نيقوسيا, 25-5-2014 (أ ف ب) -يرى الشعب البرتغالي فيه صانع احلى ايام الكرة في هذا البلد، ولانه اسمر ويملك كل صفات الجوهرة السوداء لقبوه بيليه اوروبا، وما هو في الحقيقة الا الفهد الاسود الموزامبيقي الاصل دا سيلفا فيريرا المعروف باسم اوزيبيو.
كان يملك تقريبا كل مواصفات بيليه، نفس البنية الجسدية (75سم،1 م، 77 كغ)، نفس المرونة، نفس السرعة، ويتميز بتسديدات قوية لكنه برغم ذلك قال ذات يوم “لا احد يمكن ان يقارن ببيليه، اذا اردتم اسعادي نادوني اوزيبيو.”
ولد اوزيبيو في 5 كانون الثاني/يناير 1943 في لورينسو ماركيس في زيمبابوي الذي كان انذاك مستعمرة برتغالية، عاش فقيرا وسط عائلة من تسعة اطفال.
وكان الطفل فيريرا مولعا بالكرة منذ الصغر، وكانت مواهبه ناضجة منذ البداية، غير ان المشكلة كانت تكمن في انه لا يستطيع الانضمام الى نادي ديبورتيفو الشهير والاعرق في المدينة لانه فقير جدا، فلجأ الى نادي لورنسو ماركس وهو احد فروع سبورتينغ لشبونة الكبير.
في هذه الاثناء كان لاعب بنفيكا والدولي السابق سيرافين باتيستا يقوم بمراقبة افضل المواهب في الموزامبيق فلفت انتبهاه هذا الطفل، وابرق سريعا الى ناديه في البرتغال يطلب ضم هذه الجوهرة.
وعرض بنفيكا على اوزيبيو الحضور الى البرتغال للانضمام الى النادي، غير ان الشاب الفقير تردد في بادىء الامر، لكن امه وبسبب الفقر المدقع الذي تعيشه العائلة طلبت من ابنها قبول العرض الذي سينال بفضله 250000 اسكودوس بالاضافة الى 50 يحصل عليها عقب كل مباراة.
رضخ الشاب الى رغبة امه، وقرر السفر الا انه اختار تغيير اسمه حتى لا يتنبه مسؤولو ناديه سبورتينغ، فغادر الى البرتغال باسم انتونيو فيريرا في 17 كانون الاول /ديسمبر 1960.
بقي اوزيبيو يعيش بصفة غير شرعية لمدة 5 اشهر، حاول خلالها بنفيكا بواسطة مبعوثين له الى نادي سبورتينغ اقناع المسؤولين هناك على تسريح فيريرا دا سيلفا وهو ما حصل بعد جهد كبير.
وابتداء من 23 ايار/مايو 1961 انضم اوزيبيو رسميا الى بنفيكا، بعد ذلك باسبوع توج النادي البرتغالي بلقب كأس ابطال الاندية الاوروبية السادسة واضعا حدا لسيطرة ريال مدريد العملاق بقيادة النجم دي ستيفانو، وبالطبع لم يكن اوزيبيو في عداد الفريق البطل.
ووجد اوزيبيو الرهان صعبا عليه خصوصا بعد ان اضحى بنفيكا بين ليلة وضحاها من اشهر الاندية الاوروبية بفضل انجازه، وزاد الامر صعوبة اضاعته لركلة جزاء في اول ظهور له مع الفريق بعد ايام من الحدث الاوروبي ضد فريق سيتوبال ضمن منافسات الكأس وساهمت بخروج بنفيكا.
غير ان ذلك لم يؤثر على معنويات القادم الجديد، الذي انفجرت مواهبه في تموز/يوليو من السنة ذاتها في دورة باريس الفرنسية المشهورة انذاك، حيث جمعت المباراة النهائية بنفيكا بسانتوس البرازيلي بقيادة بيليه.
اوزيبيو لم يكن اساسيا في هذه المباراة التي انتهى شوطها الاول بتقدم الفريق البرازيلي 5-صفر، ودخل احتياطيا في الشوط الثاني، حيث تمكن من تسجيل 3 اهداف فخطف الاضواء وابهر المتتبعين الذين رأوا بداية بزوغ نجم جديد في سماء كرة القدم.
وفي الموسم 1961-1962 اثبت اوزيبيو علو كعبه، وكان نجم مباراة الدور ثمن النهائي من كاس اندية ابطال ا وروبا ضد فيينا النمسوي حيث قاد فريقه الفوز 5-1، ثم في مباراة ربع النهائي امام نورمبورغ حامل لقب الدوري الالماني الذي تلقى هزيمة نكراء صفر-6.
في 2 ايار/مايو 1962، كان الموعد مع المباراة النهائية لكاس اندية ابطال اوروبا في امستردام الهولندية، وجمعت بنفيكا بريال مدريد الذي كان لاعبوه لم ينسوا بعد هزيمة المباراة النهائية في الموسم الماضي، الا ان اوزيبيو كان في الموعد وتمكن بفضل مهاراته العالية من تسجيل هدفين منح بهما اللقب الثاني على التوالي لبنفيكا وصار احد النجوم العالميين.
وصار اوزيبيو القوي البنية، السريع، المرن، صاحب التسديدات الصاروخية معشوق الجمهور البرتغالي بفضل هذه المميزات، التي مكنته من نيل لقب هداف الدوري البرتغالي، حيث تمكن من تحطيم الرقم القياسي في عدد الاهداف التي سجلها ب43 هدفا عام 1968.
ونال اوزيبيو لقب الدوري البرتغالي مع بنفيكا 11 مرة، وكأس البرتغال 5 مرات.
اما اهم 9 اهداف سجلها اوزيبيو في حياته، فهي بلا شك خلال نهائيات كاس العالم 1966 في انكلترا حيث شاءت القرعة ان يكون المنتخب البرتغالي ضمن اصعب مجموعة في الدور الاول، غير ان اوزيبيو وزملاءه تمكنوا من الفوز بمبارياتهم الثلاث امام المجر (3-1) ثم امام بلغاريا (3-0) وخاصة امام البرازيل (3-1) فسجلوا 9 اهداف منها 3 لاوزيبيو.
في الدور ربع النهائي واجه المنتخب البرتغالي نظيره الكوري الشمالي الذي اقصى المنتخب الايطالي، بعد 24 دقيقة من بداية المباراة فاجأ الكوريون الجميع وابهروا العالم بعروضهم حيث تقدموا بثلاثة اهداف نظيفة، غير أن اوزيبيو لم يستسلم لامر الكوريين واندفع نحو الهجوم كعادته وتمكن من قلب الموازين رأسا على عقب، فمن الدقيقة 28 حتى الدقيقة 60، سجل 4اهداف وفازت البرتغال (5-3) وتاهلت الى الدور نصف النهائي.
في هذا الدور واجه زملاء اوزيبيو المنتخب الانكليزي صاحب الارض بقيادة النجم بوبي تشارلتون وفاز الانكليز بهدفين لتشارلتون مقابل هدف لاوزيبيو، وتأهلوا الى المباراة النهائية حيث توجوا باللقب العالمي، اما البرتغال فنالت المركز الثالث بعد فوزها على الاتحاد السوفياتي (2-1) وسجل اوزيبيو احد الهدفين وتوج بلقب افضل هداف في الدورة برصيد 9 اهداف.
لكن ولسوءالحظ لم يستطع اوزيبيو مواصلة مشواره الكروي على المستوى الدولي بسبب الاصابات الخطيرة التي كان يتعرض لها في كل مرة، وابتداء من 1970 فضل اللعب متأخرا، لكن وبرغم ذلك بقي وفيا للمرمى وتمكن من تسجيل 40 هدفا في دوري 1973.
سنتان بعد ذلك، وفي سن الثالثة والثلاثين وبعد مشوار لامع مع بنفيكا، فضل اوزيبيو تغير الاجواء وانتقل الى فريق تورونتو الكندي في دوري امريكا الشمالية، قبل ان يعود الى بنفيكا ليعمل في مجلس ادارة النادي ولا يزال حتى الان.
وفي 5 كانون الثاني/يناير 2014 اي في يوم عيد ميلاده ال71، توفي اوزيبيو بعد مسيرة كروية حافلة اضافت اسمه الى قائمة عمالقة الكرة الذين انجبتهم الملاعب العالمية ولا زالت تفتخر بهم حتى الان.
- بطاقة فنية:
الاسم واللقب: فيريرا دا سيلفا (ملقب باوزيبيو)
ولد في 5 كانون الثاني/يناير 1942 في لورنسو ماركز (الموزمبيق)
توفي في 5 كانون الثاني/يناير 2014 في البرتغال
- الاندية التب دافع عن الوانها: بنفيكا ثم تورونتو
- سجل الالقاب
1962: بطل اندية ابطال اوروبا
كاس البرتغال
1963: بطل البرتغال
1964: بطل البرتغال
هداف الدوري البرتغالي
1965: بطل البرتغال
هداف الدوري
الكرة الذهبية الاوروبية
1966: هداف الدوري
1967: بطل البرتغال
هداف الدوري
1968: بطل البرتغال
هداف الدوري
الحذاء الذهبي الاوروبي
1969: بطل البرتغال
كاس البرتغال
1970: هداف الدوري
كأس البرتغال
1971: بطل البرتغال
1972: بطل البرتغال
كأس البرتغال
1973: بطل البرتغال
هداف الدوري
الحذاء الذهخبي الاوروبي
1975: بطل البرتغال
لعب 64 مباراة دولية وسجل 41 هدفا