بالأسماء .. الكشف عن التفاصيل الكاملة "لتفجير الكويت"

الكويت- الوكالات

تمكنت وزارة الداخلية الكويتية من فك كل خيوط الجريمة النكراء وإلقاء القبض على الخلية التي خططت وسهلت مهمة الانتحاري الإرهابي فهد سليمان عبدالمحسن القباع في تنفيذ تفجير مسجد الإمام الصادق بالكويت بعدما كان قد وصل الى البلاد فجرا في نفس يوم الجريمة.

وذكرت صحيفة "الأنباء" الكويتية تفاصيل الحادث حيث قالت إن ممن تم توقيفهم مالك السيارة التي أقلت الإرهابي ويدعى جراح نمر مجبل غازي (من البدون) وسائقها الذي تولى نقله ويدعى عبدالرحمن صباح عيدان سعود (بدون)، كما ألقي القبض على اثنين من أبناء مالك المنزل الذي كان يؤويهما وهما كويتيان وأحدهما كان متهما في قضية أسود الجزيرة.

وقال مصدر أمني للصحيفة، ان "البدون" مالك السيارة اعترف على "بدون" آخر هو من تسلم السيارة منه لكي ينقل بها الإرهابي، ولم تمض ساعات على ضبط مالك السيارة والتي كشفت التحقيقات عن أنه أحد الداعشيين والمتورطين في القضية وساهم ذلك في الكشف لاحقا عن كامل تفاصيل العمل الإرهابي الجبان وكيفية دخول المواد المتفجرة وأين أعدت وكيف دخلت هذه المواد ومن أعد ونفذ للجريمة وضبط الإرهابي الذي أوصل زميله المفجر وكذلك توقيف من قام بإيوائهما.

وفي الواحدة من بعد منتصف الليل، صدر بيان عن وزارة الداخلية أعلنت فيه عن تمكن أجهزة الأمن المعنية من ضبط سائق المركبة الذي تولى توصيل الإرهابي إلى مسجد الإمام الصادق وفراره بعد التفجير مباشرة، ويدعى عبدالرحمن صباح عيدان سعود من مواليد 1989، وهو من المقيمين بصورة غير قانونية، حيث عثر عليه مختبئا بأحد المنازل بمنطقة الرقة.

وقد أفادت التحقيقات الأولية بأن صاحب المنزل من المؤيدين للفكر المتطرف المنحرف، فيما تواصل أجهزة الأمن جهودها للتوصل لمعرفة الشركاء والمعاونين في هذا العمل الإجرامي والوصول إلى كل الحقائق والخيوط المتعلقة بهذه الجريمة النكراء.

يشار إلى أن وزارة الداخلية طوقت المنزل الذي كان يؤوي ناقل الإرهابي وبقية المشاركين معه وألقت القبض على البدون ومواطنين شقيقين هما ابنا صاحب المنزل واللذان يعتبران شريكين في الجريمة.

وفي بيانها الثاني كشفت وزارة الداخلية عن هوية الارهابي القاتل وجاء فيه ان منفذ التفجير الارهابي بمسجد الامام الصادق بمنطقة الصوابر سعودي الجنسية يدعى فهد سلمان عبدالمحسن القباع، وانه دخل البلاد فجر يوم الجمعة الماضي عن طريق المطار وفي الظهيرة نفذ الجريمة.

وحول التحقيقات التي اجريت مع المتهمين وانتماءاتهم، قال مصدر امني ان المتهمين جميعهم لديهم فكر متطرف للغاية وان احد المتهمين الاربعة كانت لديه قضايا مرتبطة بأمن الدولة وهي قضية اسود الجزيرة وأنه وشقيقه تلقيا دورات تأهيل من الفكر المتشدد، وان احد اقارب البدون مالك السيارة من القيادات الداعشية والذي لديه مجموعة من الصور والمقاطع وصور لرؤوس مقطعة.

واشار المصدر الى ان التحقيقات مع المتهمين كشفت عن انهم تلقوا تعليمات من خارج الكويت تضمنت ان تنظيم داعش يريد القيام بعمل تهتز له الكويت، وذلك قبل نحو 20 يوما، وان المتهمين جميعهم تركت لهم مسؤولية اختيار المكان الامثل للتنفيذ وكذلك ساعة الصفر.

ومضى المصدر بالقول: جلس المتهمون الاربعة البدون مالك السيارة والمتهم ناقل الارهابي و(فهد شخير العنزي) و(محمد شخير العنزي) واتفقوا فيما بينهم على اختيار مسجد الامام الصادق كمكان مناسب لتنفيذ العملية الارهابية، ومن ثم تم اخطار القيادات المتطرفة خارج الكويت بواسطة تقنية الواتساب وعبر البريد الالكتروني من خلال الهواتف النقالة.

وعاينوا المسجد لعدة مرات ولأكثر من اسبوعين لتحديد الباب الذي من خلاله سيدخل الارهابي وينفذ عمليته الإجرامية.

واشار المصدر الى ان اشخاصا موالين لتنظيم داعش في دولة مجاورة تم اخطارهم بما خلص اليه المدبرون للعمل الارهابي، حيث تم ابلاغهم بان المواد المتفجرة ستصل اليهم وان المواد المتفجرة سوف تصل حتى منزلهم وفي منطقة الرقة، حيث وصلت المواد المتفجرة قبل قرابة الثلاثة أيام في صندوق أشبه بصندوق عدة السيارات.

وأضاف المتهمون ان من تسلم صندوق المتفجرات هو البدون ناقل الإرهابي وتم الاحتفاظ بالصندوق المتفجر داخل المنزل بالرقة، ومن ثم غادر من سلم الصندوق البلاد حسب ما أفاد به الإرهابي البدون ناقل الإرهابي المتفجر، مؤكدا انه لا يعرف أي معلومات عن الأشخاص الذين نقلوا اليه الصندوق باستثناء انهم غادروا الكويت في اليوم نفسه الذي أوصلوا فيه المواد المتفجرة.

واستطرد المتهمون في الاعترافات التفصيلية التي أدلوا بها أمام أجهزة وزارة الداخلية بأنهم سئلوا من قبل المخططين للجريمة وهم موزعون في دولة مجاورة وداخل العراق عن المكان الذي تم تحديده للتنفيذ، حيث تم ابلاغهم بأنه تم الاستقرار على مسجد الإمام الصادق وهو مسجد يرتاده أكبر عدد من المصلين وأبلغوا القيادات الداعشية بأنهم درسوا المسجد جيدا ليتم اخطارهم بأن شخصا سيأتي لتنفيذ هذه المهمة وحددوا لهم موعد وصول الإرهابي القباع.

وأشار المتهمون في التحقيقات معهم حسب المصادر الى ان البدون مالك السيارة كان على علم مسبق بما سيحدث وسلم سيارته الى البدون ناقل السعودي مساء الخميس، حيث توجه البدون الى مطار الكويت الدولي وانتظر منفذ العمل الإرهابي وذهب به الى منطقة الرقة، حيث كان صديقاه فهد ومحمد بانتظاره.

وكشفت التحقيقات مع ناقل الإرهابي البدون عبدالرحمن صباح عيدان انه أقل الإرهابي القباع الى منطقة الرقة ومكثا حتى الساعة الثانية عشرة ومن ثم توجها بالسيارة اليابانية الى محيط المسجد وجالا حول المسجد لـ 3 مرات قبل ان يدخل الإرهابي الى المسجد في عجالة ويفجر نفسه بعد ان دخل في أقل من دقيقتين.

وأشارت التحقيقات الى ان الإرهابي صباح عيدان هو من وضع الحزام الناسف حول بطن السعودي الإرهابي وهنأه هو ومرافقاه المواطنان بأنه سينال شهادة يتمنون أن يحصلوا عليها.

ولكن لماذا لم ينفذ اي من المتهمين الجريمة بنفسه، بدلا من ان شخصا من خارج الحدود ينفذ العملية الإرهابية؟ هذا السؤال رد عليه مصدر امني بالقول: تم توجيهه الى المتهمين فقالوا انهم كانوا يأملون الشهادة، ولكن هكذا طلب منهم، وكل ما يرد من تعليمات فمن غير الواجب المناقشة بشأنه، وانه يرجح ان يكون قادة التنظيم المتطرف لا يرغبون في ان يلحق الأذى البالغ بأسر المشاركين المخططين اعتقادا منهم بأن وزارة الداخلية لن تمسك بهم وبالتالي يمكن احتياجهم والاستعانة بهم في عمليات أخرى.

كما كشفت التحقيقات عن ان المتهمين الكويتيين فكرا في ان يغادرا الكويت بعد أن ادركا انهما سيضبطان عاجلا أم آجلا، ولكن كانت وزارة الداخلية لهما بالمرصاد حيث تم ضبطهم جميعا.

يذكر ان أحد الشقيقين الكويتيين ممنوع من السفر لفكره الجهادي المتشدد وانهما اي الشقيقين يخضعان لدورات تأهيل في الفكر المتطرف تتبع وزارة الأوقاف.

وأشاد المصدر بسيدة كانت لها دور مهم في القضية حيث أبلغت عمليات الداخلية عن السيارة التي انزلت الإرهابي حيث قالت إنها رصدت شخصا ينزل مسرعا إلى داخل المسجد وعقب دخوله بدقيقة أو دقيقتين حدث التفجير المروع.

وحول ما إذا كان السعودي الإرهابي المنفذ سبق وحضر إلى الكويت قال المصدر: لم يثبت انه دخل البلاد من قبل من واقع السجلات، وإنما جاء الى مهمة وحيدة، وهي التنفيذ أو تنفيذ العمل الإرهابي، وأن التحقيقات وكما سبق وذكر فهما من قاما بالتخطيط واختيار البدون مالك السيارة وشريكه ناقل الإرهابي والكويتيين.

وأشارت التحقيقات إلى أن المتهمين طلب منهم أن يكونوا حذرين في التواصل بينهم وبين أعضاء التنظيم وكانت عمليات التواصل تتم عبر الواتساب كما تبين من تفريغ أجهزة الهواتف المتنقلة ان المتهمين كان لديهم تواصل مع داعش من العراق وسورية.

إلى ذلك، أكدت المصادر على أن أجهزة وزارة الداخلية أوقفت ما لا يقل عن 30 شخصا وربما أكثر من ذلك ويصل العدد حسب مصدر آخر إلى 50 شخصا مشيرة إلى أن أشقاء وأقارب مالك السيارة وكذلك اشقاؤه وأقارب البدون جميعهم القي القبض عليهم للتحقيق.