"طالبان" تتنصل من محادثات السلام بعد إعلان الحكومة الأفغانية وفاة زعيم الحركة


كابول - وكالات

قالتْ وزارة الخارجية الباكستانية، أمس، إنَّ جولة ثانية لمحادثات السلام بين الحكومة الأفغانية ومتشدِّدي طالبان -كان من المقرر أن تنعقد في باكستان- تأجَّلت وسط تقارير عن وفاة زعيم الحركة الأفغانية الملا عمر.

وجاء في بيان الوزارة: "في ضوء التقارير بخصوص وفاة الملا عمر وحالة التشكك التي نجمت وبناء على طلب زعامة طالبان الأفغانية تأجلت الجولة الثانية من محادثات السلام الأفغانية التي كانت مقررة في باكستان يوم 31 يوليو".

وتنصل المتحدث الرسمي باسم حركة طالبان الافغانية، أمس، ممَّا تردد من أنباء عن إجراء محادثات سلام مع حكومة كابول وهو ما يلقي بظلال من الشك على الجهود الرامية للتفاوض لإنهاء الحرب المستمرة منذ 14 عاما.

وقال ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم طالبان: "سمعنا من وسائل الإعلام أنَّ الجولة الثانية من المحادثات بين الإمارة الإسلامية وإدارة كابول ستبدأ قريبا في باكستان أو الصين".. وأضاف في بيان "أحالت الإمارة الإسلامية التفويض برمته لمكتبها السياسي وهو لا يعلم شيئا عن هذه العملية".

وكان مسؤولون أفغان وباكستانيون قالوا إن جولة ثانية من الاجتماعات ستعقد بين ممثلي طالبان وحكومة كابول هذا الأسبوع. وكانت مفاوضات تمهيدية قد جرت بين الجانبين في باكستان هذا الشهر. ويجيء بيان طالبان بعد يوم واحد من تصريحات للحكومة الأفغانية قالت فيها إن الملا عمر زعيم حركة طلبان توفي منذ عامين في باكستان.

ومن المرجح أن يعمق نبأ رحيل الملا عمر الصراع على الزعامة داخل الحركة المتشددة المنقسمة بشدة مما سيلقي بظلاله على فرص عملية السلام المتعثرة بالفعل. ولم يشر بيان طالبان إلى وفاة الملا عمر. ولم تعلق الحركة رسميا على النبأ.

وفيما يمثل تذكرة بالخطر الذي يشكله المقاتلون من خلال تصعيد حملتهم للإطاحة بالحكومة المدعومة من الغرب سيطرت حركة طالبان على منطقة بإقليم هلمند الجنوبي تسعى القوات الأجنبية جاهدة لتأمينها منذ سنوات.

وسيطرت طالبان على جيوب في أنحاء أفغانستان منذ سحب حلف شمال الأطلسي معظم قواته في نهاية العام 2014، تاركا مهمة إخماد العنف على كاهل قوات الجيش والشرطة الأفغانية. ويلقى آلاف مصرعهم في الصراع كل عام.

ولم يؤكد مسؤولون من طالبان أو باكستان ما أعلنته أفغانستان الأربعاء عن وفاة الملا عمر في مستشفى في مدينة كراتشي الباكستانية منذ عامين. وقال قاضي خليل الله المتحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية "سمعنا بالأنباء ونسعى للتحقق من التفاصيل".

ويسعى الرئيس الأفغاني أشرف عبد الغني لمواصلة عملية السلام مدعوما من باكستان والصين لكن زعامة طالبان منقسمة حول ما إن كانت ستشارك في عملية السلام. وبعد جولة المحادثات المبدئية، صدر بيان يحمل اسم الملا عمر ويقر فيما يبدو المفاوضات على أساس أنها تتفق مع الشريعة الإسلامية. وتعارض الآراء إزاء عملية السلام مرتبط بقوة بصراع على السلطة يتعلق بالزعيم الجديد للحركة الإسلامية المتشددة التي أسسها الملا عمر.

وقال قائد بارز في طالبان الأفغانية في باكستان إن زعامة الحركة "في مفترق طرق" وإن حسم مسألة الخلافة قد يستغرق وقتا. وأضاف أن فصيلا داخل طالبان يريد أن يتولى يعقوب ابن الملا عمر الزعامة في حين يحبذ فريق آخر أن يتولاها الزعيم السياسي أختر محمد منصور الذي كان ضمن من أيدوا محادثات السلام.

وعلى ساحة المعارك، قال مسؤولون في هلمند إن طالبان انتزعت السيطرة على منطقة ناو زاد بعد قتال على مدى يومين. وقال عبيد الله عبيد كبير المتحدثين باسم شرطة الإقليم "قواتنا الأمنية مازالت الآن على مشارف المنطقة وتقاتل طالبان".

ورفض عبيد التعليق على الخسائر في الأرواح، لكنَّ سكانا تحدثوا مع رويترز هاتفيا قالوا إن جثث أفراد من قوات الأمن الحكومية ومقاتلين من طالبان متناثرة في الشوارع. وأكدت طالبان السيطرة على وسط الإقليم وقالت إنها صادرت أسلحة وذخائر.

وعلى جانب آخر، قال قياديان أفغانيان حضرا اجتماعا لأهم الشخصيات في حركة طالبان الأفغانية أمس إن الحركة عينت أختر محمد منصور زعيما لها بعد تقارير عن وفاة الملا عمر.. وقال أحد القياديين اللذين حضرا الاجتماع الذي عقد مساء الأربعاء "انتخب مجلس الشورى الذي عقد خارج كويتا بالإجماع الملا منصور أميرا جديدا لطالبان. سيصدر مجلس الشورى بيانا قريبا."