البنك العربي يوصي المستثمرين بقراءة ودراسة النتائج الأولية للشركات -
الانتباه للشركات ذات الأداء التاريخي القوي خلال الربع الأول من العام والشركات التي لها القدرة على الاستفادة من أي إنفاقات حكومية -
بدأت تداولات الأسبوع المنصرم على النهج نفسه للأسبوع الذي سبقه خالية من أية محفزات أو عوامل محلية من شأنها أن تدعم السوق. إلا أن هذه الحالة بدأت بالتغير في النصف الثاني من الأسبوع الذي شهد عودة واضحة للمضاربين واهتماما بأسهم الشركات ذات الرساميل الصغيرة وبدء العديد من المستثمرين تكوين مراكزهم الاستثمارية في عدة شركات تتسم بعوامل أساسية جيدة مع اقتراب موسم النتائج ، رافق ذلك تحسن في السيولة وأحجام وقيم التداولات.
ارتفاع المؤشر
وتمكن المؤشر العام لسوق مسقط للأوراق المالية من وقف موجة تراجعه الأسبوعية المستمرة منذ أكثر من شهر وذلك بتسجيله ارتفاعا أسبوعيا بنسبة 0.5% عند مستوى 6,809.37 بدعم من عدد من الأسهم البنكية والشركات القابضة والشركة العُمانية القطرية للاتصالات (النورس) وشركة صناعة الكابلات العُمانية
ونتوقع بهذا الصدد استمرار تحسن قيم وأحجام التداولات خلال الأسبوع الحالي والفترة القادمة وتحسن أداء السوق المالي أيضا وذلك بسبب عوامل عدة منها بدء نتائج الربع الأول (غالبا البنوك وعدد من الشركات الصناعية) والتي من المؤمل أن تكون جيدة إضافة إلى وجود المضاربين في السوق وإعادة استثمار جزء من التوزيعات وانتهاء الاكتتاب في عُمانتل وتحسن أداء الأسواق العالمية وفي المنطقة.
الأسعار الجاذبة
ونرى في هذا السياق أن الأسعار الجاذبة التي تقدمها أسهم العديد من الشركات في السوق خاصة تلك التي تتميز بعوامل أساسية قوية هي فرصة حقيقية لمستويات سعرية لا تتوفر في أسواق المنطقة التي شهدت ارتفاعات كبيرة قد تؤدي إلى حدوث عمليات تصحيحية على أسعار الأسهم فيها.
وخلال الأسبوع نفسه سجل “مؤشر العربي عُمان 20″ ارتفاعاً بنسبة 0.31% ليغلق عند مستوى 1,218.14 نقطة بقيمة تداولات بلغت 30.98 مليون ر.ع. وسجل خلال الأسبوع نفسه “مؤشر العربي خليجي 50″ ارتفاعاً بنسبة 1.16% ليغلق عند مستوى 1,366.83 نقطة. كما سجل “مؤشر العربي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا 200″ ارتفاعاً أيضاً بنسبة 1.76% ليغلق عند مستوى 1,270.84 نقطة.
وفي الأسبوع السابق انخفض مؤشر سوق مسقط المتوافق مع الشريعة بنسبة 0.25% ليغلق عند مستوى 1,081.16 نقطة.
أداء المؤشرات الفرعية
وأظهر تحليل أداء المؤشرات الفرعية تسجيل المؤشر المالي ارتفاعا أسبوعيا بنسبة 1.52% الى 8,126.12 نقطة بدعم من البنك الأهلي وبنك صُحار وبنك ظُفار وشركة عُمان والإمارات للاستثمار القابضة والشركة الخليجية لخدمات الاستثمار.
وفي القطاع أظهرت النتائج الأولية غير المدققة لشركة الخدمات المالية للربع الأول من العام الحالي تراجع الأرباح على أساس سنوي بنسبة 12.8% إلى 158.3 ألف ر.ع. بسبب رئيسي يعود إلى تراجع أرباح المتاجرة في الاستثمارات وارتفاع خسارة تغير القيمة العادلة للاستثمارات المتاجرة إضافة إلى ارتفاع إجمالي المصروفات.
وسجل مؤشر الصناعة مكاسب أسبوعية بنسبة 0.66% مغلقا عند مستوى 10,570.36 نقطة بدعم من شركة جلفار للهندسة والمقاولات والشركة الوطنية لمنتجات الألمنيوم وشركة الجزيرة للمنتجات الحديدية إضافة إلى شركة صناعة الكابلات العُمانية
أما مؤشر الخدمات فسجل تراجعا بنسبة 0.37% إلى مستوى 3,651.58 بضغط من شركة النهضة للخدمات و شركة شل العُمانية للتسويق وشركة أكوا باور بركاء. وفي القطاع ، تم إدراج حقوق الأفضلية المؤقت لأسهم شركة الغاز الوطنية البالغ عددها 20 مليون سهم للتداول بتاريخ 7 أبريل وسيستمر لغاية 21 أبريل في السوق الثالثة.
تحليل أحجام وقيم التداولات
وعند تحليل أحجام وقيم التداولات نجد بأن المتوسط اليومي لكليهما استمر بالارتفاع على أساس أسبوعي حيث بلغ حوالي 31.7 مليون سهم و 10.6 مليون ر.ع. بارتفاع نسبته 16.6% و 11.4% على التوالي.
وفيما يتعلق بالجنسيات المتداولة فسجل الاستثمار المؤسسي المحلي والأجنبي حضورا قويا بالسوق بصافي شراء 2.51 مليون ر.ع.
الأخبار المحلية
سجلت المالية العامة للسلطنة طبقا لأحدث نشرات المركز الوطني للإحصاء والمعلومات فائضا (بعد جملة وسائل التمويل) بمبلغ 379.6 مليون ر.ع. لأول شهرين من العام الحالي بانخفاض نسبته 37% عن الفترة نفسها من العام السابق بسبب رئيسي يعود إلى تراجع جملة الإيرادات (-5.3%) وارتفاع المصروفات الجارية والمساهمات والدعم بنسبة 11.2% و20.2% على التوالي خلال الفترة نفسها. وقد سجل شهر فبراير من العام الحالي تراجعا في إنتاج النفط بنسبة 10.9% على أساس شهري الأمر الذي ضغط على الإيرادات النفطية.
نبقى محليا حيث أبدت وكالة موديز العالمية للتصنيفات الائتمانية نظرتها الإيجابية ناحية القرارات الأخيرة للبنك المركزي العُماني والمتعلقة بالانكشافات الخارجية للبنوك على غير المقيمين في السلطنة والأموال المودعة في الخارج. وقالت الوكالة: إن الحدود العليا الجديدة للانكشافات على الخارج سوف تكبح رغبة البنوك من المخاطرة وسوف تقلل من تكاليف الائتمان وبالتالي تحسن ربحية البنوك. وتوقعت الوكالة جودة أفضل للأصول البنكية وذلك بسبب تشديد الإجراءات للحد من التعرض للمخاطر الخارجية خاصة في البلدان التي تفتقد بنوكها إلى المعرفة والخبرة المالية. وتوقعت الوكالة أيضا تأثر بعض البنوك بالإجراءات الجديدة خاصة التي لديها انكشافات للخارج بنسبة أعلى من السقف المحدد.
وفي سياق متصل، توقع البنك الدولي ارتفاع نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي للسلطنة خلال عام 2015 بنسبة 5% مقارنة مع 4.9% لعام 2014. وتوقع البنك بأن يكون عام 2015 عاما جيدا لدول المنطقة وذلك بسبب العوامل التي تشير إلى زيادة قوة الطلب العالمي في البلدان الغنية. وإن مثل هذه التوقعات تنسجم إلى حد كبير مع الأهداف المحددة في بيان موازنة السلطنة لعام 2014 والتي تضمنت هدف تحقيق ارتفاع في معدل النمو الحقيقي للاقتصاد الوطني خلال العام الحالي بنسبة 5%.
الأخبار الخليجية
شهدت دبي إدراج صندوق الاستثمار العقاري “الإمارات ريت” في سوق ناسداك دبي وذلك بعد أول عملية طرح عام أولي تشهده الإمارة في خمس سنوات. وعلى الرغم من أن الأسهم المدرجة في سوق ناسداك دبي تتسم عادة بأنها أقل سيولة وعددا من الأسهم المدرجة في البورصة الرئيسية (سوق دبي المالي)، إلا أن الإقبال الجيد على الإدراج قد دعم من معنويات المستثمرين في السوق مما تسبب إضافة إلى عوامل أخرى في تسجيل مؤشر سوق دبي المالي أفضل أداء يومي له في أكثر من ثلاثة أسابيع في يوم الإدراج. وبشكل عام أسهمت الأخبار المتعلقة بقرب اندماج سوقي دبي المالي وأبو ظبي للأوراق المالية إضافة إلى قرب انضمامهم إلى مؤشرات الأسواق الناشئة MSCI في دعم المؤشر. وقد أغلق المؤشر تداولات الأسبوع المنصرم على ارتفاع نسبته 4.79%. وكذلك سجلت معظم الأسواق الخليجية الأخرى ارتفاعات متفاوتة تصدرها مؤشر أبوظبي للأوراق المالية الذي سجل مكاسب أسبوعية بنسبة 5.05%.
وفي سياق آخر، ستبدأ سوق الأسهم السعودية بتطبيق آلية المعدل السعري لحساب سعر إغلاق السهم بدلاً من حساب سعر الإغلاق على أساس آخر صفقة عادية وذلك اعتبارا من تاريخ 13 أبريل الجاري. وسيتم حساب المعدل السعري بقسمة مجموع قيم صفقات سهم الشركة على مجموع كمية الأسهم المتداولة للشركة نفسها خلال آخر 15 دقيقة قبل الإغلاق.
الأخبار العالمية
توقع صندوق النقد الدولي استمرار تعافي الاقتصاد العالمي خلال العام الحالي والقادم وذلك مع تسارع نمو الناتج في الدول الغنية محذرا في الوقت ذاته من استمرار المخاطر في الأسواق الناشئة. وأشار الصندوق إلى نقاط مهمة منها المخاطر السياسية وضرورة علاج مشكلة تدني مستوى التضخم في منطقة اليورو وأثر زيادة الضرائب على نمو الاقتصاد الياباني. كذلك أشار الصندوق إلى أن تراكم الديون على الشركات في الاقتصادات الناشئة سيزيد من مشكلاتها وذلك بسبب احتمالية انتقال تلك الديون للقطاع المصرفي .
وفي سياق آخر، أظهرت وقائع اجتماع المجلس الاحتياطي الاتحادي الأمريكي لشهر مارس أن البنك قد لا يرفع سعر الفائدة قريبا وهو الأمر الذي دعم الأسواق المالية الأمريكية وأدى إلى تراجع الدولار الأمريكي.
أهم أخبار الأسبوع
• أكثر من 10 مليارات ريال ودائع خاصة بالبنوك التجارية حتى يناير 2014
• وزير النقل والاتصالات: ثلاثة مليارات ريال عماني لقطاع النقل وأكثر من 501 مليون ريال للموانئ خلال الخطة الخمسية الثامنة.
التوصيات
نوصي المستثمرين بقراءة ودراسة النتائج الأولية للشركات بتمعن واستشارة ذوي الخبرة في هذا المجال. كذلك وكما ذكرنا سابقا، نوصي المستثمرين بالانتباه للشركات ذات الأداء التاريخي القوي خلال الربع الأول من العام والشركات التي لها القدرة على الاستفادة من أي انفاقات حكومية ومشروعات قائمة ومستقبلية والقدرة في الوقت نفسه على السيطرة على تكاليفها التشغيلية. وننصح المستثمرين أيضا بالانتباه للشركات التي استفادت من توزيعات الأرباح على محافظها واستثماراتها والتي من المتوقع أن تدعم أداءها في الربع الأول.