الرؤية- مركز البحوث -
تنطلق اليوم الأربعاء الانتخابات العامة في العراق التي يسعى من خلالها رئيس الوزراء نوري المالكي للفوز بأغلبية مقاعد البرلمان لضمان الاستمرار في السلطة، غير أن المشهد يبدو قاتمًا إلى حد بعيد، حيث تخضبت بطاقات الاقتراع بدماء العراقيين خلال اليومين الماضيين، عندما بدأ التصويت الخاص بأفراد الشرطة والجيش، بينما لا يزال العنف يحتل الصدارة في المشهد العراقي الذي يعاني من ويلات الطائفية والاقتتال الأهلي منذ غزو العراق وسقوط نظام الرئيس الراحل صدام حسين في عام 2003.
وخلال اليومين الماضيين قتل 50 شخصا على الأقل، عندما هاجم انتحاريون تجمعا سياسيا حاشدا وأفرادا من الشرطة والجيش كانوا يدلون بأصواتهم مبكرا في الانتخابات. وقالت مصادر أمنية إن مهاجما انتحاريا قتل 30 شخصا على الأقل وأصاب 50 آخرين في تجمع سياسي كردي في بلدة خانقين على مسافة 140 كيلومترا شمال شرقي بغداد. وكان الأكراد يحتفلون بظهور الرئيس الكردي جلال الطالباني الذي أقعده المرض منذ أواخر 2012 على شاشة التلفزيون. وكان الطالباني يدلي بصوته في ألمانيا حيث يخضع لعلاج طبي. وقال ضابط شرطة اختنق صوته بالدموع بعدما اكتشف أن شقيقه ضمن القتلى "تسلل المهاجم وسط الحشود قرب مقر حزب الاتحاد الوطني الكردستاني وفجّر نفسه مما تسبب في مذبحة مأساوية".
أثناء ذلك، هاجم مسلحون سنة تنكر معظمهم في ملابس الجيش والشرطة عددًا من مراكز الاقتراع في مناطق متفرقة من بغداد وفي شمال العراق إذ يحاول المسلحون تعطيل رابع انتخابات عامة تجرى في العراق منذ سقوط صدام حسين في 2003. وبدأ مساء أمس الثلاثاء سريان حظر تجول، استعدادا للاقتراع في الانتخابات اليوم.
وتخوض قوات الأمن حربا ضد الدولة الإسلامية في العراق والشام وهي تنظيم يستلهم نهج القاعدة في محافظة الأنبار الغربية وغيرها من المناطق المحيطة بالعاصمة.
ويسعى رئيس الوزراء نوري المالكي للفوز بولاية ثالثة لكنه يواجه معارضة شرسة من معارضين سياسيين مع بلوغ العنف الطائفي في البلد الذي تسكنه أغلبية شيعية أعلى مستوياته منذ عام 2008.
وفي حي المنصور ببغداد، قالت مصادر في الشرطة ومصادر طبية إن ستة من أفراد الشرطة لاقوا حتفهم وأصيب 16 آخرون عندما فجر انتحاري يرتدي زي الشرطة المتفجرات التي كانت بحوزته عند مدخل مدرسة كانت تستخدم كمركز اقتراع.
وفي حي الأعظمية السني فجر انتحاري نفسه أمام مركز آخر للاقتراع مما أدى إلى مقتل أربعة جنود وإصابة سبعة. وكان أحمد سلطان ينتظر دوره للتصويت وقال "شاهدنا شخصاً يرتدي زي الجيش يخرج من شارع جانبي. بدأ يجري في اتجاهنا فلذنا جميعاً بالفرار بعد أن أدركنا أنّه انتحاري". وهدد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام الذي يريد إقامة خلافة إسلامية السنة بالقتل إذا شاركوا في التصويت.
وفي شمال العراق حيث يشن هذا التنظيم هجمات على قوات الأمن تتنوع بين الكمائن والاغتيالات وتفجير منازلهم قتل مالا يقل عن عشرة من أفراد الشرطة.
وفي طوزخرماتو قالت الشرطة إنّ انتحاريًا يرتدي زي الشرطة فجر نفسه قرب مركز اقتراع فقتل ثلاثة من رجال الشرطة وأصاب تسعة.
وهاجم مسلحون سنة مرارًا المنطقة التي تسكنها الأقلية التركمانية الشيعية. وفجر انتحاري يرتدي زي الشرطة نفسه فقتل ستة من أفراد الشرطة عند مركز للاقتراع في مدينة كركوك بشمال البلاد.
وذكرت الشرطة أن جندياً قتل وأصيب أربعة عندما فجر انتحاري يرتدي زي الجيش نفسه قرب مركز اقتراع في بلدة الحويجة التي تقع على بعد 70 كيلومترًا جنوب غربي مدينة كركوك.