 قطعة خزفية وأكثر من 730 قطعة نحاسية ومعادن وآلات وإلكترونيات وسعفيات ومناديس الساج والسيسم الخشبية وأكثر من 350 قطعة من الفخاريات والمنسوجات والجلديات والزجاج والفضيات والبنادق والسيوف والخناجر والعملات المعدنية والورقية وبطاقات الهواتف المحلية والدولية والطوابع البريدية والمخطوطات والمطبوعات القديمة.

وقد تم توزيع هذه التراثيات على كافة الغرف، وتم استغلال كل الطوابق الأربعة وفناء الحصن الذي به خيمة نسجت من شعر الماعز التي تجسد نمط الحياة البدوية وكرم الضيافة حيث يتم إكرام الزائر بالقهوة العمانية والتمر، كما حظي المتحف بإشادات وإعجاب الزوار على المستوى المحلي والدولي كما أشادت به بعض المواقع الإلكترونية الاوروبية، ويعتبر أكبر معرض تراثي من حيث حجم المعروضات المتنوعة مثل المشغولات اليدوية ومواد ومستلزمات ومصوغات ذهبية وفضية ونقود ومعادن كانت تستخدم قديما وتشكل ملامح نمط حياة العمانيين عبر عقود من الزمن.

ومن أهداف المتحف الاساسية المحافظة على الموروثات الأصيلة التي تعد من نسيج المجتمع العماني، وكنوزاً ثمينة تعبر عن أصالة شعب وبراعة يد تفننت في منتجاتها الحرفية. وأصبح المتحف الآن وجهة سياحية مهمة يفد إليها الزوار والسياح من داخل السلطنة وخارجها ومناراة ثقافية لطلبة المدارس حيث إن المركز التراثي الوحيد في محافظة جنوب الشرقية الذي يجسد نمط الحياة الريفية والبدوية والجبلية والبحرية وقد بلغ عدد طلبة المدارس الذين زاروا المتحف فقط خلال شهر ابريل الماضي «465» طالبا وطالبة.