مجلة عالمية تنشر دراسة لباحث عماني حول الأضرار البيئية للمبيدات الكيميائية


مسقط – الرؤية


قال الدكتور سعيد بن علي الزدجالي، خبير كيميائي بمكتب وكيل وزارة البيئة والشؤون المناخية، إن بحثه العلمي حول استخدامات المبيدات في الزراعة بالسلطنة، والذي نوقش مؤخرا جرى تصنيفه كواحد من أفضل البحوث المتخصصة في مجال البيئة، ونشرته واحدة من أرفع وأرقى المجالات الأكاديمية العالمية المتخصصة في البيئة والعلوم، وهي مجلة"Science of the Total Environment" ، حيث تصدر المجلة كل خمس سنوات إصدارًا خاصاً لأفضل البحوث المتعلقة بعلوم البيئة وفق قواعد وضوابط عالية الدقة والصرامة.


وأكد الزدجالي أنه "تشرف بنشر ثلاث أوراق علمية من بحثه الذي أشرف عليه البروفيسور مايك ديدمان من كلية العلوم الزراعية والبحرية بجامعة السلطان قابوس"، موضحًا أن الورقة العلمية التي نشرت في المجلة تناولت موضوع المبيدات الكيميائية المستخدمة في مكافحة الآفات الزراعية، والمشاكل الصحية والبيئية المرتبطة بها، وكذلك إجراءات التخلص من المبيدات منتهية الصلاحية، وطرق التعامل مع العبوات الفارغة. وتضمن البحث نتائج جمع البيانات والمعلومات بالطرق الميدانية، حيث اشتمل على مقابلات مع 217 من العاملين بالزراعة في محافظتي شمال وجنوب الباطنة، كما تضمن تقسيم المزارع حسب عضويتها في جمعية مزارعي الباطنة، التي تتخذ من ولاية السويق مقر لها، ومقارنتها بغيرها من المزارع التي لا تنتمي لهذه الجمعية.


وأشار الخبير الكيميائي إلى أن النتائج أظهرت تباينا واختلافا واضحا في السلوك نحو التعامل مع المبيدات بأنواعها، وهو تباين مرتبط بعضوية المزارع في هذه الجمعية وكذلك بين المزارعين أنفسهم والعمالة الوافدة بها، فالمزارع المنتمية للجمعية تستخدم مبيدات عالية الجودة وأسعار أغلى ومصنعة من قبل شركات عالمية وتنتج أنواع حديثة من المبيدات، إضافة إلى أن هذه المزارع تتبع الأساليب الصحيحة في الرش واستخدام الكميات المناسبة في فترات زمنية محددة وإتباع التعليمات والإرشادات حول فترة الأمان بين الرش وجنى الثمار، وإتباع طرق التخزين السليمة والتعامل مع المبيدات المنتهية الصلاحية والعبوات الفارغة، كما إن بعض منتجات مزارع الجمعية مثل الفاصوليا تصدر إلى أسواق عالمية.


وأكد الدكتور سعيد أنه لدى مقارنة هذه المزارع بغيرها من التي لا تتبع الجمعية، وجد أنها تستخدم مبيدات أقل جودة وأقل تكلفة، وغير منتجة من قبل شركات عالمية، إضافة إلى وجود مبيدات محظورة لدى البعض منها وغير ملتزمة باللوائح الخاصة بالمبيدات، ولا يتم إتباع إرشادات التخزين السليم وطرق التخلص من العبوات الفارغة، والتي غالباً ما تحرق، ما يولد مواد كيميائية سامة تنتشر في الأوساط البيئية، لأنها تحوي متبقيات مبيدات كيميائية وإن كانت بكميات قليلة، مسببة بذلك أضرارا صحية على البشر والماشية، إضافة إلى إعادة استخدام عبوات المبيدات لتخزين المشروبات مما يضاعف من درجة الخطورة والتسمم بشكل مباشر.


واختتم الدكتور سعيد الزدجالي خبير كيميائي بمكتب وكيل وزارة البيئة والشؤون المناخية بقوله إن نتائج البحث لخصت دور المزارعين القائمين بالإدارة والإشراف المباشر وبصفة منتظمة على مزارعهم، ما ينعكس على ترشيد استهلاك المياه والأسمدة والمبيدات، ويؤدي إلى خفض مستويات التلوث وزيادة إنتاج المحاصيل الخالية من المواد الكيميائية الضارة، وذلك بالتشخيص الصحيح والمبكر للأمراض التي قد تتعرض لها النباتات والمحاصيل الزراعية، وهو بدوره ما يعزز مفهوم استدامة الزراعة والتنمية المستدامة، وعلى العكس فإن المَزارع التي لا تخضع لإشراف ومراقبة المزارعين أنفسهم، والتي يوكل فيه العمل إلى العمالة قليلة الخبرة بخطورة المبيدات، فتزداد كميات انتشار المبيدات الكيميائية بها، ما يؤدي إلى تفاقم المشاكل الصحية والبيئية.