في رحلة تستعيد أمجاد «زمان» وتقيم حوارا بين الحضارات -
رحلة عبْر الجسد والروح تخترق الظلال بألوان منثورة بالسحر -
تابع المؤتمر الصحفي – عاصم الشيدي -
كشفت المؤلفة الموسيقية والسوبرانو هبة القواس تفاصيل عملها الجديد “أنوار الأندلس” الذي تنفرد دار الأوبرا السلطانية بتقديم عروضه الأولى خلال أيام الخميس والجمعة والسبت القادمة. وأنوار الأندلس كما وصفته القواس في مؤتمر صحفي عقدته بدار الأوبرا السلطانية “رحلة تتخطى الزمن، في حوار فريد للحضارات في محاولة لاستعادة مجد الأندلس وحلمه”.
إلا أن القواس استهلت مؤتمرها الصحفي بالإشادة بدار الأوبرا السلطانية معتبرة أنها ترى في عمان أندلساً جديدة، وفي حضرة صاحب الجلالة السلطان المثقف الذي يؤمن بأن الفنون أحد أعمدة صناعة الحضارة، وهو نفس الإيمان الذي آمن به سلاطين الأندلس أيام مجدها. مؤكدة أنها في كل مرة تأتي فيها لعمان تجد عمان ولا تجد أي بلد آخر، تجد بلدا له هويته وليس مسخا من شتات بلدان أخرى.. وهو أحد الأسباب القوية التي جعلت القواس تنجز هذا العمل العالمي في مسقط.
ويشترك في إنجاز العمل الذي تختتم به دار الأوبرا السلطانية موسمها الرابع أكثر من 150 شخصا من مختلف أنحاء العالم، بينهما شعراء العمل عبدالعزيز خوجة، وهدى النعمانية، وزاهي وهبي وندى أنسي الحاج.
وفي بداية المؤتمر الصحفي تحدث البروفيسور عصام الملاح مستشار مجلس إدارة دار الأوبرا للبرامج والفعاليات أن عرض أنوار الأندلس “كان مبرمجا للموسم الخامس وليس الموسم الحالي لكننا “ويبتسم” لم نستطع الانتظار، ووجدنا ان هبة القواس متشوقة في إنجاز العمل مثلنا، واستطاعت أن تنجز العمل في الوقت المطلوب لتختتم به الدار موسم فعالياتها”.
وأكد الملاح أن “أنوار الأندلس” يكشف أن تمازج الحضارات في أجواء من الأمن والأمان والتشارك دائما ما ينتج ثقافة ثرية وحضارة متقدمة”، بعيداً عن الصراعات. وقال الملاح: إن الحضارة الإسلامية في الأندلس استطاعت منذ وقت مبكر جدا أن تنجح في إرساء مصطلح “العولمة” المعروف اليوم ولكن دون أن تنفي ثقافة، ثقافة أخرى في ظل التسامح الكبير الذي أبداه المسلمون هناك. وكررت هبة القواس أكثر من مرة في المؤتمر الصحفي أن “أنوار الأندلس” عمل كانت تحلم به كثيراً؛ لأنه يلامس فيها جوانب شخصية وثقافية: فالشخصية لأنها حفيدة عبدالرحمن الداخل فاتح الأندلس. أما الجانب الثقافي فلأنها تعشق الموسيقى الأندلسية التي تتمازج فيها الروح العربية والإسبانية.
وقالت القواس: إن إرادة قوية كانت وراء إنتاج العمل الذي تفخر به، وتفخر بالمشتغلين فيه إلى جانبها، مؤكدة أنه سيمد جسوراً بجانب جسور في تلاقي ثقافي بين عدة حضارات وبلغة الموسيقى التي يفهمها الجميع.
تدور قصة العمل بين ظلال الحب ولهب الغيرة، لتنكشف الحجب أمام الحب المطلق التي تغنيه هبة القواس متفلتة من أطُر الموسيقى المقولبة، لتخترع لغة موسيقية كونية مستوحاة من الحضارة العربية الأندلسية، في إطار ساحر غني بالخيال والفنتازيا.
واختارت القواس أشعارا لحنتها وغنتها لكل من عبدالعزيز خوجة، وهدى النعمانية، وزاهي وهبي وندى الحاج. وهي أشعار تنصهر في سياق القصة العابقة بالحب والجمال والرومانسية.. في مزج بين الموسيقى والشعر والغناء والرقص النابض بالحيوية المجددة للروح والجسد. وقالت هبة القواس انها لن تعيد الماضي في عملها ولكنها ستقدم طرحاً حديثاً ولكنه يستوحي روحه من الماضي.. “سنخلق الأندلس من خلال رؤية حديثة” وهذه من النقاط الصعبة التي واجهتها وهي ترسم العمل. كما أكدت القواس ردا على سؤال الصحفيين إن كل شيء في “أنوار الأندلس” عمل خصيصا لدار الأوبرا السلطانية.
وبدت القواس خلال مؤتمرها الصحفي سعيدة جدا لتعاونها مع دار الأوبرا السلطانية في إنجاز العمل الذي اعتبرته أحد أحلامها.. لكن القواس كشفت أيضا خلال حديثها في المؤتمر الصحفي عن ثقافة عالية ووعي بتاريخ الأندلس وبالدور الذي لعبه في تاريخ الحضارة الإسلامية.. وبدت قارئة بوعي عال لكل تلك المفاصل منذ الفتح والازدهار وإلى التراجع والسقوط.
ينضمّ الى الأوركسترا والكورال أنسامبل فلامنكو ومجموعة غناء الفلامنكو المنفرد، بالاشتراك مع أنسامبل عربي أندلسي ومجموعة الغناء الأندلسي العربي المنفرد بأصوات الجزائري سليم فرقاني والمغربيين سعيد بلقاضي وعمر متيوي وهم من أشهر المغنين في هذا المجال. كما سيشارك في الغناء عبدالرحمن محمد في دور “عابر سبيل”. إضافة إلى عازف الجيتار العالمي خوسيه ماريا غياردو دِل ري الذي تعاون مع القواس في أكثر من عمل.
كما تتولى ندى الحاج وربما كريمة عمل السكريبت. وبمشاركة أوركسترا ترنسيلفانيا الفلهارمونية بقيادة جون أكسيلرود فيما تقوم برقصات البالية راقصات فرقة باليه كارمن كانتيرو وريكاردو لوبيز، لمصمم الرقصات مانيويل دياز، ويقوم خوسيه مالدونادو بالرقص المنفرد. في حين يوقع الإخراج الألماني أندرياس موريل.