إقبال متوسط في اليوم الثاني -
القاهرة – عمان – (أ ف ب) -
سار اليوم الثاني من الاقتراع في انتخابات الرئاسة المصرية أمس والتي يتواجه فيها عبد الفتاح السيسي القائد السابق للقوات المسلحة والقيادي اليساري حمدين صباحي بأجواء من الانضباط، وسط إقبال متوسط في غالبية المحافظات وأقل من المتوسط في محافظتي السويس وجنوب سيناء، ومنطقة مصر الجديدة في القاهرة الكبرى، وبخاصة خلال ساعات ما قبل العصر.
وتعد نسبة المشاركة الرهان الرئيسي في هذه الانتخابات التي يريد السيسي ان يجعل منها دليلا على شرعيته في حين يشكك فيها الاخوان ويعتبرون انه استولى على السلطة بـ”انقلاب”.
وفي سياق متصل، نفت اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة المصرية أمس، صحة الفيديو المتداول بشأن تسويد البطاقات الانتخابية لصالح السيسي.
وقالت اللجنة في بيان رسمي أنها لاحظت قيام بعض المواقع الإخبارية بعرض فيديو للقطات مصورة لقيام أحد الأشخاص بتسويد بطاقات الرأي لصالح المرشح الأول عبد الفتاح السيسي، ومن ثم قامت بفحص تلك اللقطات وتبين أن بطاقة الاقتراع المستخدمة في هذه اللقطات ليست هي بطاقات الرأي المعتمدة من قبل لجنة الانتخابات الرئاسية.
وأضافت اللجنة أن حجم الورقة يختلف تماما عن الحجم المعتمد، فضلا عن عدم وجود العلامة المميزة الخاصة بكل ورقة غير قابلة للتزوير أو التقليد فأعلى الورقة وعند فصل الورقة من الدفتر تنقسم إلى نصفين نصف في الورقة ونصف يبقى في الدفتر، ونشير إلى أنه من الواضح أن القلم المستخدم في المقطع “قلم رصاص”.
وفي سياق متصل، صرح عضو الأمانة العامة للجنة العليا لانتخابات الرئاسة المستشار “طارق شبل”: إن ما تردد بشأن فتح لجان مخصصة للوافدين غير صحيح لأن اللجنة أعطت الفرصة بشكل كامل لهم في وقت سابق للتسجيل للمشاركة بالعملية الانتخابية ولم يهتموا بهذا الأمر قائلا: “أزمة الوافدين أمر منته ومن المستحيل السماح للوافدين غير المسجلين الانتخاب”.
وأضاف في تصريح له أمس: أؤكد أن ما تردد بشأن اتصالات بين الحكومة واللجنة بشأن الوافدين، ليس لعمل لجان لهم لكن فيما يتعلق بالوافدين الذين قاموا بالتسجيل ولم يجدوا أسماءهم باللجان وهذه المشكلة يتم التغلب عليها الآن من خلال التواصل مع اللجان الفرعية وتذليل العقبات أمام الناخبين”.
ولفت شبل إلى أنه حتى الآن لم يتم الحديث في مد فترة التصويت ليوم آخر والأمر مقتصرًا على مد التصويت حتى الساعة العاشرة حتى الآن ومن ثم تبدأ عملية الفرز.
قال المستشار طارق شبل، عضو أمانة اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة، إن اللجنة ستفعل نصوص قانون انتخابات الرئاسة الخاص بتغريم المختلفين عن الإدلاء بصوتهم مبلغ 500 جنيه.
وتعهد بتفعيل النصوص الواردة في قانون العقوبات بشأن انتخابات الرئاسة بتوقيع غرامة على من لا يدلي بصوته بحد أقصى 500 جنيه، مالم يكن هناك عذر، ونبلغ النيابة العامة بأسمائهم، مؤكدا أن أموال الغرامة ستؤول لوزارة المالية.
ومع استمرار الانتخابات أمس، سعى المعارضون لها ولخطة الطريق التي تتم بموجبها للتشويش عليها، حيث أصيب شخص بجروح طفيفة في انفجار وقع بميدان روكسي بمصر الجديدة.
وتبع ذلك قيام وحدات أمنية وخبراء متفجرات بتمشيط محيط الانفجار، بحثا عن وجود عبوات أخرى، فيما تسبب الهجوم أيضا في تحطم زجاج بعض السيارات التي كانت موجودة بمحيط مكان زرع العبوة.
وفي سياق متصل، اعتقلت أجهزة الأمن شابا ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين في حي المقطم بالقاهرة، مشتبه في تحريضه الناخبين على إبطال أصواتهم مقابل مبالغ مالية في اليوم الثاني للانتخابات الرئاسية.
وقالت وزارة الداخلية ان المشتبه به كان متواجدًا أمام المقر الانتخابي لمدرسة عمر بن الخطاب بالمقطم وكان “يحرض الناخبين على إبطال أصواتهم مقابل مبالغ مالية وعثر بحوزته على مبلغ 1300 جنيه وعدد 3 خطوط هواتف محمولة وشيكات”.
وأضاف البيان: وبفحص هاتفه المحمول تبين وجوده داخل مقر جماعة الإخوان المسلمين في الأحداث الماضية، كما احتوى هاتفه على مجموعة من الصور تجمعه ببعض قيادات، وبالكشف عليه جنائيا تبين أنه هارب من 5 أحكام وسبق اتهامه بارتداء الملابس العسكرية، تحرر محضر بالواقعة وأحيل إلى النيابة المختصة “أحد العناصر الإجرامية أمام مقر الجامعة العمالية بمدينة نصر بعد اعتدائه على ضابط شرطة مكلف بتأمين اللجان فيما قامت القوات بالقبض عليه واصطحابه إلى قسم أول مدينة نصر”
وتابع المصدر: لقد أكد أحد الضباط أن الشخص الذي تم إلقاء القبض عليه أحد العناصر الجهادية وحاول إيقاف عملية التصويت وقطع الشارع وإحداث ضجيج في المكان من خلال الصراخ.
كما فرقت قوات الأمن المصرية مسيرة احتجاجية نظمها العشرات من أنصار جماعة الإخوان المسلمين بمنطقة المريوطية بشارع فيصل بمحافظة الجيزة، تزامنًا مع إجراء الانتخابات الرئاسية.
ووفق ما أظهرت شاشات بعض قنوات التلفزة المصرية، فقد رفع المحتجون صورًا للرئيس المعزول د.محمد مرسي وشعار “رابعة العدوية”، ورددوا هتافات من بينها “يسقط حكم العسكر” و”انتخابات باطلة”، و”مرسي يا مرسي انت رئيسي”.
وتدخلت قوات الأمن المركزي والشرطة بسرعة، ومنعت المتظاهرين من التوجه للجان الانتخابية الموجودة في المنطقة، وهاجمتهم بقنابل الغاز المسيل للدموع، كما طاردتهم في الشوارع الجانبية.
وفي شأن متصل، أعلن مصدر عسكري مصري مسؤول، أمس، عن رصد المركز الإعلامي التابع للشؤون المعنوية بالقوات المسلحة سير العملية الانتخابية على مدار الساعة، وتواصله مع مركز عمليات دعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء وهيئة الاستعلامات ووزارة الداخلية ومركز عمليات القوات المسلحة، وارتباطه بسيارات البث المباشر وطائرات الاستطلاع، لمتابعة سير العملية الانتخابية.
وأضاف المصدر، في تصريح له، أن عناصر من الجيش المصري تواصل تعزيز إجراءات تأمين المنشآت والأهداف الحيوية بالدولة بالتعاون مع عناصر وزارة الداخلية، واتخاذ جميع الإجراءات لتأمين المجرى الملاحي لقناة السويس ومنع محاولات التسلل والتهريب على كافة الاتجاهات الاستراتيجية للدولة، والتصدي لأي أمور من شأنها عرقلة العملية الانتخابية.
وأكد على التزام عناصر القوات المسلحة بتعليمات القيادة العامة من حيث الحياد التام، والحرص على عدم الدخول للجان اﻻنتخابية لأي سبب.
وأضاف: أن القوات الجوية مستمرة في عملية التأمين والتصوير الجوي للعملية الانتخابية بجميع المحافظات، وأن عناصر من وحدات الصاعقة مستعدة لمعاونة التشكيلات التعبوية في تأمين اللجان والمراكز الانتخابية، كما تشارك عناصر المظلات بالعديد من المجموعات القتالية، وكذلك وحدات التدخل السريع والتي تعمل كاحتياطات قريبة لدعم عناصر التأمين، فضلاً عن الدور الذي تؤديه الشرطة العسكرية والمدنية في تنظيم العديد من الدوريات المتحركة ونقاط التأمين الثابتة في محيط اللجان.
وتابع: إن القوات المسلحة ستقف حائلاً ضد كل من يحاول العبث بمقدرات الشعب المصري، وأنها ستتعامل بكل حسم وحزم ضد أي محاولة من شأنها التأثير على العملية الانتخابية.
وفي هذا السياق، لوحظ أمس وجود تحليق مكثف لطائرات مروحية مصرية في سماء محافظة السويس، لتأمين العملية الانتخابية في ثاني أيام إدلاء المواطنين بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية.
وقد شهدت أمس اللجان الانتخابية بمحافظة جنوب سيناء، إقبالا ضعيفا من المواطنين للإدلاء بأصواتهم في انتخابات الرئاسة، وتحول التصويت إلى عملية فردية.
وقد اشتكى عدد من الوافدين العاملين بالقطاع السياحي بالمحافظة، من عدم التصويت، لانهم لم يتمكنوا من تغيير موطنهم الانتخابي، وفق مصادر محلية وإعلامية متطابقة.
من جانبه، صرح رئيس ائتلاف دعم السياحة أحمد غباشي: إن الإقبال ضعيف لعدم منح الوافدين حق التصويت.
وبدوره، قال اللواء عادل كساب، رئيس مركز العمليات بمحافظة جنوب سيناء، أن جميع اللجان فتحت أبوابها للمواطنين في الموعد الرسمي، مضيفا أنه لم يتلق أية شكاوي بوقوع تجاوزات في أي لجنة علي مستوى المحافظة .
وأعلن كساب عن ارتفاع نسبة المشاركة من 24% إلى 26%، مضيفا أن عدد الذين أدلوا بأصواتهم حتى الساعة الحادية عشرة صباح الثلاثاء، بلغ 22 ألفا و526 ناخبا.
أما محافظة الجيزة، فشهدت أمس إقبالا متوسطا إلى أقل من المتوسط في بعض المناطق من المواطنين في اليوم الثاني للتصويت في الانتخابات، في حين قامت قوات الأمن من الجيش والشرطة، بتمشيط، المناطق المحيطة بلجان التصويت في منطقة العمرانية، تحسبًا لوقع أي أعمال عنف أو شغب.
وصرح المستشار أحمد حسين، رئيس اللجنة رقم 27 بمدرسة المنيب الإبتدائية المشتركة، بأن نسبة التصويت حتى نهاية اليوم الأول تراوحت بين 30 إلى 40% من نسبة المقيدين في الكشوف الانتخابية للجنة، وتوقع تجاوز نسبة التصويت 70% في نهاية عملية التصويت تماما.
من جهته، وجه محافظ الجيزة، الدكتور علي عبد الرحمن، المغتربين، التوجه إلى ديوان عام المحافظة بشرط أن يكونوا قد قاموا بتسجيل بياناتهم بالشهر العقاري وحصلوا على الإيصال الأصفر لكي يتم توجيههم إلى مقار اللجنة الخاصة بهم.
ولوحظ أمس اختفاء الناخبين لبعض الوقت من أمام لجان انتخابية في حي إمبابة في الجيزة، فيما شهدت بعض مدارس هذا الحي إ إقبالا ضعيفا للغاية من قبل الناخبين بالتزامن مع الإجازة الرسمية التي أعطتها الحكومة أمس للمواطنين ليتمكنوا من الإدلاء بصوتهم.
كما اتسم الاقبال على اللجان الفرعية بمحافظة الدقهلية أمس بأنه متوسط، فيما تسلم القضاة صناديق الاقتراع وتم إعادتها مرة أخرى للجان بعد الاطمئنان على سلامتها، بينما تأخر عدد قليل في فتح لجان الاقتراع عن الموعد المحدد له نظراً لتأخر القضاة.
كما شهدت محافظة السويس إقبالًا ضعيفًا من الناخبين في العديد من اللجان وبخاصة في مناطق: السويس والأربعين وفيصل، وسط إجراءات أمنية مكثفة من قوات الجيش والشرطة. ميدانيا، تفقد وفد من جامعة الدول العربية أكثر من لجنة انتخابية في مختلف محافظات مصر، كما تفقد وفد من البرلمان العربي اللجان الانتخابية بمحافظة الإسكندرية في اليوم الثاني من التصويت على الانتخابات الرئاسية.
ورافق وفد البرلمان العربي اللواء أمين عز الدين، مساعد الوزير مدير أمن الإسكندرية، للوقوف على كيفية سير الانتخابات.