الرياض- الوكالات-
نشر موقع ويكيليكس، الذي يقوده عميل الاستخبارات الأمريكية السابق جوليان اسانج، وثائق مسربة لمراسلات وزارة الخارجية السعودية، تشمل أكثر من نصف مليون برقية ووثائق أخرى تتضمن اتصالات سرية مع سفارات المملكة حول العالم.
فيما أصدرت وزارة الخارجية السعودية بيانا دعت فيه مواطنيها إلى "تجنب الدخول إلى أي موقع بغرض الحصول على وثائق أو معلومات مسربة قد تكون غير صحيحة بقصد الإضرار بأمن الوطن".
وكتبت الخارجية السعودية على حسابها على تويتر تقول ''عزيزي المواطن الواعي: تجنب الدخول إلى أي موقع بغرض الحصول على وثائق أو معلومات مسربة قد تكون غير صحيحة، بقصد الإضرار بأمن الوطن''.وتابعت في تغريدة أخرى ''عزيزي المواطن الواعي: لا تنشر أي وثائق قد تكون مزورة تساعد أعداء الوطن في تحقيق غاياتهم''.وبعض ما نشره ويكيليكس تقارير مصنفة ''سري للغاية'' من مؤسسات سعودية بينها وزارة الداخلية والاستخبارات العامة.ووفقا لموقع ويكيليكس، تشتمل الوثائق على مجموعة ضخمة من رسائل البريد الإلكتروني المتبادلة بين الخارجية والهيئات الخارجية.وقال الموقع إنه نشر أكثر من 60 ألف وثيقة بعضها باللغة العربية، كدفعة أولى وأنه سيوالي نشر بقية الوثائق تباعا خلال الأسابيع المقابلة.وأوضح بيان نشر على موقع ويكيليكس إن مجموعة تسمى الجيش اليمني الإلكتروني شن هجوم إلكتروني على وزارة الخارجية السعودية.
ويقول الموقع إن السعودية تعد من الحلفاء المقربين من الولايات المتحدة، ومن بين أكبر الدول التي تملك احتياطيا نفطيا، ومن أكبر منتجي النفط أيضًا، مما جعل لها تأثيرًا كبيرًا في الساحة الدولية، على الرغم من الانتقادات التي توجه إليها في مجال حقوق الإنسان.ويقول ويكيليكس إنّ الوثائق التي بدأ بنشرها تبين أيضًا البيروقراطية والمركزية الشديدة التي تدار بها المملكة العربية السعودية.
ويأتي نشر الوثائق، بعد مرور ثلاثة أعوام على بقاء جوليان أسانج داخل سفارة الإكوادور في بريطانيا؛ حيث مازال يواجه الاعتقال إذا ما خطا خارجها.ولا تزال الشرطة البريطانية تقف خارج البعثة الدبلوماسية مستعدة للقبض عليه حال مغادرته للسفارة. وتقول شرطة لندن إن العملية التي تتم على مدار الساعة تكلفت 11 مليون جنيه استرليني (17.6 مليون دولار) حتى شهر ابريل.وتريد السويد استجواب أسانج بشأن اغتصاب وتحرش جنسي مزعوم بشأن امرأتين سويديتين التقى بهما في عام 2012. وينفي أسانج المزاعم ويعتقد أن ترحيله إلى السويد هو فقط خطوة أولى في مساعي إحضاره إلى الولايات المتحدة بشأن أنشطة ويكيليكس التي تفضح ملفات سرية.
ويقول مراقبون إنّ هذه الوثائق، إذا ثبتت صحتها، ستلقي الضوء على آلية عمل مؤسسات الدولة السعودية، وربما على التنافس السعودي الإيراني في المنطقة، ودعم السعودية للمعارضة السورية والجماعات المتمردة فيها أو بعض الجماعات والشخصيات السياسية في العراق، أو الحكومة التي يدعمها الجيش في مصر، فضلا عن معارضة الرياض للاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني.