تحت هذا العنوان نشرت صحيفة (مردم سالاري) مقالا بقلم الاستاذ الجامعي (جواد كياه شناس) سلطت من خلاله الضوء ايضا على المحادثات النووية بين ايران والسداسية الدولية، وجاء في المقال:
ان التفاوض من اجل التوصل إلى اتفاق نهائي وشامل بين طهران والسداسية بشأن برنامج إيران النووي يحظى منذ البداية بأهمية بالغة لدى الشعب الايراني باعتباره يشكل الحجر الاساس لرفع الحظر المفروض عليه من جانب، ويهيئ الارضية لإعادة علاقات بلاده مع الدول الغربية الى وضعها الطبيعي من جانب آخر.
ويرى الكاتب ان المفاوضات التي اجراها الجانبان في جنيف وفيينا ونيويورك في اواخر العام الماضي وخلال العام الجاري كشفت بوضوح عن حجم الصعوبات التي تعترض هذه المحادثات الى الدرجة التي لا يمكن معها توقع التوصل الى اتفاق نهائي وشامل في القريب العاجل ما لم يتعامل الطرفان بمرونة وحسن نية ويتحملا المسؤولية الكاملة في التعاطي مع هذا الملف وتسوية القضايا العالقة.
ويشير الكاتب الى ان الوفد الدبلوماسي الإيراني المشارك في المحادثات اثبت قدرته خلال الجولات السابقة من هذه المحادثات على حفظ الاستراتيجية التي تتبناها طهران المتمثلة باستعدادها لتسوية الازمة في اطار القوانين والمقررات الدولية ومعاهدة حظر الانتشار النووي الـ (NPT ) مع اصرارها على ضرورة الاعتراف بحقها في الاستفادة السلمية من التقنية النووية التي اقرتها هذه القوانين ورفع الحظر المفروض عليها مقابل التفاهم على نسبة تخصيب اليورانيوم وعدد ونوعية اجهزة الطرد المركزي التي تحتاجها لتشغيل مفاعلاتها النووية في اطار ما تحدده الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومقررات الـ (NPT) .
ويعتقد الكاتب ان الظروف المعقدة والشائكة التي ألقت بظلالها على مجمل التحركات السياسية والامنية لمختلف الاطراف الفاعلة على المستويين الاقليمي والدولي حتمت على الجميع التعامل بحذر مع المتغيرات التي تشهدها المنطقة والعالم لاسيما في سوريا والعراق وغزة واوكرانيا وغيرها من المناطق واظهرت بشكل جلي اهمية التفاهم بين هذه الاطراف لتهيئة الارضية اللازمة للاتفاق بشأن جميع القضايا التي تلعب دوراً اساسيا في تعزيز الامن والاستقرار اقليميا ودوليا وفي مقدمتها الازمة النووية.
ويرى الكاتب ان الحل الامثل لهذه الازمة يكمن في مدى التزام الاطراف المعنية بالقوانين والمقررات الدولية التي تكفل حقوق الجميع دون استثناء ودون مماطلة وتسويف والابتعاد عن اقحام ملفات لاعلاقة لها بالخلاف النووي وترك التلويح باستخدام القوة او اي اسلوب غير حضاري آخر من شأنه ان يهدد الامن والسلم في المنطقة والعالم.
وفي الختام يؤكد الكاتب على ضرورة الاستفادة القصوى من الأجواء التي سيوفرها الاجتماع القادم للجمعية العامة للامم المتحدة للاسراع في تسوية مختلف الازمات السياسية والامنية والاقتصادية التي يواجهها العالم والتي كلفت الشعوب الكثير من طاقاتها وثرواتها وحرمتها من فرص تحقيق التقدم والرخاء في شتى الميادين.