باريس- «أ.ف.ب»: يشكل العثور على جمجمة بشرية تعود إلى 55 ألف سنة قبل الميلاد في الجليل، الدليل الملموس الأول على وجود الإنسان المعاصر في الشرق الأوسط في حقبة كان فيها إنسان نيانديرتال يعيش أيضا في المنطقة.
ويعد توسع الإنسان العاقل أو المعاصر (هوموسبايانس) ذي الأصول الإفريقية باتجاه أوروبا وآسيا منذ أربعين إلى ستين ألف سنة حلقة مهمة في تطور الجنس البشري، وقد حل هذا النوع من البشر مكان الأنواع الأخرى التي انقرضت ومنها إنسان نيانديرتال.
لكن الغموض يلف تاريخ جماعات الإنسان المعاصر التي عاشت خارج إفريقيا، بسبب ندرة المتحجرات البشرية العائدة إلى تلك الحقبة.
وجاء في دراسة نشرتها مجلة نيتشر البريطانية أن العثور على الجمجمة البشرية في مغارة في الجليل، والتي تعود إلى 55 ألف عام قبل الميلاد، يلقي الضوء على هجرة الإنسان المعاصر خارج إفريقيا.
ولم يعثر المنقبون على الجمجمة كاملة بل على جزء منها، لكن شكلها المميز يشبه الجماجم العائدة للإنسان المعاصر التي عثر عليها في إفريقيا وأوروبا.
ورجح الباحثون أن يكون صاحب هذه الجمجمة ذا روابط مع الجماعات الأولى من الإنسان المعاصر التي استوطنت بعد ذلك أوروبا.
وقال الباحثون إن دراسة شكل الجمجمة لا يكفي لتأكيد أن صاحبها متحدر من زيجات مختلطة بين الإنسان المعاصر وإنسان نيانديرتال في الشرق الأوسط.
لكن هذه الجمجمة تثبت أن جماعات الإنسان المعاصر تعايشت مع جماعات إنسان نيانديرتال في الشرق الأوسط خلال العصر الحجري الأوسط والحديث.